الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

في ذكرى وفاته.. ما سر ارتباط الشباب بـ"أحمد خالد توفيق"؟

أحمد خالد توفيق
أحمد خالد توفيق
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعتبر الراحل الدكتور أحمد خالد توفيق، أول كاتب عربي في مجال أدب الرعب والأشهر في مجال أدب الشباب والفانتازيا والخيال العلمي، وتعد أعماله الأدبية علامات بارزة في تاريخ الأدب ومن بينها سلاسل "ما وراء الطبيعة"، فانتازيا، سافاري"، وصدر له روايات "نادى القتال، يوتوبيا، السنجة، مثل إيكاروس، في ممر الفئران".
كما صدر له أيضًا عدد من المجموعات والقصص منها " قوس قزح، عقل بلا جسد، حظك اليوم، الآن نفتح الصندوق، الآن أفهم، لست وحدك"، وإصدارات أخرى مثل "قصاصات قابلة للحرق، اللغز وراء السطور، ولد قليل الأدب".
ترك "توفيق" ميراثا أدبيا كبيرا، لكن كيف استطاع أن يؤثر بشكل كبير في جيل كامل بهذه الأعمال، والتي جعلت قراءه يطلقون عليه لقب "العراب".
اتسمت كتابات ومؤلفات أحمد خالد توفيق بسهولة السرد، فكان يرى أن الكتابة لا يجب أن تُعذِّب القارئ أو تشعره بالهزيمة أو الفشل.
وخلق "العراب" حالة وجودية بينه وبين جمهوره، ولم يسبق لأحد تجربتها وهي أن "الكاتب والقارئ" يسيرون في الحياة ويكبرون في خط زمني واحد، ففي بداية فترة المراهقة لجيل أواخر السبعينيات والثمانينيات، ظهرت سلاسل "ما وراء الطبيعة" والتي كانت تتبع عائلة "روايات مصرية للجيب" والتي كان يصدر عنها أيضًا "رجل المستحيل، ملف المستقبل، فلاش".
ومجموعة "ما وراء الطبيعة" كانت أولى الأعمال الأدبية المصرية التي تحدثت عن الماورائيات، والخيال، وقليلًا من الرعب، وكثيرًا من الفانتازيا والتشويق، فكانت مادة خصبة ومناسبة لعمر أجيال السبعينيات الثمانينيات، من ناحية السرد السهل والقيمة العلمية.
وعندما تخطى أجيال السبعينيات الثمانينيات مرحلة المراهقة نحو الشباب أصبحت هذه الروايات شيء من النوستالوچيا المرتبطة بمراحل سنية، وكانوا يعودون لقراءتها بدافع من الحنين.
وفي فترة شباب أجيال الثمانينيات، طور "العراب" من أدائه ليواكب أعمار هذه الأجيال، وأدرك أنهم يحتاجون وجبات أكثر دسمًا وقيمة، وبالفعل تطورت مؤلفاته لتصبح أكثر ملائمة لجيل الشباب وتربع على العرش كالعادة.
ولم يقف الأمر عند هذ الحد، وتخطت هذه الأجيال مرحلة الشباب، وتغيرت الاهتمامات وأصبحوا أكثر احتياجًا للواقعية، ففاجأهم "أحمد خالد توفيق" بما يناسبهم من المؤلفات في مراحلهم السنية الجديد.
أضف إلى ذلك أن الراحل أحمد خالد توفيق كان دائمًا مشغولًا بقضايا مجتمعه وصور بعض أزماته في كتاباته، فكان يعبر عنهم وعن طموحاتهم، وكان بمثابة لسان لجيل كامل، وكانت رسالته للشباب دائمًا بجميع مؤلفاته أنهم هم الذين يستطيعون إحداث التأثير في المجتمع، وليس الكهول "العواجيز".
يذكر أنه غيّب الموت أحد الأدباء الذين طالما أثروا الحياة الثقافية، وتحولت كتاباتهم ومقولاتهم إلى أقوال مأثورة، وتحل اليوم 2 أبريل الذكرى الأولى لوفاة الكاتب الراحل الدكتور أحمد خالد توفيق، والذي شكّل رحيله صدمة لقرائه الذين لم يستوعبوا غياب "العراب" الذي شكل عقولهم خلال فترة الصبا والشباب بكتاباته التي لم تنقطع خلال 30 عامًا من العطاء الأدبي المتواصل.
وولد أحمد خالد توفيق فراج، يوم 10 يونيو 1962 بمدينة طنطا في محافظة الغربية، ودرس بجامعتها وتخرج في كلية الطب عام 1985، ثم حصل على الدكتوراه في طب المناطق الحارة عام 1997، وتوفي يوم 2 أبريل 2018.