السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

جبران خليل جبران من "المواكب" إلى "أعطني الناي وغني"

جبران خليل جبران
جبران خليل جبران
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كان جبران خليل جبران، شاعرا لبنانيا ورساما وكاتب مقالات وفيلسوف، ولد في قرية منعزلة في بشري التابعة لجبل لبنان، وكُتب له أن يعيش معظم حياته بعيدًا عن بلده الأم، فبعد أن بلغ الثانية عشرة من العمر هاجرت به أمه إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث بدأ تعليمه الرسمي فيها، وبعد فترة قصيرة لاحظ موهبته رائد الرسم والتصوير الفوتوغرافي فريد هولاند داي Fred Holland Day، بدأ جبران بالتطور تحت إشراف الفنان فريد هولاند داي، لكن بعد الانتباه إلى أنه بدأ يتأثر بالثقافة الغربية بشكل كبير.
أرسلته أمه مرة أخرى إلى بيروت ليتعرف على تراثه، تابع الرسم ليقيم أول معرض له وهو في الواحد والعشرين من عمره، بعدها بدأ بالكتابة حيث كتب أولا بالعربية وبعدها بالإنجليزية، دمجت كتاباته بين ثقافتيه الشرقية والغربية وجلب ذلك له شهرة كبيرة.
بالرغم من أنه بدأ يعرف ككاتب أكثر منه كرسام إلا أنه رسم أكثر من 700 صورة، رغم أنه أمضى معظم حياته خارج لبنان إلا أنه بقي مواطنا لبنانيا يملأ قلبه رغد العيش في وطنه.

* نشأته
ولد جبران لعائلة مارونية، أمه كاميليا رحمة، واسمها الأصلي "كاملة"، كان عمرها 30 سنة عندما ولدته وهي من عائلة محترمة ومتدينة، أما والده فكان يدعى خليل، وهو الزوج الثالث لها بعد وفاة زوجها الأول وبطلان زواجها الثاني، كانت أسرته فقيرة بسبب كسل والده وانصرافه إلى السكر والقمار، لذلك لم يستطع الذهاب للمدرسة، بدلًا من ذلك كان كاهن القرية، الأب جرمانوس، يأتي لمنزل جبران ويعلمه الإنجيل والعربية والسريانية، تعلم مبادئ القراءة والكتابة من الطبيب الشاعر سليم الضاهر مما فتح أمامه مجال المطالعة والتعرف إلى التاريخ والعلوم والآداب، وفي سنة 1891 تقريبا، سجن والده بتهمة الاختلاس وتم مصادره أملاكة، وأطلق سراحه في 1894.
في 25 يونيو 1895، قررت والدته الهجرة مع أخيها إلى أمريكا وتحديدا إلى نيويورك، مصطحبة معها كلا من جبران وأختيه، ماريانا وسلطانة، وأخيه بطرس.

* بلاد المهجر
سكنت عائلة جبران في بوسطن. بالخطأ تم تسجيل اسمه في المدرسة خليل جبران. هناك، بدأت أمه العمل خياطة متجولة، كما فتح أخوه بطرس متجرًا صغيرًا، أما جبران فبدأ الذهاب للمدرسة في 30 سبتمبر 1895. وضعه مسؤولو المدرسة في فصل خاص للمهاجرين لتعلم الإنجليزية. التحق جبران أيضًا في مدرسة فنون قريبة من منزلهم. ونمّت مواهبه الفنية وشجعتها (فلورنس بيرس) معلمة الرسم في المدرسة، وكان من أعضاء هذه المدرسة الآنسة (دغيسي بيل) التي كتبت إلى صديقها المثقف الغني فريد هولاند داي، وهو الذي شجع جبران ودعمه لما رأى محاولاته الإبداعية، كان يعيره الكتب التي أثرت في توجيهه الفكري والروحي والفني وقد استخدم فريد بعض رسومات جبران لأغلفة الكتب التي نشرتها دار (كويلا اند داي).


مدرسة مارونية
في الخامسة عشر، عاد جبران مع عائلته إلى بيروت ودرس في مدرسة إعدادية مارونية ومعهد تعليم عال يدعى الحكمة، بدأ مجلة أدبية طلابية مع زميل دراسة، ثم انتخب شاعر الكلية، كان يقضي العطلة الصيفية في بلدته "بشري" ولكنه نفر من والده الذي تجاهل مواهبه، فأقام مع ابن عمه نيقولا.
وجد جبران عزاءه في الطبيعة، وصداقة أستاذ طفولته سليم الضاهر، ومن علاقة الحب بينه وبين سلمى كرامة التي استوحى منها قصته (الأجنحة المتكسرة) بعد عشر سنوات، بقي في بيروت سنوات عدة قبل أن يعود إلى بوسطن في 10 مايو 1902، وقبل عودته بأسبوعين توفيت أخته سلطانة بالسل، وبعد سنة، توفي بطرس بنفس المرض وتوفيت أمه بسبب السرطان، أما ماريانا، أخت جبران، فهي الوحيدة التي بقيت معه، واضطرت للعمل في محل خياطة.

* مواقف في حياته
كان في كتاباته اتجاهان، أحدهما يأخذ بالقوة ويثور على عقائد الدين، والآخر يتتبع الميول ويحب الاستمتاع بالحياة النقية، ويفصح عن الاتجاهين معًا قصيدته "المواكب" التي غنتها المطربة اللبنانية فيروز باسم "أعطني الناي وغني".
تفاعل جبران مع قضايا عصره، وكان من أهمها التبعية العربية للدولة العثمانية والتي حاربها في كتبه ورسائله، وبالنظر إلى خلفيته المسيحية، فقد حرص جبران على توضيح موقفه بكونه ليس ضد الإسلام الذي يحترمه ويتمنى عودة مجده، بل هو ضد تسييس الدين سواء الإسلامي أو المسيحي، وفي هذا الصدد، كتب جبران مقالا وصفه بأنه رسالة "إلى المسلمين من شاعر مسيحي".

* وفاته
توفي جبران خليل جبران في نيويورك في 10 أبريل 1931 وهو في الـ 48 من عمره، كان سبب الوفاة هو تليف الكبد وسل أيضا، وكانت أمنية جبران أن يدفن في لبنان، وقد تحققت له ذلك في 1932، دفن جبران في صومعته القديمة في لبنان، فيما عرف لاحقا باسم متحف جبران.