الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الموضوعية أو الصمت

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عبر العصور أثبت الانزواء داخل بؤرة الشوفينية والحدود المغلقة- تحديدًا على صعيد المنطقة العربية- أنه مجرد إنكار لواقع سياسى يربط التاريخ والجغرافيا. حرص القيادات العربية الممثلة لصوت العقل على إعادة الروح إلى التحالفات، هو نتيجة طبيعية بعدما أثبتت الأحداث منذ عام ٢٠١١ قدرتها على اجتياز الحدود، أبرز الأمثلة القريبة الإنجاز الرائع للمصريين فى ٣٠ يونيو، وانعكاس هذه الثورة على ضمان آمن وسيادة قرار المنطقة بما يتيح إعادة الاستقرار إلى بؤر الصراع.. كلها حقائق جعلت من الشأن العربى هم مشترك.
تناول أى كاتب أو إعلامى لقضايا دولة فى المنطقة لا يستدعى حساسية لمس «عش الدبابير» بقدر ما يفرض الدقة والموضوعية.. بينما تنعدم قيمة المهاترات التى تلوث وسائل التواصل الاجتماعى من بعض مدمنى «الهلوسة» عن الشأن المصري، المفترض أن تكتسب رؤية من يدعون المهنية مصداقية إذا ما كان هدفها إقناع المتلقي، ضمن أمثلة الزيف الإعلامى ما تتفنن فى ممارسته ليليان داوود.. التغاضى عن جزئية إقحام داوود نفسها على الشأن المصري، لا يُسقِط الحق العام فى مراجعة مصداقية ما يطرح عليه.. هى تتعمد اصطناع الجهل والتلاعب بالحقائق بمهارة تفوق أخبث الأفاعى عند مطالباتها التى لا تنقطع للمجتمع الدولى بالتدخل فى الشأن المصرى لحماية الشعب!! ممن؟.. من إرادته التى كانت هى شاهدة عليها فى ٣٠ يونيو، «النابغة السياسية» لا تكلف نفسها عناء طرح رؤية بديلة للمشهد المصري.. هل هى الفوضى، اللا دولة أو الظلامية؟ سموم التناقض لا تنتهي، تارة ترتدى داوود قناع الإعلامية «الليبرالية»، بينما مع الشأن المصرى تهرول إلى نعيق «غربان» الرجعية.. حين بلغ الانحطاط بأحدهم- وجدى غنيم- لإهانة أبرز الرموز التى تشرف بها كل سيدة عربية، حين أهلت جميلة بوحيرد لتضىء بنورها الحراك الشعبى فى الجزائر، هلعًا من تأثير وجودها لصالح القوى المدنية واستبعاد التيارات المتطرفة من السيطرة على المشهد ثم التهام «الكعكة» الجزائرية.. عندها يصيب حساب داوود على تويتر الخرس وتصمت حلقاتها الأسبوعية، تصور داوود أنها الإعلامية التى لا يشق لها غبار، يقابله حق المتابع لها مراجعة اختفاء دقة التحرى عن المصدر حين تبادر بوضع صور لا تمت بصلة إلى الاستفتاء على تعديل مواد الدستور لتحظى بفرصة الهجوم على الإجراء.. أى مبررات موضوعية تكمن فى إقحام نفسها على حملات إخوانية ضد الرئيس السيسى عند كل ضربة تتلقاها هذه الجماعة تُظهِر الالتفاف حول الرئيس السيسى والتمسك به؟.. من حق متابعى داوود- رغم الاختلاف معهم- تحديد هوية الوجه الصادق لها بين تناقضات قناع الليبرالية والسقوط فى مستنقع الترويج لجماعة رجعية. دعوة إلى أصحاب «الرأي» المتباكين على الحريات، لإلقاء نظرة سريعة على تقرير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان بتاريخ ٢٠١٣ عن عدد دعاوى إهانة الرئيس المقدمة من محمد مرسى ضد الإعلاميين، حيث بلغت فى ستة أشهر فقط أربعة أضعاف ما شهدته الأعوام الثلاثين من حكم الرؤساء السابقين.. نظرة أخرى قد لا تروق لهم على المقارنة بين نسب المشاركة التى بلغت ١٧ مليون صوت بنسبة ٢٣.٩٪ فى استفتاء دستور ٢٠١٢ على المواد التى تم إقرارها فى ظل جماعة حكم الإخوان.. مقابل تجاوز عدد المشاركين فى استفتاء الشهر الماضى على تعديل مواد فى الدستور ٢٧ مليون بنسبة ٤٤.٣٣٪. رجاء أخير إلى ليليان وإخوانها. اتركوا مصر لأصحاب الأقلام والرؤى الموضوعية القادرة على تناول مصر بما يفى مكانتها بين دول المنطقة.