الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

اختار الموت أمام طفليه.. قصة شاب تخلص من حياته بعد الانفصال عن زوجته.. الجيران: حاصرته الديون ووالده طرده بأطفاله.. وقرر الانتحار بإلقاء نفسه من الطابق الرابع بالخصوص

أختار الموت أمام
أختار الموت أمام طفليه.
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اختار الموت أمام طفليه وسيلة للهرب من الديون وفشله في الحصول على فرصة عمل لتوفير احتياجات أسرته الصغيرة، إثر تسلل المشكلات تباعًا إلى عش الزوجية وتوبيخ زوجته المستمر له، بسبب الضائقة المالية التي مر بها، فتحولت حياتهم إلي نيران ملتهبة عصفت بأركان المنزل، لحظات قاسية عاشها (محمد 33 عاما)، بعد أن طُرده والده من منزل الأسرة حامًلا صغاره بين ذراعيه، يتنقل بهما من منزل إلى آخر هربا من برد الشتاء القارص، فقرر الانتحار قفزا من شرفة بالطابق الرابع، أثناء تواجده بشقه نجله خالته بمنطقة الخصوص.

«كان عاوز يرتاح من الدنيا والهموم، الحمل تقل عليه ومحدش كان حاسس بيه»، بهذه الكلمات بدأ "أمير فنجري"، أحد سكان العقار الذي شهد الحادث يروي لمحرر "البوابة نيوز"، كواليس الواقعة قائلا: «محمد كان متزوجا ولديه طفلان، وكانت حياتهم تسير بشكل طبيعي، حتى حاصرته الديون من كل جانب خلال الفترة الأخيرة بسبب تركه عمله في ظروف غامضة، مشيرًا إلى أنه ظل بعد ذلك يبحث عن عمل من أجل توفير حياة كريمة لأطفاله الصغار، خاصة بعد حصول والداتهم على الطلاق، بعدما شهدت علاقة الزوجين توترًا ملحوظا على مرأى ومسمع من الجيران، لعدم تحملها الظروف الصعبة التي يمر بها الزوج، وقيامها بتوبيخه وتأنيبه طوال الوقت».
وأضاف الشاهد: «انتقل الشاب للإقامة مع والده في منزل الأسرة، بعد تدهور حالته المادية بعد خسارته لزوجته وعمله في آن واحد فكان كل هدفه ترك الأطفال مع شخص يقدم لهم الرعاية حتى عودته من البحث عن لقمة العيش، ليعود في المساء حاملا لهم الطعام والجنيهات، ظن الشاب "التعيس"، أنه قد بدأ يستعيد حياته الكريمة مرة أخرى، حتى ضربته موجه غضب عالية من والده بسبب خلافات بينهما على الميراث وفقا لرواية نجله خالته القاطنة بذات العقار، لتسفر هذه المشاحنات عن طرده من منزل والده حاملا طفليه الصغار بين ذراعيه يبحث عن مأوى يحميهم من مياه الأمطار وبرد الشتاء القارص، فقرر الذهاب لأقاربه وظل يتنقل من منزل لآخر حتى يستطيع الحصول على شقة أو غرفة صغيرة تحمي الأطفال الصغار».

واستطرد قائًلا: «قبل نحو 3 أشهر، حضرت "أم بلال"، نجله خالته الي المنطقة، واستقر بها الحال بشقة في الطابق الرابع، قطنت فيها بصحبه طفليها وزوجها دون أن نسمع لهما صوتًا فحياتهم كانت تسير بشكل هادئ، ومنذ فترة قد إليهم "محمد" وأطفاله ليقيم معهم داخل الشقة بسبب الظروف التي يمر بها، وافقت الأسرة على استضافته بصغاره، داخل مسكنهم المتواضع رافعين شعار« الناس لبعضيها»، وسارت الأمور طبيعية حتي يوم الحادث الذي بث حالة من الرعب والفزع في نفوس الجميع، فعقارب الساعة كانت قد قاربت من الثانية ظهرًا، وبعد تناولهم لوجبة الفطار وفي حضور شقيق صاحبة الشقة المدعو "عمرو" أمسك "محمد"، بكوب الشاي وتسلل نحو "الشرفة"، واستغل انشغال الجميع وقام بإلقاء نفسه لسوء حالته النفسية».
وتابع الشاهد: «تغيرت الأجواء المعتادة التي تسود أروقة المنطقة خلال ثوان معدودة فهناك جثة شخص ملقاة على الأرض، التف حولها الشباب مرتادي المقهى المجاور للعقار، في محاولة منهم لمعرفة حجم إصابته، لترفتع أصوات وعويل السيدات، ليعلم الجميع أن محمد سقط من "البلكونة".
وعلى الفور أسرعت نجله خالته للنزول على درجات السلم بأقصى سرعة للاطمئنان عليه، وعند وصولها وجهت له عتابا صغيرًا ممزوجا بصرخات عالية قائلة: «عملت في نفسك كده ليه يا محمد»، لم ينتظر الشباب حضور سيارة الإسعاف فأحضروا "توك توك"، ووضعوا المصاب بداخله وانطلقوا نحو أحد المستشفيات بالمنطقة ليخبرهم الطبيب أنه مصاب بكسور وكدمات بسيطة، وأن حبال الغسيل أنقذت حياته من الموت المحقق».