على مدار الأيام الماضية، استضافت السفارة الأمريكية بالقاهرة فريق T Sisters الغنائي، ضمن برنامج الموسيقى الأمريكية في الخارج، والذي يتضمن استضافة فرق ومغنيين يقدمون فنونًا مختلفة، إلى جانب تبادل الفنانين في الولايات المتحدة وهذه الدول، حيث يعمل هؤلاء الفنانين معًا لتقديم منتج مشترك، وهو ما حدث بالفعل بين المطربتين تشيلسى جرين ودينا الوديدى عام 2017، وفريق دانجر فلو مع طارق الشيخ ومى عبدالعزيز عام 2018.
"البرنامج بدأ قبل عدة سنوات بالخارجية الأمريكية، يهدف إلى انتقاء مجموعات متنوعة من الموسيقيين يقدمون أشكال مختلفة تعبر عن الثقافة الأمريكية، وذلك عبر تقديمهم كسفراء ثقافيين إلى الجمهور في دول أخرى ذات ثقافات مختلفة، عبر تقديم الحفلات الموسيقية، والعروض التفاعلية مع الموسيقيين المحليين، وجلسات التدريب الموسيقى وورش العمل واللقاءات الإعلامية. في الوقت نفسه"؛ بهذا التقديم يقوم صمويل ويربرج، الملحق الصحفي والمتحدث الرسمي للسفارة بشرح برنامج "الموسيقى الأمريكية في الخارج" خل اللقاء الصحفي الذي أقيم مع أعضاء الفريق، لافتًا إلى أن البرنامج بدأ منذ زيارة العازف الشهير لويس أرمسترونج إلى القاهرة عام 1961، وتقديمه حفل ضخم عند سفح الأهرامات.
يُضيف ويربرج "الفكرة في هذا البرنامج هو اختيار من يقومون بتقديم أشكال مختلفة وجاذبة من الفنون من الولايات المتحدة، ويتم تقديمهم إلى الجماهير عبر البحار، وذلك لتحقيق مقاربة واندماج ثقافي بين الطرفين؛ وتعمل الخارجية الأمريكية في هذا البرنامج مع بعض المؤسسات الأهلية من أجل اختيار الفرق الموسيقية من جميع أنحاء الولايات المتحدة، من أهم هذه المؤسسات American voices project، والتي تقوم بالعديد من الاختبارات للمتقدمين من أجل المشاركة في البرنامج؛ هكذا توجد فرصة كذلك للموسيقيين هنا أو في البلاد التي تشارك في البرنامج للمشاركة في الجزء الآخر الذي يُقام في الولايات المتحدة".
يلتقط خيط الحديث آلان، وهو أمريكي من أصل كردي يُمثّل American voices project ويرافق الفريق في الجولة الحالية التي شملت مصر والمغرب، فيُشير إلى طريقة اختيار الفرق المُشاركة في البرنامج، حيث يتم اختيار المشاركين على مستوى البلاد، ويخضع هؤلاء إلى عدة اختبارات بالإضافة إلى مقابلة مع القائمين على البرنامج؛ وبعد الاستقرار على المشاركين يقوم بالاشتراك في إعداد برنامج الزيارة، يقول "تتم تصفية الفرق المتقدمة عبر الاختبارات، منها لقاءات شخصية وورش عمل وعروض حية، لنصل إلى عدد الفرق المطلوب، وهذا العام قمنا باختيار 15 فرقة للقيام بجولات في العديد من أنحاء العالم، من ضمنها T Sisters. تشمل الجولات 45 دولة خلال هذا العام يتم توزيع الفرق المشاركة عليهم، ولا يتم اختيار نمط موسيقي معين، بل الخيارات مفتوحة لكافة الأشكال الموسيقية طالما انطبقت عليها شروط المسابقة ونجح الفريق في الاختبارات".
يُشير ويربرج بدوره إلى أن الدول التي يتم إرسال الموسيقيين إليها لابد أن يُمكنها استقبال هذه الفرق "فعلى سبيل المثال لا يُمكننا إرسال فرق غنائية إلى سوريا بسبب الوضع الحالي وعدم وجود سفارة لنا هناك، على عكس مصر التي تشهد استقرارًا كبيرًا في الأوضاع الأمنية ولديها الإمكانيات اللازمة لإقامة هذه الحفلات، والجمهور المتعطش لاستقبال أشكال مُتعددة من الفنون، فنحن والحكومة والمؤسسات المصرية شركاء في هذا النجاح، ونحن لا نستطيع بمفردنا ترتيب حفلات غنائية لهذه الفرق، ما يجعل لدينا شريك مجتمعي هو مهرجان D-CAF الذي تقام الحفلات ضمنه".
ينتقل الحديث إلى الفريق، تبدأ الشقيقة الكبرى كلوي التي قدمت الفريق، حيث يقمن بالتلحين وكتابة كلمات الأغاني بالإضافة إلى العزف والغناء؛ وقالت إنها الأخت الكبرى لشقيقتيها إريكا وريتشيل، حيث تكبرهما بعام ونصف "وكلتاهما توأم بالمناسبة"، ثم تتحدث ريتشيل التي تلعب على آلتي الجيتار والبانجو، ودرست المؤثرات البصرية "بدأنا العمل معًا منذ نهاية دراستنا الجامعية وقررنا عمل فريق غنائي بعد عدة محاولات غير احترافية، ما جعلني أتخلى عن العمل في المؤثرات والعودة إلى الموسيقى". عن البداية والنشأة تتحدث كلوي التي تعزف على الجيتار والطبول "نحن من عائلة موسيقية بالأساس، فقد التقى والدانا في حفل موسيقي في سان فرانسيسكو، وعندما جئنا إلى العالم كانت الموسيقى حولنا في كل مكان، في الراديو وعلى المسجل في السيارة، وشاركنا كذلك في العديد من العروض ونحن لا نزال أطفالًا، فعرفنا كيف نقف على المسرح ونعزف ونغني".
