الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

مدير معهد المخطوطات العربية: نصف التراث العربي في إنجلترا وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا.. إسرائيل تستحوذ على وثائق متصلة بحقوق الأرض

الدكتور فيصل الحفيان؛
الدكتور فيصل الحفيان؛ مدير معهد المخطوطات العربية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد الدكتور فيصل الحفيان؛ مدير معهد المخطوطات العربية، أن استضافة مكتبة الإسكندرية المعهد ليكون ضيف شرف معرض الإسكندرية الدولى للكتاب، دليل على عودة الوعى بالنسبة لأهمية التراث، وضرورة أن يكون حاضرًا عند الأجيال الجديدة، وأضاف فى حواره لـ«البوابة» أن قضية المخطوطات من أهم القضايا التى تشغل العالم حاليًا، لأنها تحمل الهوية فلا بد من الوعى بها كما تحدث الحفيان فى الحوار عن اختيار المعهد كضيف شرف للمعرض وعن حجم السرقات للمخطوطات فى الدول العربية وعن ضرورة وضع قانون خاص للمخطوطات على غرار قانون حماية الآثار، وعن المشروعات التى يقوم بها المعهد.


■ تقييمك لمعرض الإسكندرية للكتاب؟
- يعد معرض الإسكندرية فى السنوات الأخيرة حدثًا مهمًا، والأكثر حضورًا وأكثر إقبالًا، لأن الإسكندرية مدينة عريقة وكبيرة، ينبغى أن يكون بها معرض لا يقل عن معرض القاهرة.
■ ماذا عن اختيار مكتبة الإسكندرية معهد المخطوطات العربية ليكون ضيف شرف هذا العام؟
- اختيار مكتبة الإسكندرية لمعهد المخطوطات العربية ليكون ضيف شرف دليل على عودة الوعى بالنسبة لأهمية التراث، والتراث اليوم أصبح ضرورى أن يكون حاضرًا عند الأجيال الجديدة، لأن الأجيال الجديدة عزفت عنه بسبب الصورة والميديا والأضواء الجاذبة للأجيال الجديدة، ولا بد من العودة، والعودة تكون عن طريق الكتاب، والكتاب التراثى تحديدًا مهم اليوم، لأنه مرتبط بخصوصية الإنسان العربى المسلم.
■ ما حجم الكتب الموجودة فى جناح المعهد بالمعرض؟
- يوجد فى هذا الجناح الكثير من الكتب موجودة، وفى هذا معرض للصور من بعض المخطوطات وصل عدد الكتب هنا ١٨٦ كتابًا، وفى أشياء كثيرة فى العمل لا يقتصر على الكتب والمخطوطات الأخرى.
■ ماذا يقدم المعهد من مشروعات؟
- نحن لدينا مشروعات مهمة فيما تتصل بالنشر التراثى، ولكن النشر ليس هو وحده الذى نعنيه فى المعهد وحده وإنما هناك جوانب أخرى كثيرة، وبالنسبة للنشر الرقمى الإلكترونى قد تبنيناه مؤخرًا، وهذا الكلام يعرفه الباحثون المهتمون بالتراث، وهذا النشر لم يمضِ عليه وقت طويل حوالى سنة تقريبًا، ونشرنا من خلاله فى العام الماضى حوالى نحو ٤٠ كتابًا وبحثًا ومقالًا.
■ ما الهدف من مشروع النشر الرقمى الإلكترونى بالمعهد؟
- إن المشروع مهم لأنه يساعد العديد من الشباب على النشر لأن النشر اليوم بالنسبة للمهتمين والأجيال الشابة مكلف من الناحية المادية لأجل الأوراق، والأمر الثانى والأجيال المشتغل فى التحقيق تحتاج شريكًا علميًا معها ليساعدها، وهذا ما نقوم به نحن، وإحنا لا ننشر فقط وإنما نأخذ المادة العلمية من المحققين والدارسين ونعيد النظر فيها وتجعلها صالحة للنشر ثم نخرجها حتى من الناحية الجمالية والفنية ثم ننشرها، وهذا مشروع شديد الأهمية وقليل التكاليف سواء على المعهد أو على الشباب المعنيين بهذا الموضوع.
