الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

السفارة الأمريكية تُطلق النسخة 12 من برنامج ACCESS

لسفارة الأمريكية
لسفارة الأمريكية تُطلق النسخة 12 من برنامج ACCESS
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أقامت الجامعة الأمريكية بمقرها بالتجمع الخامس، بالتعاون مع السفارة الأمريكية، حفل إطلاق النسخة الثانية عشرة من برنامج ACCESS، وهو برنامج لتعلم اللغة الانجليزية تابع لوزارة الخارجية الأمريكية ويهدف إلى تنمية مهارات اللغة للطلاب غير القادرين ماديًا من سن 13 وحتى 18 عن طريق فصول دراسية ومن خلال أنشطة مختلفة.
وقالت هيلين لافيف، الوزير المفوض للشئون العامة بالسفارة الأمريكية، ورئيس البعثة الثقافية في السفارة، إنه من ضمن البرامج التعليمية العديدة التي تقدمها السفارة الامريكية فإن هذا البرنامج "هو الأقرب لقلبي"، حسب قولها في كلمتها خلال حفل استقبال الدفعة الجديدة، والتي أضافت فيها أنها فخورة بأن الحكومة الأمريكية قررت أن تستثمر في الشباب المصري، وتحدثت إلى الطلبة الجدد قائلة "آمل أن تكونوا أنتم بدوركم فخورين باختياركم للانضمام لهذا المجتمع".
ويطور البرنامج معرفة الطلاب بالكمبيوتر وطرق استخدامه بالإضافة إلى تنمية مهارات القيادة والثقة بالنفس والعمل الجماعي لدى الطلبة المشاركين في البرنامج؛ وشارك في البرنامج أكثر من 4492 طالبا وطالبة مصرية منذ بدء البرنامج في مصر عام 2006 وحتى الآن؛ ووفق رئيس البعثة الثقافية الأمريكية، فإن البرنامج يربط بين الطلبة والمعلمين، ليس فقط في مصر بل في نطاق الـ85 دولة التي يتم فيها البرنامج؛ لتسرد في حديثها أن قصص النجاح التي حققها خريجي البرنامج "مُلهمة للغاية"، مُعربة عن أُمنياتها بأن يساعد ACCESS الطلبة الجُدد على تحسين حياتهم وإعطائهم ثقة أكبر بالنفس "إن تعلم اللغة الإنجليزية يتطلب الإخلاص والعمل الجاد، لكن برنامج ACCESS سيساعدكم في تعلم الإنجليزية، بالإضافة إلى إعطائهم الثقة بالنفس والمشاركة الفعالة في المجتمع واقتناص فرص العمل"
وتوجهت في ختام كلمتها بالشكر لأولياء الأمور "الذين سمحوا لأطفالهم بالمشاركة في البرنامج الذي يجعلهم يتقنون اللغة الإنجليزية"، وكذلك الشركاء في البرنامج لأنهم ساعدوا في وصوله للمحافظات والنجوع البعيدة.
البرنامج يتم تنفيذه في الوجه القبلي والبحري معا ليغطي جميع محافظات الجمهورية، وتقوم السفارة الأمريكية بالقاهرة بإعطاء منحة مالية لشركائها وهى شركة أميدايست، والجامعة الأمريكية بالقاهرة، والجمعية المصرية لمصادر التعليم ليقوموا بتنفيذ البرنامج في مصر.
"هذه المنحة بمثابة استثمار في المستقبل"، حسبما يقول مايكا ريشر، مدير المكتب الإقليمي لبرامج اللغة الإنجليزية بالسفارة الأمريكية، والذي تحدث إلى القادمين الجُدد في خطاب حماسي لفت فيه إلى أنه كان يحلم منذ طفولته بزيارة مصر ومعابدها وأهراماتها والشرب من نيلها "فمصر واحدة من أقدم البلدان في العالم، والإنسان المصري علمنا الكثير عبر آلاف السنين، كما أن مصر تملك أهم لاعب كرة في العالم، وابني يعشق محمد صلاح، وحلمنا أن نراه".
