آراء حرة

علي التركي يكتب: المكونات الرئيسية للتصميم في المواقع الإخبارية «86»

الأحد 07/أبريل/2019 - 09:10 م

في كثير من الأحيان تلعب الجوانب التقنية دورًا محوريًّا وأساسيًّا في عملية تطوير الموقع، فمواكبة التطور التكنولوجي ضرورة لأي موقع إخباري لتحقيق النجاح، والحفاظ على موقعه في سوق المنافسة.

والتطورات التكنولوجية التي يشهدها عالمنا الحاضر وفي جميع المجالات؛ تؤثر على نجاح أية مؤسسة في الحفاظ على موقعها التنافسي الحالي وتطويره مستقبلاً، وهو ما يدفعها إلى إجراء تغييرات تكنولوجية في عملياتها بهدف الوصول إلى أفضل إنتاجية، فما بالك بصناعة المواقع الإخبارية القائمة من الأساس على اندماج التكنولوجيا بمهنة الصحافة.

لذا، فإن الجوانب التقنية تعد من الجوانب الرئيسية في عملية «التطوير»، ففي الغالب يكون أي تغيير في الجوانب «التحريرية والإدارية»؛ يستوجب معه إحداث تغيير جذري في التصميم والبرمجة، لكي تتوافق مع الخطط والاستراتيجيات والأهداف الجديدة للموقع وصولاً إلى الوضع المستقبلي الأفضل.

وكثير من الصحفيين العاملين في المواقع الإخبارية، لا يستطيعون التفرقة بين «الشكل والبرمجة ولوحة التحكم»، فهم يرون أنه لا فارق بينهما، ويظنون أنها شيء واحد، لذا من المهم أن نقدم تعريفًا لكل منها، كالتالي:

الشكل

عملية بناء الواجهة من حيث الشكل والتبويبات والمظهر الخارجي، وتركيب المكونات داخل صفحات الموقع، وعملية تخطيط وتنفيذ محتويات متعددة الوسائط «النصوص، الملفات، النماذج البريدية، الصور» عبر شبكة الإنترنت، بواسطة أنماط التقنيات كلغات التوصيف المناسبة للعرض على المتصفحات المتعددة، بما يسمح للمستخدم بالتعرف بسهولة على صفحات الموقع وتبويباته المختلفة، ويجعل عرض المحتوى سهلاً وبسيطًا.

ويعكس شكل الموقع، السياسة التحريرية للموقع، ويساعد في إبراز أهدافه «السياسية والاقتصادية والاجتماعية... إلخ».

البرمجة

جزء أصيل من مرحلة البناء التقني للموقع، وعبارة عن عملية إحداث تفاعل بين الزوار والموقع وطريقة عرض الشكل والمظهر الخارجي للموقع، ويحافظ على الديناميكية المرغوب فيها وحركة الأخبار باستخدام لغات البرمجة المختلفة مثل «PHP ،ASP.. إلخ».

وتحدد البرمجة طبيعة الحركة والانتقال داخل الموقع وبين الأقسام والأخبار المتعددة، وهي المسؤول عن عملية التفاعل داخل الموقع، فهي التي تحول الأشكال الهندسية التي وضعتها في التصميم إلى كائن يتحرك ويستجيب لأوامر المستخدمين.

لوحة التحكم

نظام خاص لإدارة المحتوى قبل نشره على الموقع، ويساعدك في ترتيب وعرض الأخبار بالشكل الذي يسهل على القراء تصفحه.

وتعد لوحة التحكم الوسيط بين المحتوى والبرمجة والشكل، وتمنح مديري المواقع صلاحيات إحداث تغييرات واسعة في الشكل والإدارة والمحتوى.

وسنتحدث باستفاضة أكثر في المقال القادم، عن لوحة التحكم، وكيفية إعدادها وتنفيذها بالشكل المثالي لاحقًا، ونقدم بعض الإرشادات والنصائح ليبدو لائقًا.

أنواع التصميمات

هناك نوعان من التصنيفات للتصميمات، وفقًا للبناء والاستخدام، وهي كالتالي:

أولاً: حسب البناء

 تصميم مفصل

وهو التصميم الذي يتم إنشاؤه وبناؤه وفقًا لرغباتك وتطلعاتك ورؤيتك الشخصية، وكل تفصيلة بداخله تتم وفقًا لأهدافك الشخصية.

 تصميم جاهز

على مواقع الإنترنت هناك آلاف التصميمات والإسكربتات الجاهزة، بعضها مجانية وأخرى بمقابل مادي بسيط، كاملة البرمجة وجاهزة للتركيب والقولبة، ويمكنك عن طريقها بناء وإدارة الموقع وإنشاء الصفحات وتعديلها.

ويفضل استخدام مثل تلك التصميمات إذا كان الموقع الذي ترغب في بنائه محدود الإمكانات، وذلك توفيرًا للنفقات.

ثانيًا: حسب الاستخدام

هناك ثلاثة أنواع من التصميمات استقر عليها مطورو الويب، تختلف فيما بينهم في الصفات والشكل أحيانًا.

 التصميم الثابت «الأستاتيكي»

المواقع التي يظل تصميمها ثابتًا لكل متصفح بصرف النظر عن شخصية المتصفح وطبيعته، ولا تهتم بعرض معلومات خاصة به، أو التعرف على السمات التي تميز المستخدم.

ولا يتغير محتوى الموقع للزائر، بل الوحيد الذي يغيره هو صاحب الموقع أو مسؤول النشر أو المالك.

