الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

صفقة القرن.. مؤامرة جديدة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
منذ أيام نشرت جريدة «واشنطن بوست» الأمريكية خبرًا يقول: «إن صفقة القرن للرئيس الأمريكى ترامب سوف يعلن عنها فى غضون أسابيع». وكل التسريبات التى تم تداولها فى الإعلام الغربى أو الأمريكى أو على لسان بعض المسئولين الأمريكيين، تشير صراحة إلى أن بنود صفقة القرن تؤكد وجود مؤامرة جديدة تقوم بها الولايات المتحدة وإسرائيل ضد الفلسطينيين لا تقل فى جريمتها عن جرائم ترامب السابقة فى حق العرب فى القدس والجولان، ومن هذه البنود على سبيل المثال لا الحصر، ليس هناك شىء اسمه دولة فلسطين، وليس هناك شىء اسمه حل الدولتين، وليس هناك شىء اسمه سيادة الفلسطينيين على الأرض المحتلة، أما حدود دولة الاحتلال فهى غير واضحة وغير محددة من أجل مزيد من احتلال الأراضى العربية، أيضًا مخارج ومداخل الأرض الفلسطينية تحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية، كما تتحدث صفقة القرن المشبوهة للرئيس الأمريكى ترامب عن نوع منقوص من الحكم الذاتى للفلسطينيين، وتدعى الولايات المتحدة الأمريكية، أن هناك فرصًا واعدة للتنمية بالنسبة للفلسطينيين، كما يتحدث ترامب عن أن الشعب الفلسطينى سوف يصبحون أثرياء، ولن يكون هناك بطالة بين الشباب الفلسطينى، لكن مقابل كل هذه الامتيازات وتلك الإغراءات أن يتنازل الفلسطينيون عن الأرض والدولة والوطن. كل القرائن تؤكد أن صفقة القرن المشبوهة لن تكون فى صالح الفلسطينيين، ولكنها صفقة رخيصة هدفها تكديس الاحتلال وضياع الدولة الفلسطينية. وفى ظل غياب الأمل فى تحقيق قرارات الشرعية الدولية بإقالة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، بسبب ديكتاتورية وقرارات الدولة الشيطانية صاحبة الديكتاتورية والقوى الغاشمة ضد الشعب الفلسطينى الأعزل صاحب الحق الشرعى والأصيل والذى لا يزال يتمسك بصبره وصموده بالرغم من قدراته المحدودة، لكن التاريخ يقول لنا دائمًا أنه لا يمكن لأى قوة غاشمة أو إرهابية أن تنتصر على إرادة الشعب الصامد صاحب الحق. صحيح أن حركة حماس الجناح العسكرى للتنظيم الإرهابى للإخوان تقف دائمًا حجر عثرة فى المصالحة الوطنية مع فتح برعاية مصر، لكن مواقف حماس تؤكد أن هدفها ليس المصالحة الوطنية لتحقيق أهداف الشعب فى إقامة دولته وعاصمتها القدس الشرقية، وإنما هدفها أن تقيم ما يسمى بالدولة الإسلامية فى غزة على درب الجماعة الإرهابية، وهدف حماس أن يكونوا شوكة فى ظهر مصر وشوكة فى ظهر القضية الفلسطينية. وتبقى صفقة القرن مجرد وعود أمريكية لتحسين معيشة الفلسطينيين مقابل التنازل عن حقوقهم المشروعة فى إقامة دولتهم وعاصمتها القدس الشرقية: والسؤال: إذا كان العرب قد نقدوا الثقة فى حيادية ونزاهة الرئيس الأمريكى ترامب بسبب انحيازه لدولة الاحتلال إسرائيل، ومنح إسرائيل أرضًا محتلة بالمخالفة للقرارات الدولية والشرعية خاصة فى القدس والجولان، فهل بعدها حدث يمكن أن يثق العرب والفلسطينيون فى الرئيس الأمريكى فى المؤامرة الجديدة التى تسميه «صفقة القرن» التى يريد من خلالها أن يسلب الشعب الفلسطينى حقه المشروع فى إقامة دولته على أرضه المحتلة والمسلوبة منذ ١٩٦٧؟! قرارات ترامب تجاه العدو الإسرائيلى مرفوضة من العرب والاتحاد الأوروبى والأمم المتحدة ومجلس الأمن والقانون الدولى، وبالتأكيد الشعب الفلسطينى والسلطة الفلسطينية يرفضان بنود مؤامرة «صفقة القرن». وقد أكد الرئيس السيسى خلال استقباله الرئيس الفلسطينى محمود عباس تمسك مصر بالتوصل لحل عادل وشامل يؤدى لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفق المرجعيات الدولة. ومنذ أيام استعرض الرئيس الفلسطينى محمود عباس أمام الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب بجامعة الدول العربية بالقاهرة، الخطوات التى تنوى القيادة الفلسطينية القيام بها، لمواجهة التحديات والمؤامرات الأمريكية الإسرائيلية، وتعزيز صمود الشعب الفلسطينى فوق أرضه، وطالب الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن» بدعم سياسى ومالى عربى للحفاظ على المشروع الوطنى الفلسطينى. وشدد البيان الختامى للمجلس على أن الدول العربية لا يمكنها قبول أى خطة أو صفقة لا تنسجم مع المرجعيات الدولية فى حق الشعب الفلسطينى الكامل على تراب وطنه وإقامته دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.