الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

د. خالد بدوي يكتب.. "النموذج الإصلاحي للشباب"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أُتابِع بعض النماذج الشابّة الناجِحة في مِصر وأفخَر وأعتَزّ جداً بكُل صنيِعٍ منسوباً لهم؛ كما أُتابِع في صَمت النجاحات الصُغرى التي لا تُرى ولا أحد يُلقِي عليها الضوء.
ومُنذ فَترة قرأت لأحد هؤلاء الشباب الذي لم يتخطّ عُمره الثانية والثلاثين مقالاً مُوجَزاً على صفحته الشخصيّة على تطبيق "فيسبوك" تحت عُنوان "النموذج الاصلاحِي الصلاحِي للشباب" وبِت أقرأُ على مَهَلٍ وأُسهِب في تعميقِ معالِم المَعرِفة والفَهم وصولاً لتطبيقها كمهارات مهنية وتجارُب تطبيقية.
الدكتور "احمد السُبكي" مُساعِد وزير الصحة لشئون الرَقابة والمُتابَعَة؛ وَضع نموذَجا مُتفرّدا إصلاحيا للشباب المِصري؛ والذي أجدَه دُستوراً سار في نهجِه هو فنجح وحَقق ما نستطيعُ الآن الوقوف عليه كإنجازات لبني جيلِي.
ومُنذُ أيام معدودة أتابِع صفحات إحدى فتيات مِصر ابنةَ الواحات ذات الثلاثين عاماً؛ ونائب مُحافظ الوادِي الجديد؛ "حنان مَجدي" التي تكافِح لأجل رسم البسمة في وجه طِفلة أو تُطلِق الأمل في نفس طِفل؛ أو تُتابِع مشروعات أو في زيارات ميدانية لمُتابَعة مشاكِل الفُقراء.
وأجدها تنشُر نَفس النُموذج الذي صاغَه الدكتور "احمد السبكي".
وفي فارِقة جالت بخاطِري للحظات أنهما من خِريجي البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقِيادة؛ وخريجي الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب؛ وفي ذات العِقد الثالِث؛ ومن نَفس البيئة التي شبّت على العادات والتقاليد والقِيم.
فما هو هذا النموذج وما هِي ملامِحه التي قد أصيغَها في حُدود فَهمِي البسيط؟
الجانِب الرُوحِي:
ويتمثّل في كَمال اليقين والتسليم بقضاء الله وقُدرته وجَميل صُنعِه.
كما يتمثّل في إصرارك على تحقيق حُلمك الذي قد يراه البعض مُستحيلاً وباليقين بالله يكون في بواطِن التحقق.
الجانِب النفسي:
ويتمثّل في تجنّب تعليق الأحلام علي شمّاعَة الفقر أو البيئة أو مستوى المعيشَة؛ وكم من زعيم وقائد كان يعيش في براثِن الفقر والعَوَز وسار وراء حُلمه مؤمناً ومُتيقّناً في بلوغِه وبَلَغ.
الجانِب القِيمي:
ويمثّل في اتباع العُرف والتقاليد والقِيم؛ دون الحِياد عن أصول التربيّة والرِباية والنشأة؛ ودون العُدول عن احترام الآخر وإعطائه الحَق في إبداء وجهة نظره؛ والتفكّر في جميل صُنع الله.
الجانب العِلمي:
ويتمثّل في ضرورة التمكّن من مواطِن نمو الموهِبة والتخصص؛ إلى جانب التعرّف على ما هو جديد؛ ومحاولة تحديث المعلومات واستبصار الرؤي لما ستؤول إليه الأوضاع في المستقبل.
وهو محور جَد مهم في تشكيل وعي الشاب وحِرصه على التميّز والفلاح.
الإصرار:
لا تتخلّي عن حُلمك لأنه مِلكك؛ ولن يقتنع به إلا أنت؛ ولن يؤمن به إلا صاحِبه فكم من كلمات إن ضَعُف عزمَك ستقسمك وتكسِر ظهرك؛ فاجعل شعارك دوما، هو المحاولة والمحاولة؛ وتأكد أن الفشل بداية النجاح.
الانتماء:
ويتمثّل في لَم شَمل ما هو سابِق جميعه في واحِد؛ فلا فائدة في دِين أو عَقيدة لا تُبني علي حُب الوَطن؛ ولا تستدعي إلمامًا بنواحي الخَطَر التي تُحيطه؛ ولا داعِي للمَعرفة إن لم تصب في تقدمه ورِفعَته؛ ولا خَير في تربية أو رباية شابت على عدم الولاء أو الانتماء؛ كما لا داعي للإصرار علي النجاح دونما وَطن يحتضن هذا الإصرار ويعطي لصاحبه الحق في النجاح.
وان كُنت انتهيت في كِتابة مقالي إلى هُنا فإنني شديد الثِقة والإيمان بعَدم انتهاء مسيرة النجاحات التي يُحققها شباب مِصر في كل المجالات؛ وفي كل المناحِي؛ وندائي أن تمسّكوا بالحُلم يتحقق؛ وآمنوا بضمائر الشَغَف والأمل؛ فالأحلام لا تتقادَم ولن تسقُط بالتقادُم.