■ حدثنا عن مجلة المعهد المخطوطات العربية؟
- ومن المعروف أيضًا أن المعهد لديه مجلة متخصصة مضى عليها نحو ٧٠ عامًا تقريبًا، وهى تصدر بانتظام، وهى مجلة مهمة يعنى بها المستشرقون والباحثون العرب والمسلمون، وهذه المجلة تلاقى رواجًا، ونحن حريصون على تجديدها وتطويرها والإضافة إليها من حيث الأبواب والموضوعات، واهتمامنا بالنسبة للمجلة وغيرها بهذا الأمر، وبالأخص المخطوط بوصفه وعاء أو تراثًا، وليس فقط نصًا أو موضوعًا، ومن الأشياء المهمة بالنسبة للمعهد هى أنه جعلوا من التراث موضوعًا للدرس.


■ ما تفاصيل دبلومة فى علوم المخطوط بالمعهد؟
- وعندنا الآن دبلومة عالى خاص فى علوم المخطوط ودبلوم علوم المخطوط هذا يقبل الطلبة الحاصلون على الليسانس أو البكالوريوس فى أى تخصص، ويؤهله لمده سنتين على أربعة فصول دراسية، ويدرس كل ما يتعلق بالمخطوطات سواء من الناحية حقيقية وهو النص أو من الناحية الوعاء أو من ناحية الفنون التى يحتويها المخطوط أو من ناحية الترميم والمعالجة أو من ناحية الرقمنة أو من ناحية التشريعات والقوانين الحامية التى يجب أن تكون فى الدول العربية.
■ وما تشريعات حماية المخطوطات؟
- المعهد يهتم أيضًا بقضايا كثيرة استراتيجيًا، منها حماية المخطوطات بواسطة التشريعات، وهذه التشريعات نحن أصدرناها فى أواخر عام ٨٨ تحديدًا بموافقة وزراء الثقافة العرب وصدره قانون نموذجيًا لحماية المخطوطات لفترة طويلة من ٨٨ إلى الآن، ونحن الآن بصدد إعادة النظر فيه والتشدد فيه وتحديثه وتوزيعه واعتماده من وزارة الثقافة، وعرضه على الدول العربية لتستفيد منه أو تستفيد منه هو ذاته فى اعتماده لحماية المخطوطات.
والكلام عن التعديلات فى التشريعات فى معظم الدول العربية لديهم قوانين فى معظمها خاصة بالآثار وليست بالمخطوطات، وضبط المخطوطات غير ضبط الآثار ولذلك إحنا بنحاول التجديد أو التحديث نجعله خاصًا بالمخطوطات.
■ ما فكرة القانون الخاص بحماية المخطوطات؟
- فكرة القانون الخاص بحماية المخطوطات أن المخطوطات لها طبيعة خاصة هى ورق وليست آثارًا، لأنه بعض الدول العربية لديها حماية قانون الآثار، وأنا أريد أن يكون المخطوط كيانًا مستقلًا خاصًا بذاته، لأن له ظروفًا مختلفة، فالمخطوط يمكن أن يحمل باليد، أما الأثر فوضعه مختلف.
وكل هذه الأمور موضوع فى الاعتبار، انتهى من هذا المشروع المهم لحماية المخطوطات التى قد تتعرض لكثير من المخاطر منها السرقة والاتجار وحتى التسرب من المؤسسات الحكومية، وقد نسمع أن المخطوطة الفلانية قد اختفت من الدار الفلانية، وهذه مشكلة ولا بد من ضبط هذا الأمر وتجديد الإجراءات الخاصة بنقل المخطوطات، والنظر للمخطوط على أنه ليس علمًا فقط بل تراثًا.
