على بُعد كيلومترين من كنيسة القيامة بمدينة القدس الفلسطينية، يقع دير الصليب المقدس التابع لبطريركية الروم الأرثوذكس فى القدس. ويبدو من الخارج وكأنه قلعة مُحصنة، حيث تعلوه الجرسية ويضم أسوارا عالية وزوايا هندسية غاية فى الجمال.
ويروى رئيس الدير، الأرشمندريت فيليمنوس مخامرة، أن أب الآباء إبراهيم وهب ثلاث خشبات إلى لوط ليزرعها فى هذا المكان ويرويها من ماء نهر الأردن. فنبتت شجرة مركّبة من الصنوبر والسرو والأرز، وفى وقت لاحق صُنع منها الصليب الذى حمله يسوع المسيح.
ويتابع الأرشمندريت فيليمنوس مخامرة، الدير تم بناؤه بحسب روايتين الأولى فى القرن الرابع بأوامر من الملكة هيلانة، والثانية تقول إن الإمبراطور استيانوس أمر ببناء الدير فى عام 627 بنفس مكانه.
ثلاث كنائس
ويضم الدير ثلاث كنائس فى داخله، وهى كنيسة يوحنا الدمشقي وكنيسة القديس نيقولاوس والكنيسة الرئيسية. وتبدو الكنيسة قديمة جدا حيث تتزين جدرانها بأيقونات ملهمة توحي للناظر بقصة الدير. وتتكون أرضيتها من طبقتين من الفسيفساء: الأولى تعود إلى القرن الخامس الميلادي، وأما الطبقة الثانية الظاهرة للزوار فتعود إلى القرن الحادى عشر.
وتحتفل الكنيسة الأرثوذكسية بعيد دير الصليب المقدس مرتين كل عام: الأولى فى الأحد الثانى خلال زمن الصوم، والمرة الثانية فى الأحد الأول بعد عيد ارتفاع الصليب.
تضم تلك القلعة الدينية المتلألئة أيقونات لتلاميذ المسيح مرسومة على قماش منذ عام 1798، وتُحفظ فى جو خاص كى لا تتآكل بسبب العوامل الطبيعية. وتبدو وكأنها بحاجة إلى إعادة ترميم. وما يميز هذا الدير أيضا وجود متحف فيه يحتوى على قطع أثرية قديمة جدا.