في تصريحات صحفية عقب إطلاق النسخة الثانية عشرة من البرنامج يؤكد ريشر أن برنامج ACCESS يُساعد الشباب في أن يكون لهم صوت فاعل في مجتمعاتهم، مؤكدًا أن البرنامج الذي يعمل في 85 دولة حول العالم شارك به أكثر من 150 ألف شاب
ولفت إلى أن البرنامج لا يقدم فقط خدمات تعليم اللغة "ولكن أيضًا يضم البرنامج تعليم ريادة الأعمال، والقيادة، وخدمات البيئة والمجتمع، وهناك نخبة من أفضل المدرسين تتعاون معنا وتساعد الطلبة في العمل الجاد ليكونوا فاعلين في مجتمعاتهم".
مدير المكتب الإقليمي لبرامج اللغة الإنجليزية، والذي شارك في تفعيل البرنامج في عدة دول، بدأ عمله في مصر في يوليو الماضي، ليقضى عدة أشهر في التجوال وزيارة أكبر قدر من الفصول الدراسية في العديد من المحافظات، من رشيد ودمياط والإسكندرية شمالًا، وحتى الأقصر وأسوان جنوبًا "خلال تلك الرحلة كان أكثر ما لفت نظري كيف أن المصريين يفتحون لنا قلوبهم قبل بيوتهم"، ولفت في سعادة إلى أن البرنامج "نجح في أن يصنع قادة رأي، وأطباء، ومهندسين، وفاعلين في مجتمعاتهم، ومن ضمن ما أبهرني لدى المصريين، خاصة في الصعيد، عملهم بجد، والإصرار على التدريب رغم محدودية الفرص، لذا سنحاول توفير المزيد من الفرص لمن هم خارج القاهرة"
وتابع أن أولويته خلال الفترة المقبلة هي أن يستمع لكل ما يُقال حول البرنامج.
يطوّر البرنامج، الذي يستمر لمدة عامين، معرفة الطلاب بالكمبيوتر وطرق استخدامه، بالإضافة إلى تنمية مهارات القيادة والثقة بالنفس والعمل الجماعي لدى الطلبة المشاركين في البرنامج؛ وشارك في البرنامج أكثر من 4492 طالبا وطالبة مصرية منذ بدء البرنامج في مصر عام 2006 وحتى الآن. 
"حان الوقت للاهتمام بطلبة التعليم الفني إلى جانب التعليم العام"، هذا ما قالته علياء خليل، نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية لمصادر التعليم، وهي الشريك المصري بالبرنامج، والتي أشارت إلى أن الجمعية تقدم المنحة لطلبة التعليم الفني "وجاء الاهتمام بالتعليم الفني نظرًا لأن الاتجاه العام ينصب على التعليم العام، وأغلب فرص المنح والتدريب تذهب للتعليم العام، لذا قررنا أن يكون اهتمامنا مُنصبًا على طلبة التعليم الفني لمنحهم مساحة من الإبداع والثقة بالنفس".
وأضافت أن عدد المستفيدين من البرنامج من طلبة التعليم الفني خلال الدورات الثلاث الأخيرة وصل لما يقرب من ألف طالب "تتم متابعتهم حتى بعد انتهاء المنحة"، وفق تأكيدها.
الاهتمام بطلبة التعليم الفني المتميزين يؤدي إلى نتائج مُبهرة في أحيان كثيرة، وفق خليل التي أضافت "الأمر كان له مردود كبير، وصل الى أن أحد المشاركين استطاع تحويل غسالة إلى مكيف هواء بمعدل استهلاك كهرباء أقل من أجهزة التكييف العادية"، وأكدت أن الهدف خلال الفترة المقبلة سيكون الوصول لكل المحافظات، وتغطية القرى والنجوع للاستفادة من طاقة الشباب غير المحدودة لخدمة المجتمع.
وتشترط المنحة المقدمة من السفارة الأمريكية أن يتوفر في المتقدم للمنحة عدة شروط، منها أن يكون في المرحلة العمرية ما بين 12 إلى 18 عامًا، حيث يتم طرح استمارات المشاركة في المدارس بالقرى والنجوع ومن ثم يتم مراجعة الاستمارات واختيار الأنسب من قبل شركاء البرنامج؛ كذلك انضم إلى البرنامج خلال السنوات الماضية مجموعات من الطلبة المكفوفين الذين عملوا بجد، ما أثّر على حياتهم بشكل كبير. هؤلاء بدورهم كانوا حالمين ومُلهمين ولم يختلفوا عن زملائهم من الطلبة المبصرين.
