في ذكرى يوم اليتيم، والتي تحل في الجمعة الأولى من كل إبريل، منذ عام 2003، نبرز في السطور التالية مسيرة البابا الراحل الأنبا شنودة الثالث، بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، والذي ولد وعاش يتيما.
فمع أول يوم من ميلاده، توفيت أمه، عقب ولادته مباشرة، وذلك بعد أن أصيبت بحمى النفاس خلال ولادته، وكان ذلم في 3 أغسطس، عام 1923، بقرية سلام بمحافظة أسيوط.
ونشأ نظير جيد أو البابا شنودة، وسط أسرة متوسطة الحال، وأتم دراسة التمهيدي في عام واحد ثم أمضى عاما آخر في المرحلة الابتدائية، مع إخوته في الإسكندرية، ولكنه قضى السنة النهائية في أسيوط، والتحق بجامعة فؤاد الأول، في قسم التاريخ، وبدأ بدراسة التاريخ الفرعوني والإسلامي والتاريخ الحديث، وحصل على الليسانس بتقدير (ممتاز) عام 1947، وفي السنة النهائية بكلية الآداب التحق بالكلية الإكليركية، وبعد حصوله على الليسانس بثلاث سنوات تخرج من الكلية الإكليركية عمل مدرسًا للتاريخ.
وأتضح على "جيد" تأثره الشديد بطفولته، وكونه نشأ وحيدا، فقد كان عطوفا شجنيا هادئ الطباع، وتطوع في الجيش ليعمل ضابطا برتبة ملازم، عاد الشاب "نظير" لاختيار حياة الغربة تطوعا مرة أخرى، عندما قرر الانضمام لحياة الرهبنة، وظل راهبًا في دير السريان باسم أنطونيوس السرياني، وذلك قبل أن يسيم أسقفا للتعليم، ثم بطريرك للكنيسة الأرثوذكسية.
وعقب توليه البطريركية، ظهر جليا إحساس البابا باليتامي، فأهتم بهم طيلة العام، وخصص خدمات لهم، وقدموا لهم الدعم المادي والمعني، وساعد في تأسيس دور رعاية لهم، مع توفير فرص العمل والوظائف الملائمة لهم بشكل دوري، ليعكس البابا الأب المولود يتيم، كيف انه قد طيب جراح غيره من خلال ما جُرح به، ليعمل بالمثل الذي يقول "يتيم بيجري على يتامى".
