الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

بركان الغضب ينفجر في وجه نظام "الحمدين".. مئات العمال يضربون عن العمل احتجاجا على تردي أوضاعهم وعملهم بنظام "السخرة"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بدأ مئات العمال فى قطر، اليوم الإثنين، إضرابا مفتوحا عن العمل احتجاجًا على عدم دفع رواتبهم، وتردى أوضاعهم المعيشية ووصولهم لمرحلة «السخرة» لإنهاء أعمال ملاعب كأس العالم الذى سيقام فى الدوحة ٢٠٢٢.


ويأتى إضراب العمال عقب تقديم منظمات حقوقية، شكوى ضد الدوحة لدى ٤ جهات عالمية، اتهمت فيها على بن صميخ المرى، رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بقطر، بالتغطية على مقتل ١٢٠٠ عامل أجنبى فى بناء المنشآت الرياضية لكأس العالم ٢٠٢٢، واستغلال لجنته لتلميع صورة بلاده وإخفاء الانتهاكات الخطيرة، واستغلال أموال «الحمدين» لتسييس قضايا حقوق الإنسان لصالحه.
الظلم وظروف العمل السيئة، والجرائم التى ترتكب فى حق العامل فى قطر حولته لـ«عبد» ليس له أية حقوق إنسانية، دفعت العمال للخروج فى تظاهرات للتعبير عن غضبهم من السياسات التى يتبعها نظام «الحمدين»، وجعلتهم وقودا لمشاريع كأس العالم.


وكشف تقرير لمنظمة «العفو الدولية» أنه فى الوقت الذى زعمت قطر البدء فى عملية إصلاح ومعالجة الاستغلال الواسع النطاق للعمال ومواءمة قوانينها وممارساتها مع معايير العمل الدولية، فإن العمال الأجانب لا يزالون يتعرضون للانتهاكات الجسيمة، بما فى ذلك السخرة والقيود المفروضة على حرية التنقل، حيث توفى أكثر من ١٢٠٠ عامل منذ حصلت البلاد على استضافة كأس العالم ٢٠٢٢.
وكان تحقيق أجرته منظمة العفو الدولية، كشف عن انتهاز شركة هندسية تشارك فى تشييد البنية التحتية لكأس العالم ٢٠٢٢، نظام الكفالة السائد فى قطر لاستغلال عشرات العمال الأجانب، وتقاعست عن دفع أجورهم واستحقاقاتهم، مما تركهم عالقين ويعانون الإفلاس والقهر فى قطر.
منظمة العفو الدولية، دعت الحكومة القطرية لضمان حصول الموظفين السابقين فى الشركة على رواتبهم، وإصلاح نظام «الكفالة» الذى سمح للعديد من الشركات باستغلال العمال الأجانب، وجعلهم يعملون بنظام «السخرة».
وأظهر تحقيق أجرته منظمة العفو الدولية «أمنستى إنترناشيونال» عن زيف مساع قطر لإصلاح نظام الكفالة، مشيرا إلى تواصل عمليات الاستغلال التى يتعرض لها العمال الأجانب فى الدوحة.
وقالت المنظمة، إن الإصلاحات الموعودة من جانب الحكومة القطرية لنظام «الكفالة» لم تتحقق، مشيرة إلى أن العمال المهاجرين الذين يشيدون مرافق البنية التحتية الخاصة باستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم المزمعة فى ٢٠٢٢، وغيرها فى قطر «لا يزالون يعانون من الاستغلال والانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان».
وأشارت المنظمة فى تقريرها إلى أن المشكلة الرئيسة المرتبطة بنظام الكفالة، والتى تفتح الباب أمام استغلال العمالة المهاجرة العاملة فى قطر، «لا تزال قائمة» وهى تلك المتعلقة بضرورة ارتباط العامل بجهة عمل واحدة، وهو ما يحرمه بشكل كامل تقريبًا من الحق فى تغيير عمله.


وقللت «أمنستى إنترناشيونال» من أهمية إلغاء النظام القطرى اشتراط حصول الجانب الأكبر من العمالة الوافدة على تصريحٍ لمغادرة البلاد، مؤكدة أن ذلك لا يعدو سوى إنهاءٍ لـ «عنصرٍ رئيسى واحدٍ من عناصر منظومة الكفالة سيئة السمعة فى قطر، والتى أدت إلى وجود إساءاتٍ واستغلالٍ على نطاقٍ واسعٍ للعمال المهاجرين، بما يشمل العمل القسرى».
وأبرز تقرير المنظمة، استمرار وجود الكثير من القيود المفروضة على العمالة الأجنبية فى قطر، من قبيل إلزام أفرادها بالحصول على شهادة عدم ممانعة من جهة عملهم إذا ما أرادوا الانتقال من عملٍ لآخر.
وأشار التقرير، إلى أن الكثير من أرباب العمل «يرفضون إصدار هذه الشهادات، ليُجبر العمال على البقاء (فى أعمالهم التى يريدون تغييرها) حتى يحين موعد انتهاء سريان عقودهم، التى قد تستمر خمس سنوات».
وفى عام ٢٠١٤، وصف المقرر الخاص للأمم المتحدة لحقوق المهاجرين كيف يتم استغلال العمال بشكل متكرر، وعملهم بدون أجر والعيش فى ظروف دون المستوى المطلوب.
واجتمعت ١٦٤ دولة فى مراكش بالمغرب، فى ديسمبر ٢٠١٨، حيث اعتمدت اتفاقًا تاريخيًا يسعى إلى تحسين السلامة والحماية للمهاجرين، مع وجود ما يقدر بنحو ٢٥٨ مليون مهاجر فى العالم، وكثير منهم عرضة للاستغلال، يضع الميثاق العالمى للهجرة الآمنة والمنظمة والهجرة النظامية (الميثاق العالمى) إطارًا مشتركًا ومبادئ مشتركة وأفضل الممارسات لتوجيه الهجرة الدولية.