الدكتور ماجد رشدي، أستاذ الأدب الإنجليزي بكلية الآداب جامعة بني سويف، وأحد المعلمين في البرنامج، يصف ACCESS بأنه "ناجحًا للغاية"، ويقول " أعمل مع البرنامج منذ ثلاث سنوات، وتعمل معي أسماء عيد كمساعدة لي، وأقوم بالتدريس في الدورة الجديدة؛ وأؤكد أن الجامعة الأمريكية بالتعاون مع السفارة يدعمون البرنامج بكل قوة ويقومون بزيارة الطلاب والحديث معهم عن أي مشاكل أو معوقات"؛ لافتًا إلى وجود اثنين وعشرين طالبًا كفيفًا مستفيدين من المنحة حتى الآن "والدورة الماضية من البرنامج كانت أول مرة يتم ضم طلاب مكفوفين، والدورة الحالية كذلك بها نفس العدد".
رشدي، الذي عمل معيدًا بالجامعة منذ تخرجه، وسافر إلى منحة فولبرايت، وأتم رسالتي الماجستير والدكتوراه في الأدب الأمريكي يبقى على تواصل دائم مع الجامعة الأمريكية التي درّس فيها اللغة الإنجليزية والتويفل للطلبة من المبصرين والمكفوفين. يُشير إلى أن الطلاب المكفوفين تعلموا الكمبيوتر والانجليزية وريادة الأعمال ويقومون بنقل هذه الخبرات لزملائهم في المدارس الأخرى "وهناك من يعود بعد التخرج للحديث مع الطلاب الجدد؛ وتم دمج الطلاب المكفوفين في معسكر واحد مع الطلاب العاديين في الجامعة الأمريكية بالتجمع وكانوا في المعسكر أكثر تفاعلًا بشهادة زملائهم". يُشير الأستاذ الذي حصل على شهادة الـ TKT، أو Teaching Knowledge Test من جامعة كامبردج عبر المركز الثقافي البريطاني، وهو أول شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة من المكفوفين يحصد هذه الشهادة الخاصة بتدريس اللغة على مستوى العالم، إلى أن ما ينقص التعليم في مصر هو يجب دمج الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة مع زملائهم في الدراسة وفي المجتمع.
يحمل البرنامج منذ إطلاقه العديد من القصص المُلهمة، منها عمر فولي، الذي يدرس حاليًا الهندسة بقسم العمارة بجامعة القاهرة، وقد تخرج من النسخة الخامسة للمنحة، والتي كانت في الفترة من 2011 حتى 2013، في هذا العام تقدم إلى البرنامج أكثر من ثمانمائة شخص تم اختيار أربعين فقط منهم. 
يقول فولي "في البداية كانت هناك تخوفات من أولياء الأمور، فقد كانوا يتساءلون عن مصلحة السفارة الأمريكية في إعطاء منحة دراسية، وكان بعض الآباء يتخوفون من الهدف حتى تأكدوا أن المنحة لا تؤثر على الدراسة على الإطلاق، وأن الأمر يتعلق بالتبادل الثقافي؛ وأنه يهدف إلى تميز الطلاب في دراستهم، وهو ما يذكره الموقع الإلكتروني للمنحة، فقد تعلمنا أشياء جديدة مثل ريادة الأعمال وعمل المشروعات المصغرة ومشروعات الخدمة المجتمعية".
ويُشير فولى إلى أن معرفة البرنامج في البداية اقتصرت على طلبات الالتحاق الموجودة بالمدارس الحكومية "لكن الآن هناك العديد من الطرق التي يتم الإعلان من خلالها مثل الموقع الالكتروني والصفحة الخاصة بالسفارة الأمريكية؛ واقتنعت أن المثل الشعبي "صاحب بالين كداب" ليس إلا مقولة خاطئة، فقد تعلمت كيفية ادارة الوقت بشكل صحيح وكنت أدرس وأتابع دراسة المنحة وأواظب على التدريبات الرياضية".
بعد التخرج من المنحة التحق فولي بعدة فرص وفرها له البرنامج، والذي من مميزاته أنه يُعطي الفرصة لخريجيه للالتحاق بمنح أخرى "وتكون فرصة المتقدم في المنح أعلى لأن الخريجين قد عرفوا بالفعل الكثير عن الثقافة الأمريكية"، حسب طالب الهندسة الذي يُضيف ": سافرت إلى الولايات المتحدة في معسكر تبادل ثقافي عام 2016 لخريجي المنحة من كافة دول العالم، كذلك هناك الكثير من منح التبادل التي يُمكن لنا المشاركة فيها".
