الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

شم النسيم بين مقصلة المتطرفين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كل عام هلَّ علينا (شم النسيم) تهب علينا رياح المتطرفين الواهية المغبرة برياح تشبه الخماسين لفكر متطرف سرعان ما يأتي بعد المطر، ، ونحاول جاهدين أن نبرهن أن شم النسيم ما هو إلا مهرجان وطني قديم عرفته مصر قبل مجيء الإسلام والمسيحية ، وهو عادة قديمة ، لا تمت للدين بصلة ، ولكنهم مصرون على إقحام الدين في كل شيء بين مقصلة الحرام الحلال ، فحرموا ما شاءوا وحللوا ما طاب لهم من فكر بال متعفن ، يقفون على المنابر ، وكأنهم قد اكتشفوا اختراعا جديدا يثيرون به الناس يبثون سمومهم ، ويشهرون ألسنتهم الحداد ، ويقسمون جهد أيمانهم أن شم النسيم حرام ، حرّم الله عليهم عيشتهم في كل واد يسكنونه ، وكل كهف رقيم ، لإذا كانت دار الإفتاء المصرية لم تحرمه ، قد مر هذا العيد على عمرو بن العاص ولم يحرمه ، - عندما كان واليا على مصر من قِبل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه- وكان يخطب في المصريين فى كل عام ويحضّهم على الخروج للربيع؛ وذلك فى نهاية فصل الشتاء وأول فصل الربيع؛ كما أخرجه ابن عبد الحكم فى "فتوح مصر والمغرب"، وابن زولاق فى "فضائل مصر وأخبارها"، والدارقطنى فى "المؤتلف والمختلف. فإن كانوا يتبعون السلف الصالح ، فالصالح لم يحرم هذه العادة والتقليد ، فكيف يتفوهون بذلك ويتجرؤون عن من يتبعونهم؟!.
إن هؤلاء المتطرفين لا يسمعون إلا إلى أصوت أنفسهم فقط ، فقد ضربوا على عقولا وأجسادهم غطاء كملبسهم ، يلوكون ما اكتسبته بطونهم التي لا تفكر إلا في شيئين أساسيين هما المأكل والجنس ، وإذا قاربتهم بالعقول ، ولوا وجهوهم شطر المهاجمة والتطاول، وربما رفع الأيدي والسلاح ، بيد أنهم لا يملكون عقولا للمناقشة، رغم أن القرآن الكريم، أعلى من شأن العقل كثيرا في الآيات قال تعالى:( كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴿٢٨ الروم﴾ ، (وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلا يَعْقِلُونَ) 
والكثير من الآيات ، التي تعمل العقل ، والتفكير والتدبر ، والسؤال الذي أطرحه عليهم ، ما الضرر الذي يقع على المسلم المصري بخاصة بان يحتفل بيوم شم النسيم ، فيأكل طعاما يفضله ، ويخرج للتنزه ، ما الضرر الشرعي ، في شرعهم؟ 
فإذا كان كل لكل بلد هوية ومعتقد تأنس إليه ولا يضر أهلها في شيء، فلما التفوه والتشدق بملء الفم بألفاظ الحرام ، فقد جعلوا هؤلاء من أنفسهم أوصياء على الناس في تنفس الهواء والملبس والمأكل، وضربوا على أنفسهم حالة من التقشف أمام الناس ، أما فيما بينهم يحلون لهم أشياء ما أنزل الله بها من سلطان، فلم يتدخل أحد من ملابسهم ولا أشكالهم ، ومأكلهم ، ألم يسمعوا حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من حسن إسلام المرء: تركُه ما لا يعنيه)) حديث حسن؛ رواه الترمذي وغيره
إن الدين يسر وليس عسر ، فإذا كنا بحق في مرحلة تجديد الخطاب الديني ، فلماذا نقف ونت نترك هؤلاء المتطرفين يرتعون على المنابر ، التي هي منارة للناس تبث من خلالها الأفكار الهدامة، نحن بحق يجب التصدي لكل فكر متعفن عليه صدأ ملئ بالرواسب الفكرية، لا بد من الرد عليهم، كي يتبن للناس الغث من الثمين.