من هو يسوع المسيح؟ ونحن من؟ وأرضنا ما هي؟ أرضنا أرض صراع، ولكنها ليست لذلك وُجِدَت. وهى أرض ظلم وموت، وليس لذلك وُجِدَت. بل لتكون أرض حياة وفداء وسلام للإنسانية كلها. أرضنا مدعوة إلى أن تسمو سمو الله، وتكون مثل الله أرض محبة.
الله، خالق الكل، سيد التاريخ، لم يحكم علينا بالموت، مهما قال أصحاب الحرب فى أرضنا. الله ليس إله حرب، بل إله سلام ومحبة. «إنَّ الله لَم يُرسِلِ ابنَهُ إلَى العَالَمِ لِيَدِينَ العَالَمَ بَل لِيُخَلِّصَ بِهِ العَالَمَ» (يوحنا ٣: ١٧).
أرضنا بحاجة إلى توبة. كل مؤمن، كل صائم بحاجة إلى توبة. يونان النبى فى قديم الزمان، أرسله الله إلى مدينة نينوى، وقد كثر الظلم والشر فيها. وتابت لما سمعت كلام النبى يونان. واليوم من يبلِّغ صوت الله إلى الظالمين فى أرضنا؟ ومن ينادى بالتوبة والرجوع إلى الحق ورؤية الإنسان وتكريم الإنسان كما كرَّمَه الله؟
كل واحد منّا، بما نصنع ونقول، بما نحب ونرحم، بما ندين الشر ونبيّن الحق، فى كل مجالات حياتنا، يمكن أن يكون صوتًا لله، لمحبته ورحمته وعدله فى هذه الأرض. نحن، كل واحد منا، نحمل مسئولية أرضنا وما يجرى فيها، كل واحد، فى موقعه، بإخلاصه للإنسان فى ذاته، وبإخلاصه لله خالقه. فى كل موقع، ولو كان فى المواقع الصعبة فى المقاومة، التى هدفها هو فقط طلب الحياة والحرية. كل منا مسئول أن يقاوم الشر الذى نعيشه، لنرى الله بالرغم من الموت الذى نعيشه، ونحافظ على الحياة التى وهبنا إياها.
