الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

"أبو الغيط" يثمن مواقف روسيا تجاه فلسطين وينتقد أمريكا

أبو الغيط يثمن مواقف
"أبو الغيط" يثمن مواقف روسيا تجاه فلسطين وينتقد أمريكا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ثمّن أحمـد أبـو الغيـط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، المواقف الروسية من القضية الفلسطينية التي تواجه تحديات غير مسبوقة تستهدف مقوماتها الرئيسية، ومحدداتها التي تحظى بإجماع دولي، منتقدا في الوقت ذاته المواقف الأمريكية تجاه فلسطين.
وقال إن كافة الإجراءات التي اتخذتها الإدارة الأمريكية في العامين الأخيرين، وعلى رأسها الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، تُمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وتبتعد بنا عن حل الدولتين، الذي يُمثل الصيغة الوحيدة المعقولة لإنهاء الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 67، وعاصمتها القدس الشرقية.
جاء ذلك فـي كلمته خلال أعمال الدورة الخامسة لمنتدى التعاون العربي- الروسي التي عقدت بالعاصمة موسكو اليوم ووزعتها الجامعة العربية بالقاهرة.
ونوه بأن مدينة موسكو احتضنت إطلاق منتدى التعاون العربي الروسي، لنحتفل سويًا بمرور 10 سنوات على توقيع مذكرة التعاون لإقامة المنتدى، والتي وقعت عام 2009 في القاهرة، وشهدت العلاقات العربية-الروسية تطورًا كبيرًا خلال هذه السنوات العشر، على كافة الأصعدة، مضيفا نجتمع اليوم لنؤسس لشراكة استراتيجية كاملة تشمل مختلف المجالات، وتُحقق المصلحة المتبادلة للجانبين.
وقال إن آفاق التعاون العربي-الروسي تبدو واعدة ومبشرة، فهي علاقة تقف على أساس بين كتلتين حضاريتين غنيتين، لديهما من التجربة التاريخية والعمق الثقافي والإنساني ما يؤهلهما لبناء شراكة أوسع ونسج أوصر صداقة أكثر رسوخًا وامتدادًا.
وتابع: "يجمعنا بموسكو تاريخ طويل من التعاون والرؤى المشتركة، ولروسيا رصيد كبير لدى الشعوب العربية"، مطالبا روسيا أن تستمر في دعمها للمواقف الفلسطينية والعربية، خاصة في مجلس الأمن، للتعامل مع هذه الهجمة الشرسة التي يواجهها الفلسطينيون، والتي تتواصل فصولها بصورة تُهدد القليل الذي تحقق منذ بدء مسيرة العملية السلمية.
كما أشاد بالموقف الروسي والرافض للإعلان الأمريكي الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، مؤكدا على أهمية أن يبقى هذا الموقف الأمريكي وحيدًا على الصعيد الدولي، لما ينطوي عليه من سابقة خطيرة تضرب المبدأ الرئيسي الذي تأسست عليه مختلف جولات التفاوض بين الدول العربية وإسرائيل؛ وهو الأرض مقابل السلام، مضيفا: "لقد رفضت القمة العربية الأخيرة في تونس الإقرار بمبدأ شرعنة الاحتلال، أو تقنينه واعتبرته خطيئة لا تقل خطورة عن جُرم الاحتلال ذاته"، قائلا: "إننا نعول على الاتحاد الروسي، العضو في مجلس الأمن، الاستمرار في مساندة ودعم هذا الموقف المبدئي".
وأضاف أبو الغيط، أن واقع الأزمة ما زال يُخيم على بعض دول المنطقة العربية ولا تزال كُلفة الصراعات والحروب في كل من اليمن وسوريا وليبيا تفوق قدرة هذه المجتمعات على الاحتمال، بل وتمتد تبعات هذه الأزمات إلى محيطها بصور مختلفة، وإن كان هناك من قاسم مشترك بين هذه الأزمات الثلاث، فهو استحالة تسويتها من دون الاحتكام إلى حل سياسي شامل، يحفظ للأوطان وحدتها واستقرارها وسيادتها وسلامة مؤسساتها، ويحقق للشعوب رغباتها وتطلعاتها، ويبعد عن البلاد شبح التفكك أو السقوط في هوة الفوضى.
وأكد أن البلدان التي تُعاني فراغًا في السلطة، واحترابًا داخليًا ممتدًا، تصبح لقمة سائغة لجماعات الإرهاب ودعاة الخراب، مشيرا إلى تطابق في الرؤى بين الجانبين العربي والروسي حول أهمية تضافر كافة الجهود لمواجهة الإرهاب، ممارسة وفكرا وتنظيمات، باعتباره أخطر تهديد يواجه تماسك المجتمعات المعاصرة، ويضرب أسس استقرارها.
وقال أبو الغيط، إننا نتابع الجهود الروسية من أجل الوصول إلى تسوية للأزمة في سوريا، وجلب الاستقرار إلى هذا البلد، مؤكدا أن صراع الأجندات على الأراضي السورية لن يُساعد في تحقيق مثل هذا الاستقرار، بل يُطيل الأزمة، ويُسهم في تعقيدها.
وشدد على أن الافتئات على السيادة السورية أو محاولة اكتساب مواطئ أقدام على أرض هذا البلد العربي سواء بتغيير الديموغرافيا أو إعادة ترسيم الجغرافيا، لن يكتب لها النجاح، ولن تُخرج البلاد من دائرة الفوضى والصراع الدامي.
وقال إن العلاقات العربية الروسية لا تقتصر على الأبعاد السياسية والاستراتيجية، فالعلاقات الاقتصادية العربية الروسية تشهد نموًا كبيرًا ومتواصلًا، قائلا " لقد كان حجم التبادل التجاري بين الجانبين وقت توقيع مذكرة التعاون عام 2009 نحو 8 مليارات دولار، ارتفع إلى 14 مليار دولار عام 2013 مع إطلاق الدورة الأولى للمنتدى، وصولًا إلى 21.7 مليار دولار عام 2018، مؤكدا أن طموحاتنا تتجاوز هذه الأرقام.
وأضاف ان تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين الجانبين يتطلب منا دعم مجلس الأعمال العربي الروسي، ومشاركة القطاع الخاص ورجال الأعمال والمستثمرين العرب والروس في استكشاف فرص الاستثمار على الجانبين وتذليل ما يواجهونه من عقبات.
وفي مجال التعاون الثقافي والعلمي، أشار أبو الغيط إلى أهمية تنفيذ مقترح إقامة مركز ثقافي عربي في موسكو والذي جرى اعتماده في اجتماع الدورة الثالثة للمنتدى، مقترحا تشكيل لجنة مشتركة من الجانبين لدراسة كافة الجوانب المتعلقة بإنشائه مع التأكيد على أن إقامة مثل هذا المركز سيمثل نقطة التقاء وجسرًا لا غنى عنه للتواصل بين ثقافتين غنيتين لدى كل منهما ما تقدمه للأخرى.