عانى الكاتب الكبير عبدالعزيز المقالح، الذى يبلغ من العمر ٨١ عامًا، بالرغم من إنجازاته الأدبية والثقافية، من دعوات التكفير من قبل الجماعات السلفية والإخوانية المتطرفة؛ حيث تم تكفيره ٤ مرات، أولها كانت فى عام ١٩٨٤، وآخرها فى عام ٢٠٠٤، والتى جعلته أكثر انعزالا وبعدًا عن جميع المحافل الثقافية ويكتفى بمتابعة الأخبار من بعيد، ويتحرك بين مكتبه ومنزله بصنعاء، فكانت المرة الأولى بسبب قصيدة ورد فيها لفظ الجلالة مقترنا بالرماد، ووقتها شنت جماعة الإخوان المسلمين حربا شعواء ضده فى جميع أنحاء اليمن، والمرة الثانية كانت بسبب كتاب «الحداثة فى ميزان الإسلام»، ووقتها قادت الجماعة السلفية هجمة أشرس من الأولى، واتهمته بالتكفير الصريح، وكان مستهدفًا، كما كان كتابه «قراءة فى فكر الزيدية والمعتزلة فى اليمن»، الذى كتبه فى الثمانينيات من القرن الماضى، سببًا ودعوى للتكفير أيضًا، أما دعوة التكفير الأخيرة فكانت فى عام ٢٠٠٤ وذلك عقب اختيار صنعاء عاصمة للثقافة العربية؛ حيث دعى إلى تعزيز الحوار الثقافى والحضاري، ونشر قيم التفاهم والتسامح، وإشاعة ثقافة السلام ورفض ثقافتى العنف والتكفير، كل تلك الحروب خاضها المقالح بالرغم من منجزه الأدبي، وقد كان وقع تكفير المقالح فى المرة الرابعة بمثابة صدمة قوية للكتّاب والمثقفين اليمنيين؛ فقد صار رمزًا يمنيًا وعربيًا وإنسانيًا كبيرًا، وكانت المنظمة العربية للتربية والثقافة والفنون، وقتذاك، قد كرّمته بدرعها تقديرًا لإسهاماته المتميزة فى حقل الأدب والثقافة.
