الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

جبهة النصرة تطير إلى طرابلس في حماية الرئيس التركي

اردوغان
اردوغان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«رحلات جوية قادمة من تركيا نقلت مقاتلى جبهة النصرة السابقين من سوريا إلى ليبيا» تصريحات صحفية أدلى بها المتحدث باسم الجيش الليبى اللواء أحمد المسماري، لتفضح دور تركيا فى دعم الإرهاب واستخدامه فى التغلغل والنفوذ ونشر الفوضى.
المسماري، أكد أن العمليات العسكرية التى يقوم بها الجيش الليبى فى طرابلس لتطهير العاصمة الليبية من الميليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية فى ظل وجود إرهابيين ومطلوبين دوليًّا يقاتلون الجيش الليبى فى طرابلس.
وأضاف المسماري، فى تصريحات صحيفة، أن الجيش الوطنى الليبى «يحارب الإرهابيين المحليين والخارجيين والدول التى تدعمهم»، موضحًا أن هناك تغييرات سياسية كبيرة لصالح محاربة الإرهاب فى طرابلس.
فك الغموض
فى مارس ٢٠١٨، أعلنت الإدارة العامة لمكافحة الإرهاب التابعة لقيادة الجيش الليبى أنها ألقت القبض على ١٦ مقاتلًا من جبهة النصرة فى كمين، أثناء تسللهم إلى ليبيا عبر صحراء الكفرة جنوب البلاد.
وكشفت الإدارة عن أن أحد المقاتلين كان محتجزًا لدى قوات النظام فى سوريا قبل أن يتم تهريبه من السجن وإرساله لتركيا، مشيرة إلى أن الجماعة الليبية المقاتلة صنو جبهة النصرة المنتمية لتنظيم القاعدة، ويسعى قادتها إلى إرسال مقاتلى النصرة إلى ليبيا لدعم ما يعرف بمجالس الشورى فى ليبيا.
وتسيطر على العاصمة الليبية طرابلس العديد من الميليشيات الإرهابية تدعمها قطر وتركيا، منها ميليشيات «كتيبة ثوار طرابلس» وقوة الردع الخاصة، ويقودها الإرهابى عبدالرؤوف كارة، وكتيبة أبوسليم أو كتبية «غنوة»، ويقودها عبدالغنى بلقاسم الككلي، وكتيبة النواصى بقيادة مصطفى قدور وتضم إرهابيين غالبيتهم من الجماعة الليبية المقاتلة التى أسسها عبدالحكيم بلحاج، وميليشيا الصمود، التى يقودها الإرهابى المطلوب دوليًا صلاح بادى المطلوب دوليا، وغيرها من الميليشيات المدعومة من قطر وتركيا.
مقاتلون وأسلحة.. وإخوان أيضًا
الدعم التركى للإرهاب فى ليبيا لم يتوقف على الإمداد بالمقاتلين فحسب، بل تم ضبط خلال الأشهر الماضية العديد من شحنات السلاح التركى لإرهابيى ليبيا؛ حيث تمكنت السلطات اليونانية مطلع عام ٢٠١٨ من منع مرور سفينة محمَّلة بالأسلحة والمتفجرات كانت فى طريقها إلى شواطئ ليبيا.
كما تمكنت القوات الليبية فى ديسمبر ٢٠١٨، من ضبط حمولات قادمة من ميناء مرسين التركى على أنها مواد بناء، ولكن قامت قوات الأمن الليبى بتفتيشها بعد أن أُثِيرت الريبة حول ما تحمله، وبالفعل نتج عن عملية التفتيش اكتشاف شحنة كبيرة من الأسلحة والذخيرة، التى أشارت المصادر الرسمية فى مجلس النواب الليبى والجيش الوطنى إلى أنها كانت فى طريقها إلى دعم الميليشيات الليبية فى طرابلس.
وأشارت وسائل الإعلام اليونانية إلى أن خفر السواحل اليونانى تمكن من ضبط سفينة محملة بمواد تستخدم لصنع متفجرات، وهى فى طريقها إلى الأراضى الليبية. ورغم أن السفينة كانت تحمل علم تنزانيا؛ فإنها أخذت حمولتها من ميناءى مرسين والإسكندرونة التركيين، وعثرت السلطات اليونانية على ما يقارب من ٢٩ حاوية تحتوى على مواد تستخدم لصناعة المتفجرات. ويتعارض ذلك مع سياسات الاتحاد الأوروبى والأمم المتحدة اللذين فرضا حظرًا على بيع ونقل وتوريد الأسلحة إلى ليبيا منذ ٢٠١١.
إلى ذلك، يوجد على الأراضى التركية عدد من قيادات جماعة الإخوان والميليشيات المسلحة الذين يتمتعون بحماية النظام التركي، فى مقدمتهم عبدالحكيم بلحاج أمير الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة المنحلة.
ويكيليكس يفضح تركيا
فى يوليو ٢٠١٦، فضح موقع «ويكيليكس»، طبيعة الدور التركى فى نقل أموال الليبى بلحاج، وذلك عن طريق رسالة صادرة عبر بريده الإلكترونى عام ٢٠١٣، عرض فيها على مصرفى تركى تابع لحزب أردوغان «العدالة والتنمية»، وطلب منه المساعدة؛ لتهريب مبلغ مالى يقدر بنحو ١٥ مليون دولار، مقابل دفع عمولة ٢٥٪ من المبلغ.
وللدور التركى أهداف عدة داخل ليبيا فى مقدمتها السيطرة على الثروات الليبية؛ حيث توجد نحو ١٢٠ شركة تركية تعمل فى ليبيا، وكذلك قاعدة للانطلاق إلى أفريقيا والتوغل أكثر فى القارة السمراء.
أهداف واسعة
يقول الباحث فى الشأن الليبى عبدالستار حتيتة، إن تركيا لها أهداف واسعة فى ليبيا، أهمها الجانب الاقتصادى فى ظل ما تعانيه تركيا اليوم من تراجع اقتصادى وارتفاع الديون والبطالة والتضخم وتهاوى الليرة التركية يجعل من ليبيا لاعبًا رئيسيًّا فى اقتصاد نظام أردوغان.
وأضاف حتيتة لـ«البوابة»، أن الجانب الآخر يتشكل فى ليبيا تشكل قاعدة للانطلاق للتوسع التركى القطرى فى أفريقيا ودعم الإخوان فى تونس والجزائر ومصر والسودان فى ظل التغير السياسى فى الجزائر والسودان.
وتابع: كذلك تشكل ليبيا قاعدة للتحرك التركى فى أفريقيا ودعم نفوذها ودعم الجماعات والميليشيات الموالية لها فى القارة السمراء، وبخاصة فى المناطق الغنية بالنفط والمعادن، وهو ما يجعل من ليبيا أهمية استراتيجية فى التخطيط والسياسة التركية الخارجية، لذلك ستلعب بكل الأدوات الشرعية وغير الشرعية عبر نقل مقاتلين وتهريب أسلحة للحفاظ على مكانتها فى ليبيا، وعدم خسارة موطئ قدم فى ظل خسارتها لنظام عمر البشير فى السودان، لذلك معركة طربلس تعد ذات أهمية كبرى لأردوغان.