كعادتها كل يوم كانت قوة أمنية تابعة لقسم شرطة البساتين، تتفقد الحالة الأمنية بشوارع ودوائر القسم، ولكن تلك المرة كانت مختفلة عن كل ليلة، فبرودة الطقس فى الساعة الرابعة فجرا، كانت شديدة فى شارع النادى، ولكن تلك البرودة قطعها مرور سيارة باهظة الثمن تخطف الألباب وتسحر العيون، ولكن نظرة الضباط تختلف عن نظر غيره، حيث تفحصت عيون الرائد أحمد مختار ما بداخل السيارة، ليلمح من خلف زجاجها الملون بروز سلاح نارى وشخص ملثم بالمقعد الخلفى.
وبطريقة تعامل حذرة، تابع رجال المباحث السيارة، حيث توقفت أمام أحد فروع البنوك الشهيرة بشارع النادى، بينما ترجل منها شخصان ملثمان وبصحبتهما شخص ثالث يبدو من هيئته أنه شخصية مهمة وأجبروه على وضع الفيزا داخل ماكينة سحب الأموال، وفى لحظات حاصر السيارة قبل هروب المتهمين بها واللذين حاولا دهس القوة الأمنية، ولكن رجال المباحث نجحوا فى السيطرة على الموقف وألقوا القبض على أحدهما بينما لاذ الآخر بالفرار، وتم إنقاذ الضحية وإعادة السيارة المرسيدس لمالكها.
وأمام رجال المباحث، قال المجنى عليه ويعمل مهندس بترول: كنت عائدا من المستشفى بزوجتى المريضة بعد شعورها بالمرض ليلا، حيث نقلتها إلى المستشفى لتلقى العلاج وعندما وصلت إلى المنزل طلبت منها النزول والصعود للشقة لحين ركن السيارة، وأثناء توجهى للبحث عن مكان خال لركن السيارة فوجئت بشخص يضع «طبنجة» فوق رأسى ويفتح الباب، وفى ثوان حضر آخر وجلس فى المقعد الخلفى».
وأضاف المجنى عليه، عرضت عليهما أخذ كل ما فى جيبى وكان معى ١٧٥٠ جنيها فقط، وهاتفى، وتركى للعودة إلى زوجتى المريضة، لكنهما رفضا وقام أحدهما بوضع فوهة الطبنجة فى رأسى، وطلبا منى التوجه إلى البنك الذى أتعامل معه لسحب ما فى رصيدى من أموال، ولكن تدخل رجال الأمن السريع أنقذنى، وربما كانا سيتخلصان منى بعدها خاصة أنهما لم يستطيعان قيادة السيارة لأنها حديثة وتعمل بالبصمة.
تعود تفاصيل الواقعة بتلقى اللواء أشرف الجندى مدير مباحث القاهرة، إخطارا من المقدم على فيصل رئيس مباحث قسم شرطة البساتين، مفاده أنه أثناء مرور قوة أمنية من رجال مباحث القسم لتفقد الحالة الأمنية بدائرة القسم اشتبهوا فى سيارة مرسيدس حديثة ولاحظوا تواجد ملثمين وشخص آخر بداخلها وبمطاردتهما تمكنوا من ضبط أحد المتهمين والضحية وتبين قيام المتهمين باختطاف مهندس بترول لسرقته واقتاداه إلى شارع النادى لسحب أموال من إحدى ماكينات الصرف الآلى وبمطاردتهما تمكنوا من ضبط أحدهما بينما لاذ الآخر بالفرار، وبمواجهة المتهم الأول اعترف بارتكاب الواقعة وأرشد عن مكان اختباء المتهم الثانى وتم ضبطه وتم تحرير المحضر اللازم بالواقعة.
