الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بوابة "تيكا".. سلاح "أردوغان" الناعم لسرقة خزائن موريتانيا.. الخليفة المزعوم يلعب بكارت المساعدات الإنسانية للتأثير على حكومة نواكشوط.. والرئيس التركي يشوه صورة "جولن" في أفريقيا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وصل أردوغان إلى رئاسة بلدية إسطنبول في عام 1994، وانتقل من حزب «الرفاه» إلى حزب «العدالة والتنمية» بعد حظر الأول، ثم التحق بالعمل الوزاري تدريجيًّا حتى أصبح رئيسًا للوزراء قبل أن يصبح رئيسًا للجمهورية، ويعدل الدستور ليحول البلاد إلى النظام الرئاسي، ويمنح نفسه صلاحيات واسعة.


ومر أردوغان بكل تلك الخطوات وغيرها وهو يحلم بإعادة الخلافة العثمانيَّة إلى الوجود مرة أخرى، رغم كل ما بها، معتقدًا أن تحقيق حلمه يبدأ من السيطرة على المزيد من الدول، سواء عن طريق الميليشيات المُسلحة مثلما هو الحال في سوريا والعراق، أو عن طريق إخضاع تلك الدول بواسطة حكامها كما هو الحال مع قطر، أو عن طريق المزاعم بتقديم أعمال خيرية متعددة كما هو الحال مع موريتانيا.


اختراق موريتانيا
عمل أردوغان على اختراق موريتانيا عن طريق المساعدات الإنسانية، نظرًا لصعوبة الأوضاع الاقتصادية في الدولة الأفريقية، لذا لجأ أردوغان إلى وكالة تيكا، وهي مؤسسة تم إنشاؤها في يناير 1992، وهدفت إلى تقديم المساعدات وتنسيق العلاقات بين الدولة التركية ودول وسط آسيا، إلا أن وصول حزب العدالة والتنمية إلى رئاسة الحكومة في عام 2002، ساهم في تغيير نشاط المؤسسة، والذي امتد إلى دول آسيوية وأفريقية وكذلك إلى القارات الخمس.
وركز أردوغان على الدولة الأفريقية واختصها وكبار رجاله بزيارات متعددة، ومنها زيارته إلى نواكشوط في فبراير 2018، التي أنشأ عبرها «وقف معارف»، لينافس من خلاله دور «فتح الله جولن» في دول العالم، ومن خلاله سيطر على مدارس جولن في موريتانيا، واعتبر أردوغان أن ذلك تعزيزًا للتعاون الثقافي والإنساني مع نواكشوط.
وتُعد هذه القضية من القضايا البارزة في صراع أردوغان مع جولن، حيث خطط الرجل لتشويه الصورة الذهنية لمنافسه بداخل الدولة الأفريقية، والتي كانت تتسم بالجودة والمثالية، خصوصًا بعدما أنشأ «مدارس أبراج العلم» في موريتانيا، والتي قدمت مساعدات لـ1500 طالب، وكانت مجهزة بأفضل الأدوات والوسائط العلمية والتعليمية.


نشاط «تيكا»
وزاد نشاط تيكا بعد هذه الزيارة بصورة ملحوظة، ففي شهر رمضان من العام الهجري 1439، قدمت الوكالة مساعدات غذائية للأسر الموريتانية، وفي يونيو من عام 2018، تم توزيع 1100 كرتونة غذائية للأسر في 12 منطقة، ومن ضمنها العاصمة الموريتانية نواكشوط، وأعلنت تيكا بأن كل كرتونة تكفي لإطعام أسرة لمدة شهر كامل.
وسعى أردوغان من خلال هذا الوجه الإنساني إلى التأثير على الحكومة الموريتانية، كي تسمح لرجال الأعمال والشركات التركية بالعمل والاستثمار في تلك الدولة، خصوصًا وأنها دولة ذات قدرات زراعية قوية، وأراض خصبة، تجعلها كسلة غذائية متاحة للأتراك، إضافة إلى أنها تتمتع بوفرة في الأسماك، ما يزيد من إمكانية استغلال شواطئها للحصول على الأسماك، وهذا القطاعات ركز عليها أردوغان خلال زيارته الأخيرة في عام 2018 إلى نواكشوط.
ويهدف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى استغلال هذا البلد الأفريقي وثرواته كي تخرجه من محنته الاقتصادية، التي أوقع نفسه وتركيا فيها، خصوصًا مع الفساد الاقتصادي الكبير لعائلته وأبنائه.