الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

عمار الشريعي.. قلب مصر النابض بالفن

عمار الشريعي
عمار الشريعي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعد الموسيقار عمار الشريعي من أهم الموسيقيين الذين أنجبتهم مصر، ولا يقل في أهميته عن الموجي ومحمد عبدالوهاب، وكمال الطويل، وغيرهم من علامات الموسيقى المصرية.
استطاع "الشريعي" الوصول بموهبته إلى العالمية، متحديا كل الاعاقات، فمن تعامل مع الشريعي عن قرب، كان لا يصدق انه فاقدا لبصره، من كثرة احساسه بالامور، ووصفها على حقيقتها، وبرغم وفاته منذ ٩ سنوات الا ان العالم اجمع يحتفل اليوم بذكرى ميلاده.
ولد عمار الشريعي في 16 أبريل 1948 في سمالوط بمحافظة المنيا، حصل علي ليسانس آداب قسم اللغة الإنجليزية عام 1970، درس التأليف الموسيقي في مدرسة هادلى سكول الأمريكية، والتحق بالأكاديمية الملكية البريطانية للموسيقى.
بدأ كعازف على آلة الأكورديون في عدد من الفرق الموسيقية ثم تحول للعزف على الأورج.
وكان نموذجًا في تحدي الإعاقة وأول ألحانه كانت أغنية "امسكوا الخشب" للمطربة الراحلة مها صبرى 1975 ومن أشهر ألحانه علي الإطلاق "أقوى من الزمن" لشادية 1978 وأكثر من روحي للطيفة.
كما قدم الشريعي في السينما الموسيقى التصويريه لعدد من الأفلام منها: البريء وحب في الزنزانة وكتيبة الإعدام والمئات من روائعه التليفزيونية مثل الأيام ودموع في عيون وقحة ورأفت الهجان، والمسرحية مثل الواد سيد الشغال وعلشان خاطر عيونك وإنها حقًا عائلة محترمة، ناهيك عن أكثر من 20 مسلسلًا إذاعيًا إلا أنه كان بمثابة أول درجات المجد لكثير من نجوم الطرب الكبار نظرًا لفكره الموسيقي المتجدد وجمعه بين الثقافة الموسيقية الشرقية والغربية والتفاته إلى أهمية الفرق الموسيقية في المشهد الفني المصري ما دفعه لتكوين فرقة الأصدقاء في مطلع الثمانينيات التي ضمت علاء عبدالخالق ومني عبدالغني وحنان، كما ساهم في صنع نجومية أسماء كبيرة بألحانه المختلفة مثل علي الحجار ومحمد منير ومحمد الحلو وكثير من الأصوات المصرية التي كان آخرها آمال ماهر ومي فاروق وريهام عبدالحكيم.
وإلي جانب عمل عمار الشريعي الفني إلا أن له دورًا أكاديميًا مهمًا كعمله كأستاذ غير متفرغ بأكاديمية الفنون، كذلك شغل عضوية لجنة الموسيقي بالمجلس الأعلي للثقافة وأهم في مجال التأليف الموسيقي بتقديم كونشرتو لآلة العود والأوركسترا ومتتالية علي ألحان عربية معروفة وعزفهما مع أوركسترا عُمان السيمفوني عام 2005 كما ساهم في وضع سلم الموسيقي الشرقية علي آلة الأورج بالتعاون مع شركة ياماها اليابانية في وضع ثلاثة أرباع التون بالآلات الإلكترونية وشارك مع شركة إميولتور الأمريكية في إنتاج عينات من الآلات التقليدية والشعبية المصرية والعربية ولم ينس الشريعي حق المكفوفين في تعلم وممارسة الموسيقي فشارك مؤسسة دانسنغ دوتس الأمريكية في إنتاج برامج لكتابة النوتة الموسيقية بطريقة برايل للمكفوفين.
قدم الشريعي مع الشاعر الراحل عبدالرحمن الابنودي عددا من انجح التترات في تاريخ الدراما المصرية، منها " شيخ العرب همام"، " الرحايا"، "وادي الملوك".
كان الفنان الراحل خبيرا في الاصوات وتوظيفها، وهذا ما حدث في اغنية "يا صبر طيب" للفنان الراحل عبدالمنعم مدبولى التي قدمها 1976 في فيلم "مولد يا دنيا" حيث يعد لحنًا مختلفًا في حياة عمار، كانت أول أغنية لعبدالمنعم مدبولي من تأليف الشاعر الراحل مرسى جميل عزيز، استغل الشريعي بحسه صوت مدبولي لتكون الأغنية معبرة جدًا، وحققت نجاحًا هائلًا، والغريب أن الشريعي قدم أثناء الأغنية عزفًا عشوائيًا علي آلة الأورج رقص على أنغامها مدبولى في مشهد معبر وتم تصوير الأغنية في إسطبل الخيول.
تعرض الشريعي في اخر ايامة الي وعكة صحية، بسبب ما كانت تمر به مصر من ازمة بعد ٢٥ يناير، لم يستطع قلبه تحملها، وحاول الأطباء حينها اجراء عملية زرع قلب، ولكنه رحل محتفظا بقلبه النابض بالموسيقي والخلود.