الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"أنا من القلائل الذين عادوا بعد الموت".. كيف أصبحت كتابة العراب سببًا آخر للحياة؟

الكاتب أحمد خالد
الكاتب أحمد خالد توفيق
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"الأسلوب ممتاز ومترابط به حبكة روائية و فكرة القصة واضحة وبها إثارة وتشويق".. إمضاء : د. نبيل فاروق.
لم يكن يدرك مسئولو المؤسسة العربية الحديثة أن ذلك التقرير المقتضب المباشر الذي كان نتيجة دراسة لجنة شكلتها المؤسسة لدراسة تبني مشروع كتابة جديد للكاتب أحمد خالد توفيق سيكون بداية عهد جديد لكتابة من طراز رفيع لم تكن فقط لتساهم في تكوين جيل مختلف من القراء بقدر ما ساهمت أيضا في التجرؤ على تدشين هذا النوع من الكتابة الذي كان يعتبره الكثير من المبدعين آنذاك خروجا على الكتابة الروائية الأدبية القحة بشكها الكلاسيكي المعروف.
أحمد خالد توفيق نفسه لم ينس للدكتور نبيل فاروق أنه كان سببا في انطلاقته الأولى بالمؤسسة بعد أن عرف في البداية بسلسلة "ما وراء الطبيعة" ليصبح بعد مشوار طويل من الكتابة والحياة الأدبية المزدهرة أول كاتب عربي في مجال أدب الرعب والأشهر في مجال أدب الشباب والفانتازيا والخيال العلمي.
" كانت زيارتك رقصة من رقصات الظل، قطرة من قطرات الندى قبل شروق الشمس، لحنًا سمعناه لثوان من الدغل، ثم هززنا رؤوسنا وقلنا إننا توهمناه، وداعًا أيها الغريب، لكن كل شيء ينتهي" بهذه الكلمات التي تلخص الحياة بقسوة صريحة مضنية ودع العراب اللحن الرائع في حياته ولكنه لم يكن يدرك أنه بتلك الكلمات سيتذكره تلاميذه ورفاقه ويودعونه عندما تحل ذكرى وفاته الأولى والتي توافق اليوم الثلاثاء الثاني من إبريل.
كتب أحمد خالد توفيق ذات مرة : "يومًا ما سأقرأ كل هذه الكتب وعندها أصیر رائعًا.. المشكلة أن هذا الیوم لم يأت بعد"، بهذا الشغف الذي حملته عباراته المجنونة كان قارئ كتب العراب ينتظر أعماله بترقب لا يستطيع الكف عنه، ولا يستطيع التوقف عنه كمدمن غرق في لذة مخدر فلا ينقذه منه منقذ.
في يوم من الأيام لم يكن أحد يتخيل أن رفعت إسماعيل الطبيب العجوز المتقاعد حول ذكرياته الشخصية بسلسلة ما وراء الطبيعة وأحداثها الخارقة للطبيعة سينحت نفسه في ذهن جيل كامل من القراء الشباب ، مثله مثل عبير عبدالرحمن بطلة سلسلة فانتازيا والتي تخوض مغامرات خيالية مختلفة تقابل خلالها شخصيات تاريخية في فترات زمنية مختلفة، وفرقة سلسلة سفاري الطبية المعروفة والتي تحاول مكافحة الأمراض المختلفة في قارة أفريقيا رغم المشاكل والعقبات التي تواجهها، كما أننا لن نكف بالفعل مهما طال الزمن عن فتح "الصندوق" الذي فتحه العراب مع رفيقه القارئ عبر متتالية قصصية على ثلاثة أجزاء، تحتوي على 25 قصة رعب، أحداث رعب غامضة تدور في شقة واحدة.
لن يكف عاشقي أدب العراب عن تذكر أحداث تلك الغرفة المثيرة المرعبة بأحد فنادق مرسى مطروح "الغرفة رقم 207"، أو ذلك الكاتب الذي يعيش في قرية نائية مثل بطل "السنجة" والتي أسس فيها توفيق لرواية خليط من الفانتازيا والواقعية.
"الموت يأتي بسرعة فائقة فلا تراه قادما، ومن ماتوا لم يجدوا فرصة ليخبروا الآخرين بهذا، أنا من القلائل الذين عادوا ويمكنهم أن يؤكدوا لك ذلك"، يبدو أنك بالفعل لم تغادر الحياة، ربما لأنك تركت بكل صفحة من صفحات أعمالك الخالدة سببا جديدا للحياة.