الأخوات كلوي وإريكا وراشيل تيتيين، اجتمعن لتشكيل ثلاثي شعبي في ولايتي أوكلاند وكاليفورنيا بداية من عام 2008؛ وفي نفس العام شاركن في تأسيس "مسرح شثونيك"، الذي يُقدّم فنون أداء جماعية، واستطعن من خلال هذه التجربة تقديم عروض تمزج بين الإنتاج المسرحي الموسيقي والاستعراضات المحلية، بالاشتراك مع مجموعات أخرى من الفنانين.
عن البرنامج اللاتي يشاركن به تتحدث الأخت الثالثة إريكا، التي تعزف على الجيتار ودرست اللغة الروسية وقدمت دراسات في مشكلات الجندر -النوع الاجتماعي- في روسيا، لكنها تركت هذا العمل لتؤسس الفريق مع أختيها، فقالت إن البرنامج يُعد مشاركة هامة ومتميزة بالنسبة لهن "فنحن نحب الموسيقى والعروض والتنوع الثقافي، وهذا البرنامج أعطانا فرصة للسفر إلى بلاد مختلفة والتعرف على ثقافاتها، نحن لم نزور من قبل منطقة الشرق الأوسط أو شمال أفريقيا، لذلك فنحن متحمسين لهذا التحدي، لقد درسنا بعض الأشياء عن المنطقة ولكنها ليست كافية للتعرف على الثقافة وأنماط الموسيقى التي يتم تقديمها هنا، ومعرفة المتشابه بيننا، وكذلك التبادل الثقافي، وهو يعمل على توثيق العلاقة بين الأمريكيين أنفسهم كأفراد والجمهور".
وصفت الأخوات بأنهن يعزفن بينما تمتزج أصواتهم بسلاسة، وتتمتع كل منهن بأسلوب متميز؛ فبينما تغني كلو كلماتها التي وصفت بأنها "شاعرية وتنبع من القلب" في كثير من الأحيان بأسلوب ريفي أمريكي لطيف، فيما تعمل إريكا على نسج قصة بموقف وتثبتها بثقة وأسلوب مغنية البوب، بينما يتم تمييز أسلوب راشيل بأسلوب نابض بالحيوية من خلال أغانيها القديمة المستوحاة من موسيقى البلوز. لذا لا تقوم الشقيقات بالتلحين والغناء فحسب، بل يقمن كذلك بتأليف كلمات أغانيهن، تقول كلوي إنهن لا يعتمدن على وجود إحداهن تغني بينما تقف الأخريات في الخلفية، بل يقوم عملهن كفريق على تبادل الأدوار، وساعد في هذا نشأتهن؛ لكن اهتماماتهن المختلفة بعدة موضوعات جعلت هناك تنوع كبير في كلمات الأغاني اللاتي يكتبنها "هذا يجعل هناك الكثير من الموضوعات والأنماط التي تجذب الكثير من الجمهور ذوي الاهتمامات المختلفة".
في عام 2011 اشترك T Sisters في إنتاج أول أغنية لهن مع لاعب المندولين الشهير مايك مارشال، وعلى مدار السنوات التالية قدمن عروضًا مستقلة ومع فنانين في عدة ولايات أمريكية، كذلك شاركت كلوي وإريكا وريتشيل التمثيل في فيلم "A Prairie Home Companion لـ Garrison Keillor's"، حيث غنوا النشيد الوطني في مباراتي سان فرانسيسكو وجاينتس.
خلال زيارتهن للقاهرة وبعد زيارة الأهرامات، قدّم الفريق حفلين أحدهما في الجريك كامبس بوسط البلد، ضمن فعاليات مهرجان وسط البلد للفنون المُعاصرة D-CAF" وفي مكتبة المعادي العامة، قامت الشقيقات الثلاث بإنتاج أغنيتين بالتعاون مع المطربة المصرية شيرين عبده، والتي وصفنها بأنها فنانة موهوبة للغاية وتمتلك الكثير من الإمكانيات وذات موسيقى مميزة؛ إحدى هذه الأغنيات تم تصويرها بداخل المتحف المصري بالتحرير خلال زيارتهن له "تبادلنا المراسلات مع شيرين واستمعنا إلى العديد من الألحان التي أرسلتها لنا، وبدأ التفكير في الأعمال التي تجمعنا حتى قبل الوصول إلى القاهرة، ووجدنا التعاون معها سهلًا وممتعًا للغاية"، كما تقول ريتشيل التي أسعدها أن شيرين تُغني بالعربية والإنجليزية، وتضيف "قامت بتعليمنا بعض الكلمات العربية، وهي لغة رغم كونها جميلة لكننا وجدنا صعوبة في تعلمها في الحقيقة".