■ هل معهد المخطوطات العربية اتخذ قرارًا فى وضع المخطوطات لدى الدول التى بها حروب؟
- المعاهد المتخصصة هى بيوت خبرة لا تملك القرار لفعل شيء على الأرض، بل هى تحاول أن تحافظ عليه، فمثلًا فى العراق أيام الحرب العراقية الكويتية، وهى حرب العراق على الكويت ثم الحرب العراقية الأمريكية، كنا قد نشرنا مجموعة من الفهارس خاصة بمخطوطات العراق كفهرس مكتبه عبدالوهاب نيازى فى بغداد وفهرس مخطوطات عربية فى كربلاء وفى غيرها من البلدان العربية.
وهذه الفهارس التى تصدر بتاريخ معين عليها تاريخ معين تعتبر وثائق التى تجعل هناك حجية للجهات المعنية فى هذا البلد للمطالبة بهذه المخطوطات عندما تظهر فى أماكن أخرى.
ونحن مهتمون بهذا الجانب ولذلك الباحثون ولدى الجهات المعنية لديهم يوم عربى يسمى يوم المخطوط العربى الذى يوافق الرابع من أبريل، وهو موعد يوم صدور قرار إنشاء معهد المخطوطات العربية، وهذا اليوم الآن وصلنا إلى دورته السابعة التى توافق ٣ أبريل المقبل، ونهتم فى هذا العام بموضوع وهو المخطوطات المهجرة واختارنا كلمة المهجرة وليست المهاجرة هى تعنى أنها خرجت أو مخرجه، والذى أخرجها آخرون بعضهم من أبناء التراث، وهو لضعف نفسه أو حاجة.
■ ما حجم سرقات المخطوطات؟
- ليس هناك نسب مقدره تمامًا، لكن هناك تقديرات من خلال الأرقام يعنى هناك أكثر من نصف التراث العربى المخطوط فى الخارج فى إنجلترا فى إسبانيا وفى فرنسا وإيطاليا فى روسيا وفى جميع البلدان الأوروبية فى أمريكا اسكتلندا والنرويج والسويد، وكان هناك بعثات أطلقنا عليها بعثات تهجرية عملت على ذلك منذ القرن الخامس عشر الميلادى.
والقرن الأهم هو القرن الثامن عشر، حيث هجرت مخطوطات كثيرة، وهناك وفود أخرى مجموعات كان الأطباء مثلًا وقنصل وواحد مخابرات واحد مستشرق، ويشترون هذه المخطوطات بأبخس الأثمان وينقلونها، والدول العربية كلها كانت مستعمرة كانوا يأخذون ما يشاءون ولا يوجد رصد بل نحن نعرف أن المتحف العراقى قد سرقت منه مخطوطات ولا نعرف كم كمياتها، ومكتبه الأوقاف المركزية فى الموصل الآن بها مشاكل أيضًا سرقت بعضها، وفى سوريا نفس الموضوع، وهو فى حلب فهذه مخطوطات إما أنها دمرت أثناء المعارك خلال الثورات التى حدثت، وأما أنها استولى عليها وبيعت، وهناك فى الغرب فى لندن وغيرها تبيع المخطوطات وبعض المخطوطات بملايين الآلاف وملايين الدولارات مثلًا المصحف قديم له قيمة أو كتاب قديم لا توجد منه إلا نسخة واحدة وهكذا، فهذه هى تعتبر ثروة كبيرة ليس فقط من جهة المعرفة وبالأوعية التى تحتويها وارتباطها بالتاريخ وأمور كثيرة.
واستحواذ إسرائيل على عدد من الوثائق العربية المتصلة بالحقوق فى الأرض وحقوق الوقف، ولا يمكن الوصول إليها أو الاطلاع عليها.