الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

القس سهيل سعود يكتب: التقوى هي الاتحاد السرى مع المسيح "الحلقة الرابعة"

القس سهيل سعود
القس سهيل سعود
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شبَّه كلفن العلاقة الحميمة، بين المؤمنين والمسيح، بالعلاقة الحميمة التى تخلق فى الزواج، وتتضمّن الصداقة والشركة الشخصية العميقة، والتى هى ثمار النعمة المبرّرة. أحد تعاريف الإيمان، التى استخدمها، هى «الاحتضان الدافئ للمسيح الذى يسكن فينا، والامتلاء بروحه القدوس». قال: «الله لا يعلن لنا، فقط فضله وهباته، وإنما بالدرجة الأولى نفسه، لأن الإيمان، هو ليس مجرّد النظر إلى المسيح، وإنما احتضانه ومعانقته والاتحاد معه، كيما يسكن فينا». أعتقد أن الإيمان المبرِّر، يقود المؤمن إلى علاقة شخصية حميمية وسرية مع المسيح. رأى، أن معظم الناس يعتبرون الشركة مع المسيح، والإيمان به، على أنه نفس الشيء، إلاّ أنه رأى غير ذلك. فقد اختبر أن الشركة مع المسيح، إنما هى نتيجة الإيمان به. وهذا الإيمان يُبنى على أساس أبدى، بين الله وشعبه». قال: «عندما نختبر الإيمان، لا يلتصق فينا شخص المسيح فقط فى رباط من الوحدة، وإنما نرتبط بشركة روحية أجمل، فننمو تدريجيا، يومًا بعد يوم فى جسده، وننمو بشكل كامل معه». 
تحدث المصلح كلفن فى كتاباته عن اتحاد المؤمن السرى فى المسيح. لكنه لم يفسر الموضوع بشكل وافٍ، لأنه اعتقد أن هذا الموضوع فى طبيعته لا يفسر بشكل كامل، بالرغم من إيمانه أن اتحاد المؤمنين السرى مع المسيح هو حقيقة جوهرية فى حياة الإيمان.
رأى كلفن أنه فى القرون الوسطى، فقد ظهر فى تفكير وكتابات البعض تلميحات إلى عقيدة «وحدة الوجود» الوثنية.
والتى تفيد بأن الله موجود فى كل الأشياء، لكن كلفن كان حذرًا جدًا فى التشديد، على الفصل والتمييز بين الله الخالق، وأى شيء آخر مخلوق. فإنه بينما أكد أن الروح القدس يوحد المؤمنين فى المسيح. إلا أنه كان حذرًا جدًا فى استخدام تعبير الاتحاد السرى. كى لا يُساء فهم هذا التعبير الدقيق.
فى عمله اللاهوتى الضخم. مبادئ الإيمان المسيحي. فى الطبعة الفرنسية. فقد استخدم كلفن تعبير «أونيون ساكره» أى الاتحاد المقدس بالمسيح. والتى تصف بشكل أفضل ما قصده كلفن فى هذا التعبير. قصد كلفن بذلك، الشركة الروحية والاتحاد فى المسيح، التى يتمتع بها المؤمنون. إلا أنه شدد كثيرًا على أن هذا الاتحاد، لا يعنى الذوبان فى شخص المسيح، وفقدان المؤمن هويته الفريدة التى هى هبة الله للإنسان.