«حازم» و«أحمد» و«إبراهيم» ثلاثة شباب في العشرين من عمرهم، يبتعد محل إقامتهم عن بعضهم البعض عشرات الكيلو مترات، لكن جمعتهم الدراسة داخل كلية الفنون الجميلة بالمنصورة، فى تخصصات مختلفة، وجمعهم أيضا عشقهم للتراث وسعيهم لتوثيقه، ووجدوا ضالتهم فى مسابقة تنظمها كلية هندسة المنصورة، لتبدو أولى خطوات حلمهم بعمل مجسم لأحد المساجد الأثرية الشهيرة، وهو مسجد «الصالح أيوب» بمنطقة العباسى بالمنصورة، ويحصدون المركز الأول فى المسابقة لأفضل مجسم.
يقول حازم رمضان، الطالب بالمستوى الثالث قسم عمارة: «علمنا بالمسابقة عن طريق الفيس بوك، عندما أعلن فريق جرين بكلية هندسة المنصورة، عن مسابقة التوثيق المعمارى للتراث المصرى، وقررنا الاشتراك فيها ضمن ٢٦ متسابقًا آخر».
وتابع أحمد نشأت، الطالب بالمستوى الرابع قسم ديكور شعبة فنون تعبيرية: «قررنا نقوم بشيء مختلف فى المسابقة، التى كانت مقسمة إلى ثلاثة فروع، الاسكتش المعماري، الحفاظ على التراث والماكيت، الذي قمنا بخوض المسابقة به، وقررنا مزجه بالتراث والتاريخ، فاشتركت مع زملائي بتخصصاتهم المختلفة لنقوم بعمل منفرد ومميز، وبدأنا رحلة البحث عن أي من المنشآت الأثرية والتاريخية، وكانت البداية في مجسم لمعبد فيلة بأسوان، لكننا وجدنا أنه كتب عنه كثيرا وسيستهلك وقتا للسفر لمشاهدته على الطبيعة».
وأضاف إبراهيم عوض، الطالب بالمستوى الثالث، شعبة نحت ميداني: «بعد ما كنا بنفكر في الأعمال الفرعونية، قلنا لا، لازم نشوف تراث خاص بالمنصورة، وبدأنا بالبحث والقراءة فى مكتبة الجامعة وذهبنا لمكتبة الإسكندرية، حتى علمنا عن مسجد الصالح أيوب بمنطقة العباسى، عمره يتعدى مئات السنين وأن المحلات والإهمال أضاعت قيمته التراثية، فقررنا أن نصنع عنه مجسمًا بالشكل التراثي الذي كان عليه».
وتابع: «العمل استغرق منا أسبوعين، وكل واحد منا قام بالجزء الخاص به في الماكيت، حتى ظهر في الشكل النهائي الحالي الذي اشتركنا به في المسابقة وفوزنا به بالمركز الأول لأحسن مجسم، وسوف نحاول التواصل مع مسئولي الآثار للحفاظ على هذا الأثر وتسجيله، لأننا علمنا أثناء البحث أنه لم يسجل كأثر إسلامي حتى الآن».
من جانبه أشاد الدكتور شريف شتا، رئيس قسم العمارة ووكيل كلية فنون جميلة المنصورة لشئون التعليم والطلاب وعضو لجنة التحكيم بالمسابقة، بفريق جرين بقسم الهندسة المعمارية بكلية هندسة المنصورة، منظم مسابقة «التوثيق المعماري للتراث المصري»، وكان من ضمن لجنة التحكيم بها، محكمون من خارج وداخل الجامعة، وبـ«المجسم» الذي أشاد به جميع أعضاء لجنة التحكيم، باعتباره أثرًا إسلاميًا قديمًا يعود للعصر الأيوبي وإنشاء مدينة المنصورة منذ حوالي ٨٠٠ عام، ويبين الشكل الأصلي للمسجد قبل التعديلات التي تمت فيه بمعرفة الأهالي.
