الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

سيناء من التحرير إلى التعمير

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
على مدى عشر سنوات.. تخللتها أحداث يناير.. كنت شريكًا فى وضع الخريطة البرامجية الخاصة بذكرى تحرير سيناء لإحدى الفضائيات، وفى الفترة نفسها كنت أتردد على الشمال من تلك المنطقة التى بذلنا من أجلها كل غال ونفيس، اقتربت من أهلها وشيوخها، أمليت عينى بوجوههم المكتوب عليها حكايات من نضال استمر عقود، وأصغيت لمطالب بحت من أجلها الأصوات، ومنهم عرفت الكثير من بطولات جيش بلادى، بطولات لم أقرأها فى منهج دراسى، ولم أجدها فى عمل فني.
فى كل ذكرى كان الكلام عن تنمية سيناء مطلبًا أساسيًا لأهلها ولمن خاضوا من أجلها الحروب، وزراعتها بالبشر والشجر..كانت الشعار الذى يستهل به الجميع الكلام، أما الحديث عن ترعة السلام التى توقف شقها، وخطوط السكك الحديدية المتوقف مدها فردده السيناوية دون ملل مطالبين باستكمال ما تم إنجازه فى المشروعين، بالإضافة إلى مطلبهم الأساسى بتملك أراضيهم ومنازلهم.
هذا العام.. يأتى الاحتفال بذكرى تحرير سيناء مختلفًا، لذلك كان تعظيمه واجبًا من كل المصريين، فرغم ما يشاع من المغرضين عن سيناء ودخول جزء منها فى صفقة القرن.. تأتى الشهادات على ألسنة شيوخها، الذين دأبوا على الشكوى من التناسى والإهمال منذ عقود لتؤكد أن ما يحدث فى سيناء من تنمية غير مسبوقة أذهل أبناءها، فعلى الرغم من الحرب المستمرة على الإرهاب فإن التنمية لم تتوقف يومًا واحدًا، وصارت أحلام السيناوية واقعًا ملموسًا، فها هى الأنفاق تزيل الحواجز بين سيناء ومحافظات مصر، وها هى المشروعات التى أزالت الحاجز النفسى بين أبناء الشمال وأشقائهم فى الوطن.
مائتان وخمسة وسبعون مليار جنيه تم تخصيصها لتنمية سيناء، ومشروعات جذبت إلى جانب أبنائها عمالة من أنحاء مصر، فقضت على البطالة وحفظت حقوق آلاف الأسر فى حياة كريمة، أما الرعاية الطبية والمدارس وتوفير السلع الغذائية فكانت أهم أولويات الدولة.
ما نقوله ليس رصدًا لواقع نتابعه من خلال الكاميرات، ولا تصريحات لمسئولين، لكنها شهادات لأبناء وشيوخ سيناء الذين دأبوا على الشكوى طوال العقود الماضية، حتى تمليك الأراضى الذى كان مطلبًا رئيسيًا أصبح واقعًا وفقًا لتصريحات الشيخين.. عبدالله جهامة رئيس جمعية مجاهدى سيناء، وعيسى الخرافين شيخ شيوخ قبائل سيناء، ففى ثنأئهما على ما قام به الرئيس السيسى تجاه أهل سيناء من مشروعات تنمية.. أكدا أن ما تشهده منطقة الشمال حاليًا غير مسبوق، وأن التنمية لم يوقفها الحرب على الإرهاب.
بقى للسيناوية مطالب أظن أن تحقيقها يأتى ضمن خريطة التنمية، وهو استقطاب الشباب من محافظات مصر إلى منطقتى الشمال والوسط من خلال توفير المشروعات وحصولهم على مساحات من الأراضى لزراعتها، خاصة أن وسط سيناء يحتاج ثلاثة ملايين مواطن لتعميره وسد أى فجوة أمام الإرهاب الذى فشل فى التمكن منه، أبناء الوادى الضيق بالتأكيد لهم نصيب فى أرض سيناء الرحبة التى وصلتها التنمية، وبيع مساحات من الأراضى لهم بأسعار مناسبة لا بد أنه ضمن أولويات المسئولين.
الاحتفال بتحرير سيناء هذا العام يجب أن يقترن به احتفال آخر بتنميتها، لنثبت للمغرضين أن هذا الجزء من أرض الوطن لا يباع ولا يهدى به إلا لأبنائه.