في عجالة أيقظ زوجته لصلاة الفجر: "يالا يا أم محمد قومي اتوضي وصلي الفجر عايزين نلحق اليوم من أوله".. طول عمرك بتستعجلنا كده أنا ومحمد.. طب يالا بقى علشان ما نتأخرش عليه، تسأله في دهشة: يعني انت فاكر محمد هيسيب كل اللي هو فيه ويجي يشم النسيم معانا يا راجل"، يالا يا ولية بطلي غلبة هو اللي قالي هات يا بابا الأكل اللي أنا بحبه وتعالى أنا مستنيك.
خرجا من دارهما يتكئان على بعضهما يداعب جلبابهما نور الصبح.. يتسامران في نشأة محمد وتربيته وحبه للزرع وعادته في شم النسيم يضحكان تارة ويبكيان تارة حتى وصلا.
أمام شاهد قبر كُتب عليه محمد المصري، وقفا يلقيان السلام.. السلام عليك يا ضنايا كيفك حالك اليوم.. أما نحن فبخير يا زينة الشباب جئناك كالعادة نشتم نسيمك وطيب مرقدك ومسك دماك الطاهرة.
فرشا الطعام أمام القبر ونقرا على الباب باسم الله يا أبو الشباب.
شعرا كأن يدا ثالثة تقاسمهما الطعام وروح ثالثة تطوف في المكان.. حديث بين الثلاثة بلغة القلوب صار.. يقسم الأب أنه سمع صوت محمد وتقسم الأم أنه ربت على كتفها وهمس في أذنها: بحبك يا أمي.
نسيم الجنات حاضر والصلوات قائمة ومأدبة الطعام أمام شاهد الابن الذي رحل بعد استئذان ليلقى الرحمن قبل عام من هذا الحين في موعد شم النسيم كان قد لبس أفروله العسكري فحسب التصريح الذي كان معه كانت قد انتهت إجازته.. لكنه لم يعد وعادت رسالته: أنا في الجنة يا والديا فلا تحزنا.
كانا يظنان أنهما فقط من جاء المقابر للاحتفال بشم النسيم لكنهما حينما استدارا وجدا أمام كل شواهد الأضرحة والدين أتيا يحتفلان مع أبنائهما الذين يرقدون خلف تلك الأبواب الموصدة.
الفرحة جامعة كما الدمعة جامعة وليس هناك أزكى من نسيم الرحمات.. فسلام على من مات ليبقى عطر الحياة يجوب هذه البلاد.
خرجا من دارهما يتكئان على بعضهما يداعب جلبابهما نور الصبح.. يتسامران في نشأة محمد وتربيته وحبه للزرع وعادته في شم النسيم يضحكان تارة ويبكيان تارة حتى وصلا.
أمام شاهد قبر كُتب عليه محمد المصري، وقفا يلقيان السلام.. السلام عليك يا ضنايا كيفك حالك اليوم.. أما نحن فبخير يا زينة الشباب جئناك كالعادة نشتم نسيمك وطيب مرقدك ومسك دماك الطاهرة.
فرشا الطعام أمام القبر ونقرا على الباب باسم الله يا أبو الشباب.
شعرا كأن يدا ثالثة تقاسمهما الطعام وروح ثالثة تطوف في المكان.. حديث بين الثلاثة بلغة القلوب صار.. يقسم الأب أنه سمع صوت محمد وتقسم الأم أنه ربت على كتفها وهمس في أذنها: بحبك يا أمي.
نسيم الجنات حاضر والصلوات قائمة ومأدبة الطعام أمام شاهد الابن الذي رحل بعد استئذان ليلقى الرحمن قبل عام من هذا الحين في موعد شم النسيم كان قد لبس أفروله العسكري فحسب التصريح الذي كان معه كانت قد انتهت إجازته.. لكنه لم يعد وعادت رسالته: أنا في الجنة يا والديا فلا تحزنا.
كانا يظنان أنهما فقط من جاء المقابر للاحتفال بشم النسيم لكنهما حينما استدارا وجدا أمام كل شواهد الأضرحة والدين أتيا يحتفلان مع أبنائهما الذين يرقدون خلف تلك الأبواب الموصدة.
الفرحة جامعة كما الدمعة جامعة وليس هناك أزكى من نسيم الرحمات.. فسلام على من مات ليبقى عطر الحياة يجوب هذه البلاد.
