الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

"أحد المولود أعمى".. فرحة بالتغيير في "أحد التناصير"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الكنيسة: لا توجد «معمودية ثانية» حتى للملحدين والناكرين 
القس أرسانيوس: 3 حالات لإعادة المعمودية فقط
البابا شنودة: الإنسان يرث الخطية .. والمعمودية تمحوها

تمتلئ الكنائس الأرثوذكسية، اليوم الأحد، بالزغاريد، فهنا زفة وهنا ملابس بيضاء، وهناك صور تذكارية تُلتقط لتخلد لحظات دخول المسيحية، فاليوم هو أحد المولود أعمى أو «حد التناصير»، حيث تمتلئ الكنائس بطقس المعمودية أو «الاستنارة» كما يُطلق عليه.
ويعد سر المعمودية أحد الأسرار الكنسية الأرثوذكسية السبع، وهو أيضا باب الأسرار، فدون المعمودية لا يستطيع الإنسان الحصول على أى سر من الأسرار المقدسة الست الأخرى، والتى هى: «الميرون، التناول، الاعتراف، الزواج، الكهنوت، مسحة المرضى».
واعتاد الأقباط على أن يكون الطفل المُعمد معدا لاستقبال ذاك السر العظيم بطقوس مهمة، فالزى أبيض، والزنار أحمر، والماء طاهر، أما عن الملبس فدائمًا يكون الثوب أبيض فى إشاره إلى البر، واللون الأبيض أيضا حسب رموز المسيحية هو لون القيامة، فى إشارة أيضا إلى التنوير والتجديد فى الطبيعة التى أخذها الشخص المعمد، وأما الزنار فيكون باللون الأحمر ليشير لدم السيد المسيح وإلى الميثاق بالدم، ويربط من أسفل الإبط الأيسر إلى أعلى الكتف الأيمن، فيكون شكله كما يقول الكتاب المقدس فى سفر الرؤيا عن السيد المسح «حبيبى أبيض وأحمر»، أبيض فى نقائه وأحمر فى بذله وعطائه.
وعن المعمودية فى الكنائس الثلاث، فهى سر أساسى بالأرثوذكسية، وفرض بالإنجيلية، جزء من الخلاص فى الكاثوليكية، إلا أن هناك بعض الاختلافات فى طقوس التعميد بين الكنائس، وعن المعمودية الثانية يؤكد القس أرسانيوس صليب، كاهن كنيسة مار مرقس فى ملبورن، أنه لا يوجد بالمسيحية بما يسمى إعادة معمودية، أو المعمودية الثانية، وأنه حتى من ألحد أو أنكر الإيمان المسيحي، فإنه حين عودته مرة أخرى للإيمان المستقيم، لا يتم تعميده «معموديته» مرة أخرى، وإنما يتم وضع قانون توبة له، وبعض الطقوس والصلوات تتم، إلا أنه لا علاقة بالمعمودية شيء بالأمر. فإنه يقوم بممارسة الأسرار المسيحية بشكل طبيعى عقب إعلانه التوبة والعودة للكنيسة مرة أخرى، مشيرا إلى أن قانون التوبة ذاك غير ثابت وليس له قاعدة محددة، ويتم تحديده وتطبيقه حسب ظروف الشخص التائب وملابسات إلحاده أو إنكاره وطريقة عودته مرة أخرى.
وأوضح القس «صليب»، أنه لا معمودية ثانية إلا حال أن كانت المعمودية الأولى «غير قانونية» أى لا ينطبق عليها شروط المعمودية المسيحية الأرثوذكسية السليمة، موضحا بأن أشهر 3 نقاط للمعمودية غير السليمة أو الباطلة وهي:
إذا تمت المعمودية عن طريق كاهن غير أرثوذكسى أو كاهن محروم من تطبيق الطقس ذلك «بغض النظر عن الأسباب»، أو عن طريق كاهن مشلوح «كاهن سابق». 
إذا تمت المعمودية من قبل شخص غير كاهن فى الأساس، كما يتم فى الكنيسة البروتستانتية. 
إذا كانت المعمودية من «كنيسة هراطقة»، أو الكنائس التى تنشق عن الإيمان الأرثوذكسى السليم، مثل كنايس النساطرة «نسبة إلى نسطور»، أو الأريوسيين «نسبة إلى أريوس».
وأشار إلى أنه حال ثبوت مثل تلك الحالات، تسمح الكنيسة لمعمودية الأشخاص الذين تعمدوا بمثلك تلك الطرق، موضحا أنه فى تلك الحالة أيضا تعتبر معموديتهم هى المعمودية الأولى الأرثوذكسية السليمة، وتكون أيضا «معمودية واحدة».
أما البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الراحل، فيؤكدا أن المعمودية هى الاستنارة لمعاينة ملكوت الله، وأنها أساس إيمان الكنيسة، حيث إن الإنسان يرث الخطية الأصلية «آدم وحواء» عند ولادته كطفل، لذلك لا بد أن يُعمد الأطفال، فلا يستطيع الطفل أن يعاين ملكوت السماوات إن لم يولد من فوق؛ ولا حتى مجرد الرؤية، وهذا هو ما قاله السيد المسيح لنيقوديموس «الحق الحق أقول لك إن كان أحد لا يولد من فوق، لا يقدر أن يرى ملكوت الله» (يو3: 3)، وعندما سأله نيقوديموس كيف يمكن للإنسان أن يولد وهو شيخ؟ شرح له السيد المسيح المقصود بالولادة هي: الولادة بالماء والروح «إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله» (يو3: 5).
وأوضح البابا الراحل فى حديث سابق له، أنه فى المعمودية ينال الإنسان الطبيعة الجديدة، فالأعين العمياء التى كانت للمولود أعمى قد تم فتحهما بالطبيعة الجديدة التى نالها، لذلك تقرأ الكنيسة قصة المولود أعمى فى أحد التناصير، فكل إنسان يولد أعمى ولا يقدر أن يرى ملكوت الله، أما بعد عماده فتنفتح عيناه لأن المعمودية فيها استنارة، فعندما قال السيد المسيح للمولود أعمى «اذهب اغتسل فى بركة سلوام (التى ترمز للمعمودية) مضى واغتسل وأتى بصيرًا» (يو9: 7) وكان هذا البصر رمزًا للاستنارة الروحية التى بها بدأ هذا الإنسان يشهد للسيد المسيح، وبهذه الاستنارة الروحية التى فى المعمودية يستطيع الإنسان أن يرى الملكوت.
وأضاف البطريرك السابق، إن كان الإنسان صغيرا أو كبيرا، ولو فرضا دخل الملكوت، لن يعاين شيئا، لا يستطيع أن يرى الأمور الروحية والمجد الإلهى المحيط بعرش الله بدون معمودية، لذلك تتشدد الكنيسة جدا فى أهمية عماد الطفل وهو صغير لئلا يموت قبل أن يعمد.