خريجة أخرى هي الآن أستاذة جامعية وسيدة أعمال، فالفتاة ضحى أحمد زكي، كانت في الثانوية العامة حين تم اختيارها ضمن بضع وثلاثين طالبًا فقط من المتقدمين من القاهرة والذين بلغوا وقتها أكثر من ثلاثة آلاف طالب، تؤكد أن الميزة في البرنامج أنه ذكي ويُنمي العديد من المهارات وليست المتعلقة باللغة فقط "والقائمون عليه يقدرون ظروف الجميع، فقد كان المدرسين يراعون ظروف الدراسة والإجازات والأعياد وغير ذلك، وهناك تطور كبير في البرنامج يبدو في استهداف طلبة المدارس الفنية بعدما كانوا يستهدفون التعليم العام".
تروي ضحى، التي تعمل كمعيدة بإحدى الجامعات وأنشأت شركتين لريادة الأعمال أحدهما خارج مصر، واحدة من ذكريات دراستها بالبرنامج فتقول "مرة واحدة حدثت مشكلة لزميلة لنا وتمت خطبتها وهي لاتزال في الثانوية العامة، ومنعها أهلها من الحضور استعدادًا لإتمام الزواج، لكن الميزة أن جميع المشاركين كانوا بمثابة مجتمع واحد ويد واحدة، فاتفقنا جميعًا على الذهاب إلى منزلها وقمنا بمناقشة والديها وخطيبها وأقنعناهم بإيقاف هذه الزيجة المبكرة واستكمال المنحة لزميلتنا". بهذه الروح تُشير إلى أنها تريد أن توّسع من مجال عملها " وأن أصل بشركاتي إلى العالمية، وأرغب كذلك في استكمال دراسة الماجستير".
أمّا إسراء يسري، الباحثة بجامعة النيل، والتي انضمت إلى البرنامج في محافظة بني سويف ضمن ستة وثلاثين طالبًا من بين خمسمائة متقدم للبرنامج، تقول "والدي كان يهتم كثيرًا بمذاكرتي، وكان يتابع التطور الذي يحدث معي أولا بأول مع المدرس المسؤول عن المنحة، حتى أنهما صارا صديقين في النهاية، وكان والدي يساعد في إنهاء الأوراق والتصاريح الخاصة بالأنشطة، وفوجئت في واحدة من الدورات وكنت مدعوة للحضور، أنهم يكرموّن اسمه بعد رحيله". 
تلفت يسري إلى أنها كفتاة من الصعيد كانت المعسكرات الدراسية المختلطة "أمر جديد ولم يسبق لنا تجربته"، وكان هناك الكثير من الآباء المتخوفين من هذا الاختلاط "لكن الغريب أن الأكثرية كانت ترى أن الأمور عادية بالنسبة إلى أطفال وأن من حقنا اللعب معًا كأولاد وبنات"، رغم أن هذا الأمر لم يكن مألوفًا في بني سويف التي تنتمي إلى التقاليد الصعيدية الصارمة، لكنه أثبت نجاحه، وأعطى الكثير من الثقة لأولياء أمور آخرين للتقدم بأبنائهم إلى البرنامج.
وتُشير يسري هي الأخرى إلى موقف لم تنسه فتقول "كانت هناك زميلة لنا دراستها أزهرية، وقام أهلها بمنعها من الحضور وهي في منتصف المنحة، وكان من الصعب لنا أن نراها تتوقف وهي في منتصف الطريق وبعد أن أتمت عامًا كاملًا من الدراسة معنا، وهنا ذهب والدي برفقة الأستاذ سمير مدرس المنحة وتحدثا إلى والدها لإقناعه باستكمال العام المتبقي، وبالفعل هذه الزميلة وصلت إلى المركز الثاني على الجمهورية في الثانوية الأزهرية"؛ تؤكد أنه بعد هذه الأعوام هناك الكثيرين ممن انضموا إلى البرنامج سافروا في تبادل منح دراسية للخارج "وأنا الآن أعمل كباحث علمي بواحدة من الجامعات، وأسعى لاستكمال دراسة الماجستير في ألمانيا".