الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

يعيش أهل بلدي.. ورئيس الوزراء

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شاهدت عرض افتتاح مسرحية «يعيش أهل بلدى» على المسرح القومى بالقاهرة بحضور لفيف من جمهور عريض من محبى المسرح وكبار المثقفين والفنانين وبعض الشخصيات العامة، وذلك بدعوة كريمة من مؤلف المسرحية الصديق العزيز «محمد بغدادى» ابن السويس المناضلة ومصر الجميلة وكانت فرحتى غامرة باننى فى حضن المسرح القومى بعد سنوات من الغياب عنه.
هذا المسرح العريق صاحب التاريخ المسرحى والثقافى والفنى فى ضمير هذا الوطن من خلال ما قدمه من عروض رائعة لكبار فنانى مصر.
وهو المسرح الذى واكب فى نهاية اغسطس ١٩٣٥ حين تأسست الفرقة القومية للتمثيل تحت إشراف وزارة المعارف لإنقاذ الحركة المسرحية من أثر الأزمة العالمية والتى تسببت فى غلق بعض المسارح.
وفى ديسمبر ١٩٣٥ ارتفع الستار لأول مرة عن مسرحية أهل الكهف أولى مسرحيات الفرقة القومية للأديب الكبير توفيق الحكيم وإخراج الفنان زكى طليمات.
والمتابع للمسرح القومى يتذكر تاريخيًا أنه فى أغسطس ١٩٤٢ تم حل الفرقة القومية المسرحية وأعيد تشكيلها من جديد تحت اسم الفرقة المصرية للتمثيل والموسيقى والتى امتدت فنونها إلى تقديم المسرحيات الغنائية بعدها تكونت فرقة المسرح الحديث فى سبتمبر ١٩٥٠ من خريجى المعهد العالى لفن التمثيل وظلت الفرقتين تعملان جنبا إلى جنب إلى أن جاءت ثورة ١٩٥٢ فغيرت مصير المسرح والنظرة إليه ونال التأييد والمساعدة والدعم حيث تم ضم المسرح إلى وزارة الإرشاد القومى آنذاك لتعمل الفرقتان معًا.
ومن هنا تكونت «الفرقة المسرحية الحديثة» عام ١٩٥٣ وتم تعيين الفنان يوسف وهبى أول مديرًا فنيًا للفرقة المسرحية الحديثة والتى استحقت بعد ذلك عام ١٩٥٨ بتاريخها ومستوى إنتاجها الفنى أن تكون وتصبح فرقة المسرح القومي.
ولقد حصل العديد من فنانى المسرح القومى على أوسمة وجوائز الدولة من خلال العروض المسرحية المهمة، وكان المسرح القومى وما زال سفيرًا وراعيًا للفن المسرحى منذ الأربعينيات، حيث تمت عروض فنية عديدة فى الوطن العربي.. الجزائر - سوريا - المغرب - العراق - الكويت - السودان وتونس ولبنان وبعض الدول الأوروبية منها «فرنسا - إنجلترا وإيطاليا». وإذا كان العرض المسرحى الأخير «يعيش أهل بلدى» عن النص والكتاب الذى حصل على الجائزة الأولى كأحسن مسرحية من خلال معرض هيئة الكتاب المصرية هذا العام والتى أخرجها عاصم نجاتى فإن العرض يتحدث عن الولاء والانتماء للوطن من خلال رجل جديد يتولى أمور الدولة المصرية، ويتطلع إلى التطوير والتقدم والنهضة من خلال سواعد الشعب المصري.
ويحاول جاهدًا من خلال العمل المسرحى أن يسهم فى أن يحكم الشعب نفسه بنفسه وللاسف الشديد وسط صراع حول المصالح التى تتعارض مع مصلحة البلاد من خلال اتحاد الفاسدين والمتاجرين بالدين وأعداء الشعب.
وقد استطاعت الفرقة المسرحية من خلال أبطال العرض الفنان أحمد سلامة - انتصار - محمد رضوان - مريم البحراوى - هالة سرور - ندى عفيفى بالإضافة إلى الفنانين زكريا معروف - ضياء الدين زكريا وإيهاب ناصر تقديم عرض جيد يستحق التقدير والاحترام.
