الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

إسلام من أجل ألمانيا.. خطة برلين لإفساد مخططات أردوغان.. إتقان الألمانية وشهادة دراسات إسلامية شرط إمامة المساجد

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تسعى ألمانيا لتقليص تأثير تركيا على المساجد فى البلاد عبر إعداد أئمة يحملون شهادة تخرج ألمانية، إلى جانب تشديد إجراءات الإقامة فى ألمانيا، إلا أن هذه المهمة ستواجه المزيد من التحديات خلال الفترة المقبلة.


ويقول مراد غول، إمام ورئيس الفيدرالية الإسلامية فى برلين، وهو يُدرِّس مادة الإسلام فى مدرسة ابتدائية فى العاصمة، رغم أنه لم يكن يومًا يخطط ليصبح إمامًا، إنه يجب على الأئمة فى البلاد الإلمام بالألمانية ومعرفة نظام التعليم والاطلاع على ثقافة البلاد التى يعيشون فيها.

ويرى الإمام، الذى طالما «أحب القرآن منذ نعومة أظافره» أن معرفة الأئمة لطبيعة المجتمع الألماني، تمكنهم من التجاوب مع حاجيات الجالية المسلمة فى ألمانيا.

من بين نحو ٤.٥ مليون مسلم فى ألمانيا ينحدر نحو ٣ ملايين من أصول تركية، وتفيد بيانات مؤتمر الإسلام الألمانى الذى انبثق عن مبادرة وزراء الداخلية الألمان فى ٢٠٠٦ أنه يوجد فى ألمانيا أكثر من ٢٠٠٠ جمعية تابعة لمساجد ونحو ٢٠٠٠ من الأئمة ينحدر ٩٠٪ تقريبًا منهم من الخارج ولم يتموا تكوينهم فى ألمانيا. وغالبيتهم تأتى من تركيا.

وتعتزم الحكومة الألمانية تغيير هذا الوضع وتقليل التأثير المادى والمؤسساتى على الأئمة من الخارج، فهى تريد إذن دعم «إسلام من أجل ألمانيا».


ويقول ماركوس كربير، سكرتير الدولة فى وزارة الداخلية فى تصريحات صحفية: «إذا توجه شباب وُلدوا ونشأوا فى ألمانيا إلى المسجد أو البحث عن نصيحة من إمام، فإنه من الأفضل أن يكون لرجل الدين تجربة مع الحياة فى ألمانيا».

ويضيف كربير: «الأمر لا يتعلق بإضفاء طابع ألمانى على الإسلام، بل توطين الإسلام فى ألمانيا. والهدف هو أن يشعر «المسلمون الذين يعيشون هنا بأنهم مقبولون مع دينهم وأنهم إثراء لبلادنا».

لكن يبدو أن طموح ألمانيا فى هذه العملية سيواجهه صعوبات، يتمثل أبرزها فى «اللغة»؛ حيث لا يوجد مخطط واضح لإتمام التكوين المحلى للأئمة فى وقت تمثل فيه اللغة حاجزًا كبيرًا.

ولمحاولة إيجاد مخرج، أعلنت وزارة الداخلية الألمانية مؤخرًا أن الحكومة تخطط لتعديل قانون الإقامة، وتحديد معرفة اللغة الألمانية إجبارية للأئمة الذين يرغبون فى القدوم إلى ألمانيا، وهذا الشرط يظهر أيضًا فى قائمة لوزارة الدفاع الألمانية.


شروط ألمانية

فرضت وزارة الدفاع، شرطًا على الواقفين المسلمين على الرعاية الروحية، الذين يرغبون العمل فى الجيش يجب أن يتقنوا الألمانية وأن يتوفروا على شهادة للدراسات الإسلامية من جامعة معترف بها.

ويتم حاليًا تدريس العلوم الإسلامية فى العديد من الجامعات الألمانية، مثل مونستر وتوبينجن وأوسنابروك وفرانكفورت. وسيفتح معهدٌ إضافى أبوابه هذا العام فى جامعة هومبولت فى برلين.

وهناك انتقاد واسع لتدخل الاتحاد التركى الإسلامى فى القضايا السياسية الوطنية. «نريد ألا ترسل سلطة دينية فى تركيا أئمة إلى ألمانيا، بل أن يعمل تدريجيًّا أئمة مكونون فى ألمانيا»، كما يشرح سكرتير الدولة كربير.

وفى الماضى القصير أثار الاتحاد التركى الإسلامى فى ألمانيا عناوين صحف سلبية تتمثل فى الاتهام بالتجسس وتبجيل الهجوم العسكرى التركى على مدينة عفرين السورية الكردية داخل المساجد التابعة للاتحاد التركى الإسلامي؛ إضافة إلى مشاركة أعضاء من الإخوان المسلمين فى تظاهرات للاتحاد التركى الإسلامى فى يناير ٢٠١٩.

فيما يعد التمويل التحدى الأكبر، حسب اعتقاد النائبة من حزب الخضر، فيليس بولات فى تمكن مساجد الاتحاد التركى الإسلامى بدون دعم الدولة التركية من تمويل الأئمة.

وتقول بولات إن القضية تتمثل فى هل يريد المسلمون نيل الاستقلالية عن بلدهم الأصلي، وهل يريدون تكوين أئمة فى ألمانيا وتمويلهم.

والدولة الألمانية، حسب الدستور لا تتدخل فى الشئون الدينية، إلا أن النقاش يسير فى اتجاه كيف يمكن للدولة والمجموعات الدينية أن تتعاون فى هذا الإطار.