الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الـنــــار تـحــت الـرمــــاد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
دعونا ندخل فى لُب الموضوع مباشرة، دون مقدمات أو تكهنات أو فذلكات أو تحليلات، ونقول: من الذى أعطى لجماعة الإخوان الحق فى التحدث باسم الشعوب؟ من الذى أعطى لهذه الجماعة الإرهابية الحق فى تبنى شعار الحرية دون غيرها؟ هل احتكرت هذه الجماعة الخائنة الثورات؟ من الذى أعطى «خوارج العصر» الحق فى التحدث باسم الديمقراطية دون غيرهم؟ هل جماعة الإخوان «أهل الشر» هُم فقط الذين يحملون أختام الدين الإسلامى؟ الإجابات واضحة وسهلة لمن يريد أن يحافظ على بلده ويصون جيشه ويبنى وطنه، وهى: بطبيعة الحال إن جماعة الإخوان تنصُب باسم الحرية ولا تعرفها ولا تُمارسها، وبعيدة كل البعد عن ممارسة الديموقراطية، بل إنهم كارهون لها؛ لأن أبجديات الجماعة هى «السمع والطاعة»، إذن كيف لمن حلِف على المُصحف والمسدس- أن يسمعُ ويُطيع المُرشد العام للجماعة- أن يُمارس الديموقراطية؟ هُم فى الأساس عبيد للمرشد، ولا يوجد فى أدبياتهم أى إشارة للثورات، بل إنهم يحرمونها ويحرمون الخروج على الحاكم، هم يتاجرون بالدين، وقال عنهم الله سبحانه وتعالى (اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا)، هُم يُفصلون آيات القرآن الكريم على هواهم وبما يخدم مصالحهم، هُم يحرفون تفسير بعض الآيات ويوهمون أنفسهم بأنهم قادرون على تحقيق الخلافة، وهُم أداة فى يد أجهزة مخابرات دولية.
والسؤال الأهم الذى يتبادر فى أذهاننا جميعًا: لماذا تكره جماعة الإخوان الجيوش؟ بعد ما شاهدناه فى عدد من الدول العربية وبخاصة «سوريا واليمن وليبيا والجزائر والسودان»، نستطيع القول بأن طمع الإخوان فى السلطة فى أى دولة لن يتحقق إلا بإضعاف الجيوش وتقسيمها وإنهاكها، وما حدث خلال الأسبوع الماضى فى عدد من الدول العربية خير دليل على ذلك، فالإخوان يريدون الضحك على الشعوب وملء عقولهم بكلمات براقة مثل «الخلافة» و«الجهاد» و«الشهادة» وهُم غير مستعدين للشهادة ولا يُقدمون على الشهادة، بل يُحرضون أتباعهم الذين ضلوا الطريق ونسوا الله فأنساهم أنفسهم.
ظللت أسأل نفسى سؤالًا جوهريًا: هل هناك مواطن عاقل يعادى جيشه؟ وأجبت على نفسى وقُلت: لا بد من تغيير صيغة السؤال، ليصبح كالآتى: من الخائن الذى يُعادى جيشه؟ وتذكرت تلك المخططات التى تدعو لتدمير وتقسيم الجيوش العربية، حتى تكون إسرائيل هى القوة الوحيدة فى المنطقة وتنعم بالسلام، وبدأت فى استرجاع سنوات مضت عشناها وعايشناها، حينما دُمر «الجيش العراقى» وتم تسريحه على يد «بول برايمر»، وهنا لا بد من التأكيد على أن جماعة الإخوان كانت مؤيدة للتدخل العسكرى فى العراق عام ٢٠٠٣، ثم جرت محاولات إيقاع «الجيش السورى» فى خندق مُصطنع بحرفية عالية جدًا من أجل إضعافه وباستخدام جماعة الإخوان وتنظيمات متطرفة وُلدت أيضًا من رحم الإخوان، ثم وجدنا انقسامًا فى «الجيش اليمنى» وتورط الإخوان فى إشعال الأزمة اليمنية، وكانت النتيجة أن شاهدنا الأمور تسير بسرعة تجاه سيطرة الميليشيات الحوثية التابعة لإيران على بعض المناطق؛ لتُصبح خنجرًا فى ظهر اليمن السعيد، ثم صعد المتطرفون ليتولوا إدارة دفة الأمور فى «ليبيا»، ويُعادوا الجيش، ويفرحون ويبتسمون ويسعدون وهُم يُرحبون بحظر تسليح «الجيش الليبى»، والمشهد فى «الجزائر» يدعو للدهشة، فقد رحل عن السلطة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، وشاهدنا تحريضات أعضاء وقيادات بجماعة الإخوان ضد الجيش، الذى استمع لنداء الشعب الجزائرى، وكانت قياداته أول من طالبت بتطبيق المادة (١٠٢) من الدستور، والتى تقضى بإعلان خلو منصب الرئيس لعدم قدرة الرئيس على أداء مهامه، أما المشهد فى «السودان» فإننا نرى المنتمين لتيار الإخوان يحاولون الصيد فى الماء العكر.
يا سادة: الجيوش هى العمود الفقرى للدول، هى الرئة التى تتنفس بها الدول، هى الحامية للحدود والشعوب ولإرادة الشعوب، فإذا انقسمت الجيوش ضاعت الدول وتفتتت، وبالتأكيد فإن جماعة الإخوان تحاول اللعب بعقول البسطاء وإيهامهم بأنه لو حكمت الجماعة سيكون حكمًا مدنيًا، وهُم يُخبئون خلف ظهورهم أحكام التكفير والتطرف والقتل، نحن فى «مصر» شاءت الأقدار أن يصعدوا للسلطة وجربناهم، والله الذى لا إله هو وجدناهم ضالين مُضلين، كفرونا وهددونا وفجرونا وغيروا دستورنا وحاولوا أن يبدِلونا ويلبسونا «العِمة» بخداعنا بشعارات الثورة والحرية والديموقراطية، نعم وجدناهم خونة وغير أمناء على الوطن وأرضه وسلامته ووحدته ولا يهمهم انقسام أبنائه، لا اهتموا بأمن المواطنين ولا شغلوا أنفسهم بتحقيق تنمية للوطن، تخيلوا أنهم أرادوا ابتلاع مصر وتسليمها خالصة مخلصة لتاجر «مينى فاتورة» اسمه «خيرت الشاطر» كان يحكم الجماعة بالحديد والنار وكان يحركها بإشارة واحدة من إصبعه الصغير، وكان يريد من دولة بحجم مصر أن تأتمر بأمر التنظيم الدولى للإخوان، والذى تسيطر عليه قطر وتركيا.
وعلى الشعوب العربية أن تساند جيوشها ولا تتخلى عنها وتساندها وتحافظ عليها من الانقسام؛ حتى لا يأتى اليوم الذى يندمون فيه أشد الندم، يوم لا ينفع الندم؛ لأن (النار تحت الرماد)، وجماعة الإخوان الخائنة للشعوب تشعل هذه النار، فلا تسمحوا لهم بإشعال النيران فى بلدانكم.