الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

أنقرة تنفث سموم الإرهاب والتطرف في برلين.. والمجلس الأعلى للمسلمين أصبح واجهة الإخوان الرئيسة.. جوديولا فالترسكرشن: "الإرهابية" والجماعات التركية المقربة خطر على أوروبا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
انتفضت الاستخبارات الألمانية والغربية فى مواجهة تغلغل الإسلام السياسي المقبل من تركيا فى المجتمع الألماني، باعتباره السبب الأساسى فى نشر التطرف والإسلام المتشدد والإرهاب فى البلاد. يأتى هذا فى أعقاب تأكيد التقارير الرسمية المخاوف من تبعية الأئمة والمؤسسات الدينية للاتحاد الإسلامى التركى فى ألمانيا أو ما يعرف بـ«ديتيب»، فضلًا عن ارتباط تنظيم الإخوان الإرهابى بـ«ديتيب» داخل ألمانيا، آخذًا فى الاعتبار أن حزب «العدالة والتنمية» الإخوانى فى تركيا ورئيسه أردوغان يعتمدون بشكل واضح على المساجد التابعة لتركيا فى ألمانيا للتأثير على المسلمين وبث خطاب سياسى إسلامى متشدد يدعو إلى الفوضى والتطرف وكراهية الآخر.

ولعل موجة الانتقادات الحادة لـ «ديتيب»، على إثر إشراكه ممثلين من جماعة «الإخوان» الإرهابية، ممن تعتبرهم الاستخبارات الألمانية متطرفين، فى فعالية المؤتمر الثانى للمسلمين الأوروبيين فى مدينة كولونيا بشكل غير معلن على مدار ٣ أيام خلال الأسبوع الأول من يناير الماضي، كما كان من بين المنظمين للمؤتمر دائرة الشئون الدينية الحكومية التابعة للدولة التركية، وشارك فى الاجتماع نحو ١٠٠ شخصية إسلامية من داخل ألمانيا وخارجها، فيما شارك كذلك ممثلون عن إدارات نحو ٩٠٠ مسجد فى ألمانيا يرتبطون بنوع من الشراكة أو التبعية للاتحاد التركي.
إشراك ممثلين من جماعة «الإخوان» الإرهابية فى فعالية المؤتمر، أشعل غضب الحكومة الألمانية، حيث بدا الأمر كأنه تواطؤ من جانب كيان تركى مع جماعة ترى برلين أن لها أذرعًا إرهابية عدة، وذلك حسب صحيفة «دى فيلت» الألمانية. وأعلن مدير فرع الاستخبارات الداخلية، بوركهارد فرايير، فى ولاية نوردراين فيسفالين، أن الإقبال على مراكز إسلامية ومساجد تابعة للإخوان أصبح ملموسًا، ناهيك عن اختراق الجماعة للمجلس الأعلى للمسلمين (الاتحاد التركي)، حتى أصبح واجهة الإخوان الرئيسة فى ألمانيا.

ومن ناحية أخرى، كشفت الكاتبة النمساوية «غوديولا فالترسكرشن»، فى مقال نشرته، بصحيفة دى برس الإثنين الماضي: «إن تنظيم الإخوان الإرهابى وحلفاءهم من الجماعات التركية المقربة من نظام أردوغان يمثلون خطرًا كبيرًا على أوروبا، ويهددون تماسك واستقرار مجتمعاتها».
وتابعت «فالترسكرشن» أن الورقة المنبثقة عن الاجتماع، الذى نشرها الموقع الإلكترونى لجماعة ديتيب التركية، تشكل تهديدًا حقيقيًا للديمقراطية وتماسك واستقرار المجتمعات الأوروبية، وتهدف بالأساس لفرض نموذج الدولة القائم على أساس الرؤية الضيقة لهذه الجماعات للإسلام».
وأوضحت أن الورقة المنبثقة عن الاجتماع بدا واضحا أن أردوغان هو من يملك السيطرة عليها وعلى المجتمعين ويقودهما، حيث وضعت الورقة تنظيمات داعش وبوكو حرام وبى كاكا وغيرها من المنظمات الكردية على قدم المساواة، ووصفتها جميعا بالمنظمات الإرهابية».
ومضت قائلة: «إن الورقة تحول صراحة دون اندماج المسلمين فى المجتمعات الأوروبية وتشجع على إقامة مجتمعات موازية، ما يهدد تماسك واستقرار دول القارة، لافتة إلى نصها على «ضرورة» الحفاظ على تفرد المسلمين وحماية الشباب من الاستغلال وسوء التوجيه.
وأشارت تقارير صحفية إلى أنه بخلاف الورقة التى انبثقت عن الاجتماع، توصل المجتمعون الذين بلغ عددهم ١٠٠ شخص ممثلين لـ ١٧ دولة، إلى تشكيل مجلس تنسيقى لضمان التواصل الفعال والسريع بين المسلمين فى هذه الدول.
وفى إطار الإجراءات التى اتخذتها السلطان الألمانية ضد الجماعات المتطرفة، من أجل رفع الوعى الشعبى والسياسى بخطر هذه التنظيمات، واحتواء نفوذها، وإعادتها لموقعها الطبيعى كـ«خطر أمنى وتهديد للنظام الديمقراطي»، وضعت هيئة حماية الدستور «الاستخبارات الداخلية» خلال السنوات الثلاث الماضية مؤسسات وقيادات الإخوان البالغ عددهم ١٦٠٠ شخص، فى كل ولايات البلاد الـ١٦، تحت رقابتها، حسب ما نقلته مجلة فوكس الألمانية الخاصة عن تقارير لأفرع الهيئة فى فبراير الماضي. كما بدأت الهيئة فى عدة ولايات أبرزها ساكسونيا، جنوبى البلاد، تنظيم محاضرات وورش عمل تهدف لمنع انتشار أيديولوجية الإخوان.