وقد امتزج المسرح بتناغم موسيقى وألحان على سعد وتصميمات استعراضية للفنان محمد عبدالصبور وديكور د. صبحى السيد، وإذا كان هذا العرض يتناول قضايا الوطن ويكشف عن أهمية الدفاع عن المستقبل فى إطار كوميدى ومسرحى راقٍ يحسب إلى وزارة الثقافة بقيادة الفنانة إيناس عبدالدايم وللدكتور خالد عبدالجليل.. وقيادة المسرح القومي.. وهنا ومن خلال نظرة للدور الكبير للثقافة المصرية وكل القوى الناعمة يحق لنا أن نتوجه إلى الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، بأهمية الموافقة على أن يتم تكليف أبطال هذا العرض المصرى بأن يتجولوا فى المحافظات وعلى مسارحها ليقدموا ثقافة مهمة لأبناء المحليات فى ربوع مصر وكل محافظاتها ومنها ليعرف الطلاب والعمال والفلاحون والموظفون والبسطاء حقيقة عمل مسرحى من أجل حشد طاقة المصريين ضد معارك التطرف والإرهاب من خلال هذا العرض المسرحى والذى يسهم فى مقاومة التطرف عن طريق الفن المسرحى الراقي.
ويدفعنا فى ذلك أننا فى معركة خطيرة ضد الإرهاب والتطرف وكلفتها الغالية من تضحيات للشهداء والمصابين من أبناء الشعب المصرى وقواته المسلحة والشرطة المصرية فإن الأمر يتطلب من السيد رئيس الوزراء.
فإننى على ثقة من استجابة رئيس الوزراء دكتور مصطفى مدبولى على اقتراحنا هذا من أجل خدمة قضايا الوطن الذى نريده أفضل وأرقى ومن أجل مصر التى نريدها دولة مدنية ديمقراطية حديثة يستحق أبناؤها حياة أفضل وأكرم.
وغنى على البيان أنه لا بد من دعم وزارة الثقافة لما تقدمه من خدمات ثقافية ومسرحية خصوصًا من خلال هيئة قصور الثقافة بالمحافظات مع ضرورة الاهتمام بالفنانين المسرحيين والتشكيليين ورعاية الموهوبين فى المحافظات مع أهمية دعم ميزانيات الأنشطة الثقافية بالمحافظات والاهتمام بالمسارح ودور العرض السينمائية فى المحافظات والارتقاء بالفنون باعتبار ذلك حصنًا منيعًا ضد الأفكار الظلامية والإرهابية التى طالت البلاد من خلال الأفكار التى تعادى الثقافة والفن وتحرم الفنون باسم المتاجرة بالدين.
إن معاركنا ضد الإرهاب والتطرف ومع التنمية لا بد أن تنطلق من التعليم والثقافة والفن جنبًا إلى جنب مع المعارك التى تقودها القوات المسلحة والشرطة ضد التطرف.
ومرة أخرى نحن على ثقة ونطالب السيد رئيس الوزراء بضرورة تشكيل مجموعة وزارية لبناء الإنسان المصرى من وزراء الثقافة والتعليم والبحث العلمى لمواجهة معارك المستقبل دفاعًا عن التنمية المستدامة لبلادنا.
وبعد ذلك فإن الأمر مرهون بمدى الاهتمام بالشباب المصرى الذى يشكل ما يزيد على ٦٤٪ من مجموع الشعب المصرى وثقافة التنوير والإبداع وتعظيم حرية الرأى الآخر وحرية التعبير بالرسم والكتابة والشعر والفنون ومن هنا فإنه أصبح من الضرورى أيضًا الاهتمام جيدًا بمستوى مؤتمرات الأدباء والأقاليم والأعمال المسرحية فى المحافظات وإطلاق المسابقات الثقافية والفنية وإقامة المهرجانات الفنية التى تعزز قيم الثقافة والفن والتسامح.