الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

ابن رشد.. الفيلسوف الموسوعي

ابن رشد
ابن رشد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعد الفيلسوف ابن رشد، الذي تحل اليوم 14 أبريل ذكرى ميلاده، أحد أقطاب الفلسفة الإسلامية على مر العصور، فقد كان حلقة وصل كبرى بين الفلسفة الإسلامية، ونظيرتها الغربية، وبالتحديد الفلسفة الإغريقية، فقد عُرف بأنه أحد أعمق الشارحين لأرسطو، وعلاوة على ذلك، فقد كان شاهدًا على انحطاط وأفول الحضارة العربية الإسلامية، في لحظة هامة من لحظات تاريخها الطويل.
نشأ ابن رشد بمدينة قرطبة، في أسرة من أكثر الأسر عراقة ومكانة في الأندلس، والتي عرفت بالمذهب المالكي، حفظ موطأ مالك، وديوان المتنبي، ودرس الفقه على المذهب المالكي، والعقيدة على المذهب الأشعري.
دافع عن الفلسفة خلال حياته، وصحَّح بعض أفكار العلماء والفلاسفة السابقين عليه كابن سينا، والفارابي، وفهم بعض نظريات أفلاطون وأرسطو بشكل عميق، وقد قدَّمه ابن طفيل لأبي يعقوب خليفة الموحدين، فقام بتعيينه طبيبًا له، ثم قاضيًا في قرطبة.
تمَّت توليته منصب القضاء في أشبيلية، وشرع في تفسير آثار أرسطو، تلبية لإرادة الخليفة الموحدي أبي يعقوب يوسف، وقد تعرض في آخر حياته لمحنة فكرية واجتماعية، حيث اتهمه علماء الأندلس والمعارضون له بالكفر والإلحاد، قبل أن يبعده أبو يوسف يعقوب إلى مراكش التي توفي فيها في عام 1198.
يرى ابن رشد أنه لا تعارض بين الدين والفلسفة من ناحية المقاصد، ولكن هناك بالتأكيد طرقا أخرى يمكن من خلالها الوصول لنفس الحقيقة المنشودة، كما يؤمن بسرمدية الكون، ويقول بأن الروح منقسمة إلى قسمين اثنين، القسم الأول شخصاني يتعلق بالشخص، والقسم الثاني يعد إلهيا، وبما أن الروح الشخصية قابلة للفناء، فإن كل الناس على مستوى واحد يتشاركون في هذه الروح، وروح إلهية مشابهة. ويدعى ابن رشد أن لديه نوعين من معرفة الحقيقة، الأول معرفة الحقيقة استنادًا إلى الدين المعتمد على العقيدة، وبالتالي لا يمكن إخضاعها للفحص والتحليل والفهم الشامل، والمعرفة الثانية للحقيقة هي الفلسفة، والتي ذكر بأن عددا من النخبويين الذين يحظون بملكات فكرية عالية يضطلعون بحفظها والمضي بها إلى الأمام.
وتدور فلسفة ابن رشد على قدم العالم وعلم الله وعنايته والمعاد وحشر الأجساد. فعنده أن العالم مخلوق وأن الخلق خلق متجدد، به يدوم العالم ويتغير، وأن الله هو القديم الحقيقي، فاعل الكل وموجده، والحافظ له، وذلك بتوسط العقول المحركة للأفلاك. 
من أبرز مؤلفاته "تلخيص وشرح كتاب ما بعد الطبيعة"، و"تلخيص كتاب المقولات"، و"شرح كتاب النفس"، و"شرح كتاب القياس"، و"بداية المجتهد ونهاية المقتصد في الفقه"، و"مناهج الأدلة"، و"فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من الاتصال".