ويعد هذا التصميم الأقدم على الشبكة العنكبوتية والبداية الحقيقية لمفهوم المواقع الإلكتروني، وظهر على يد تيم بيرنز مخترع الإنترنت.

ويعتمد هذا التصميم على اللغات التقليدية مثل: «HTML»، و«CSS»، و«XHTML».

 التصميم الديناميكي

بعد النجاح الكبير الذي حققته شبكة الإنترنت، والانتشار واسع النطاق، أصبحت الحاجة ملحة إلى إحداث طفرة نوعية في تصميم المواقع، بهدف توسيع الاستخدام، لتلبية احتياجات المتصفحين في استخدام مريح، وتتيح له ميزة التفاعل والبيع والشراء والحصول على المعلومات التي يريدها دون عناء، وهنا بدأ الحديث عن هذا النوع من التصميمات.

وينقسم التصميم الديناميكي إلى نوعين:

1- محتوى ينفذ في الموقع

ويسمح بتعديل المحتوى عن طريق لوحة إدارة المحتوى، فيمكنها إضافة وحذف وتعديل الصفحات والنصوص والصور وملفات الصور والفيديو.

وتستخدم تلك المواقع لغات البرمجة الحديثة مثل: «PHP»، و«Perl»، و«Python»، و«ASP»، و«JSP».. إلخ.

2- محتوى ينفذ عند المستخدم

هي التي تعرض محتوى يتوقف على شخصية المستخدم وسماته وتفضيلاته، وذلك عبر برمجة خاصة تتعرف على هويته، فتضع أمامه ما يريد، وظهر هذا النوع كنتيجة طبيعية للتطور وحاجة المستخدم إلى مزيد من الخدمات.

ويتم التعرف على المستخدم بعدة طرق مثل:

 المتصفح:

يتم هنا التعرف على المتصفح الذي يستخدمه والبلد الذي يسكنه، والموضوعات التي يبحث عنها عبر السجل، ونظام التشغيل.

 البرامج:

عبر استخدام تقنية «الكوكيز»، التي تتيح للمستخدم تسجيل تفضيلاته داخل الموقع، بخدمة «العرض أولاً»، وبهذه الطريقة يتاح للزائر حرية اختيار الأخبار التي يريد التعرف عليها سواء كانت «سياسية، رياضية، فنية.. إلخ».

 التسجيل الاختياري:

عبر إتاحة حسابات خاصة للمستخدمين داخل الموقع، فيقوم بتسجيل الدخول والتعرف على الموضوعات المفضلة له.

ويستخدم هنا تقنيات مثل: ««Java، و«Flash»، وغيرها بالإضافة إلى اللغات الأخرى.

ثالثًا: التصميم التجاوبي

بدأت هذه التقنية كفكرة في مقال للمصمم الشهير، إيثان ماركوت، في مايو 2010، ثم تحول إلى معيار توصي به كبرى شركات التكنولوجيا، لزيادة التفاعل مع المستخدمين.

وهو التصميم الذي يتيح عرض الموقع على أجهزة مختلفة «الكمبيوتر الشخصي، والتاب، والمحمول، وشاشات العرض.. إلخ»، ويقوم بتغيير شكله ليتوافق على مساحة الشاشات والطريقة المثلى في العرض عليها.

ويتم تغيير شكل عناصر التصميم، ليتوافق مع مساحة العرض على الأجهزة المختلفة دون الحاجة إلى إنشاء تصميمات مختلفة، فبمجرد أن يقوم المستخدم بفتح الموقع عن طريق مثلاً «المحمول» يتغير شكل الموقع تلقائيًا، ليتوافق مع الشاشة الصغيرة بشكل طولي رأسي.

أما إذا فتح الموقع عبر أجهزة الكمبيوتر الشخصي فيتم تغيير طريقة العرض بشكل عرضي أفقي.. وهكذا.

ويتم هنا، تغيير شكل القوائم الرئيسية وعناصر الموقع، وشكل الفقرات والصور وإعادة ترتيبها وحجمها، لتتماشى مع وسيلة التصفح التي يستخدمها القارئ.

أيهما أفضل؟

في الوقت الحالي لم يعد من الدارج استخدام نوع واحد فقط من التصميمات، فجميعها أصبح متشابهًا من حيث الشكل والصور والأحرف، ومن الصعب التفرقة بينهم.

كما أن مفهوم الإنترنت التفاعلي دفع المبرمجين إلى مزج الأنواع الثلاثة السابقة في تصميم واحد للاستفادة من مزاياها، فأصبحت المواقع بها صفحات ثابتة ومتحركة، وتتميز بالديناميكية والتجاوب، حتى إن التصميمات الجاهزة أصبحت تدمج بين الأنواع المختلفة للتصميم.

للتواصل:

علي التركي

مدير عام تحرير موقع «البوابة نيوز»

Ali_turkey2005@yahoo.com

مقالات تهمك:-

مبادرة لإنقاذ الصحافة الإلكترونية «1»

لماذا «جوجل» منقذ الصحافة الإلكترونية؟ «2»

لماذا تخسر المواقع الإخبارية مع «جوجل»؟ «3»

كيف تربح المواقع الإخبارية؟ «4»

الكيان المؤسسي في المواقع الإخبارية.. الفريضة الغائبة «5»

فن صناعة المواقع الإخبارية.. «التخطيط» «6»

تصور مبدئي لإنشاء موقع إخباري ناجح «7»