الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

عصابة إسطنبول.. أبناء "أردوغان" الفاسدون يطعنون في شرعية الصناديق

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«العشق الكبير» هكذا وصف أردوغان بلدية إسطنبول، في خضم حديثه عن المدينة خلال الحملة الإعلامية قبيل الانتخابات البلدية الأخيرة، أراد رجب أن يضمن سيطرة حزبه الحاكم (العدالة والتنمية) على المدينة الكبرى بأي ثمن، إلا أن أكرم إمام أوغلو، مرشح حزب الشعب الجمهوري (المعارض)، نجح في الفوز على علي يلدريم، رئيس الوزراء السابق ومرشح حزب أردوغان.



تبجح الخاسرين
وحاول أردوغان بشتى الطرق إيقاف تسلم «إمام» الحكم المحلي لإسطنبول؛ حيث قدم شكاوى ضد عملية فرز الأصوات، واعترض على نتائج أكثر من 20 لجنة انتخابية، ووصل التبجح والبلطجة السياسية بالنظام التركي إلى قيام علي إحسان أوغلو، نائب رئيس حزب العدالة والتنمية، بالتصريح علانية بأن حزبه صاحب الأغلبية في البرلمان، وسوف يقوم بإجراء تعديل تشريعي في قانون الانتخابات التركي، يسمح بتقديم شكوى جنائية ضد من قام بعمليات التزوير في الانتخابات المحلية، وفقًا لما نقلته صحيفة «حرييت» التركية.
واعتبر يافوز بأن ثلثي من عملوا في لجان الاقتراع خلال الانتخابات البلدية الأخيرة داخل تركيا لم يتم اختيارهم بصورة رسمية من موظفي الخدمة المدنية، وأنهم اكتشفوا 12 عضوًا على صلة بحركة فتح الله جولن، رجل الدين المعارض، وهو ما اعتبره يافوز سببًا في التزوير خلال الانتخابات الأخيرة، وهو ما يطرح تساؤلًا حول سبب تمسك أردوغان بتلك المدينة دون غيرها.

فساد عائلة أردوغان
وتعد أبرز أسباب تمسك أردوغان بعشقه الكبير إسطنبول، هو الخوف من توجيه تهم فساد إلى أبنائه سمية وإسراء وبلال، بعد تورطهم في عدة عمليات سرقة ونهب داخل البلدية الأبرز في تركيا، استغلالًا لسيطرة والدهم عليه وحزبه منذ عام 1994، وسيطرة مرشح آخر على إسطنبول يعني تحريك قضايا مالية ضد عائلة أردوغان.
ومن ضمن هذا الفساد، سيطرة بلال أردوغان على المطعم الخاص الوحيد في مطار إسطنبول الجديد، وهي علامة تجارية تدعى «دوروك إيزجاره» أو «جولهانة للشاورما»، بالتعاون مع ثلاثة شركاء هم شقيقته سمية، ومصطفى إسينقال، صديق بلال في المدرسة الثانوية، وعلي بهاديريشيل صديق أردوغان.
ويستثمر بلال ما قيمته 543 ألف ليرة في المطعم، بينما دفعت أخته مبلغ 450 ألف ليرة، ومصطفى إسينقال 337 ألفًا و500 ليرة، وعلي 196 ألف ليرة، وفقًا لما كشفت عنه صحيفة «بيرجون» التركية، والتي أفادت بأن المطعم، ورغم تقديمه لوجبات ذات طعم سيء، إلا أن سلطات المطار ترفض السماح لأي مستثمر خاص بفتح مطعم جديد داخل المطار، كما حصل وقف «الشباب التركي» التابع لبلال أردوغان على 74.2 مليون ليرة تركي.


أما إسراء رجب طيب أردوغان، فقد حصلت على 41.5 مليون ليرة تركية من قبل بلدية إسطنبول، قبيل الانتخابات البلدية الأخيرة، وذلك كمساعدة لوقف «خدمة الشباب والتعليم التركي»، والذي تعد إسراء عضوًا في مجلس إدارته، كما حصل الوقف على 847 مليونًا و592 ألف ليرة تركية من قبل هيئة الأوقاف التركية خلال العام الماضي.
كما دعمت بلدية إسطنبول جمعية الأنصار المملوكة لسمية رجب طيب أردوغان بمبلغ 28.7 مليون ليرة تركية، كما منحتها العديد من الأوقاف الدينية بعد نزعها من فتح الله جولن، على خلفية الانقلاب العسكري المزيف الذي نظمه أردوغان، ونقلت البلدية أراض مملوكة للدولة لصالح جمعيتها الخيرية.
وهذا الفساد فطن إليه أكرم إمام أوغلو، عمدة إسطنبول الجديد، وصرح في مؤتمر صحفي 3 أبريل 2019، بأنه سوف يقوم بمراجعة دفاتر بلدية إسطنبول، متهمًا أردوغان بأنه يستخدم شركة تقنية إلكترونية بإلغاء كل البيانات من حواسيب البلدية، وقال أوغلو: «عندما يتم تفويضي سأمضي قدمًا في العديد من القضايا ومشاركتها مع الرأي العام»، معتبرًا أن المماطلة في تسليمه رئاسة البلدية يهدف إلى «تنظيف آثار ما اقترفوه من جرائم».