الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

تاجرتم بالإنسان.. فلا تتاجروا بحقوقه!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى التاسع من أبريل تمر ذكرى ميلاد أحد أكبر السفاحين فى تاريخ البشرية، وهو ليوبولد الثانى ملك بلجيكا الذى ولد عام ١٨٣٥، وحكم فى الفترة ما بين ١٨٦٥ وحتى ١٩٠٩.. والذى ارتكب أبشع الجرائم الإنسانية على مر التاريخ، حيث قتل أكثر من عشرة ملايين أفريقى أثناء الاستعمار، بالإضافة لجرائم التعذيب والقتل والحرق وقطع الأعضاء والسخرة والتجارة فى البشر، والذى كان يتم تحت دعوى «تطوير منطقة حوض نهر الكونغو»!!.. فقد أدرك هذا المجرم مبكرا الأهمية الاقتصادية الكبرى لتلك المنطقة، وأسس رابطة الكونغو الدولية لاكتشافها عام ١٨٧٦، واستطاع إحباط المحاولة الإنجليزية البرتغالية للسيطرة عليها.. وكان يحاول بكل الطرق السيطرة على الكونغو، ويستخدم الهدايا والرشاوى لإقناع زعماء القبائل الأفريقية للتنازل عن سيادتهم، أو بإجبارهم بالشدة على ذلك، ووقع بالفعل معاهدات مع بعض الزعماء الذين تنازلوا له عن أراضيهم!!.. فاعتبر الكونغو وكل من يعيش فيها ملكيته الخاصة!! وتوافقت باقى الدول الاستعمارية على ذلك من خلال مؤتمر برلين فى الفترة من ١٨٨٤ وحتى ١٨٨٥، والذى يعد أول مؤتمر استعمارى بهدف تقسيم الكعكة الأفريقية، ووضع مبادئ عامة لمنع التصادم بين القوى الاستعمارية!!.. وفاز المجرم ليوبولد باعتراف الولايات المتحدة الأمريكية ومختلف القوى الأوروبية بسيادته على دولة الكونغو الحرة، والتى بلغت مساحتها ثمانين مرة مساحة المملكة البلجيكية!!.. وقد أسس هذا المجرم شركة الكونغو للمطاط، والذى كان يبيعه إلى أوروبا بأسعار تزيد على تسعة أضعاف التكلفة، وحقق منه أرباحا طائلة، وكان يجبر شعب الكونغو رجالا ونساء وأطفالا وشيوخا على استخراج المطاط، والذى كان يتم بصعوبة شديدة ويتطلب جهدا فائقا، وكان يطالبهم بحصة معينة يوميا، ومن لا يستطع تجميع تلك الحصة يتم تعذيبه أو قتله!!..وقد أبادت القوات البلجيكية الملايين، وأحرقت القرى التى انتفضت ضد وحشيتهم!!.. ولم يكتفوا بذلك، بل قطع البجليكيون أطراف الملايين وخاصة الأيدى، ليقدموها لإثبات أنهم قتلوا من يمتنع عن العمل فى استخراج المطاط!!.. فقد كان الرصاص مكلفا، وكان القادة يخشون أن يستخدم الجنود الرصاص فى صيد الحيوانات أو الطيور، فكانوا يكلفون الجنود بتقديم الكفوف المقطوعة، مقابل عدد الرصاصات التى تم إطلاقها ليؤكدوا أنهم استخدموها فى القتل!!.. وكان عدّ «الأيدى المقطوعة» من المشاهد المألوفة فى الكونغو، التى سميت «أرض الأيادى المقطوعة».. وتحولت «الكفوف» إلى تجارة رائجة، فكان هناك من يقطعها خصيصا ليبيعها إلى الجنود الذين يعجزون عن جمع الكمية الكافية ليقدمونها إلى قادتهم، وفى هذه الحالة لم يكن قطع اليد ملازما للقتل دائما، فكان يتم قطع الكف وترك الطفل أو الرجل حيا!! ومع تزايد الطلبات الأوروبية على المطاط، كانت تتزايد أيضا القسوة والوحشية والتعذيب، حيث كانوا يطلبونه بكميات مهولة، يعجز أبناء الكونغو عن تلبيتها، فكانوا يخضعون لأقسى وأشرس أنواع التعذيب، بالجلد وقطع الأيدى وتشويه الأعضاء التناسلية، وتعذيب أبنائهم وقتلهم، وإجبارهم على اغتصاب أمهاتهم وزوجاتهم وأشقائهم أمامهم بدلا من قطع الأيدى!!..وكانوا يتظاهرون بالموت بعد قطع أيديهم حتى لا ينالوا تعذيبا أشد وتشويها حتى الموت!!.. وهناك الكثير من الصور المنشورة على الإنترنت لتلك المشاهد الوحشية القاسية، والتى كانت تتم على مرأى ومسمع من الدول الأوروبية والولايات المتحدة!!.. لم تكن هذه الجرائم أول أو آخر المذابح التى ارتكبها الغرب!!.. فحتى المستكشف البرتغالى الإسبانى فرناندو ماجلان (١٤٨٠-١٥٢١) الذى درسناه باعتباره بطلا قاد أول رحلة استكشافية حول الكرة الأرضية، ولم ندرس تاريخه الحقيقى كأحد السفاحين الذين ارتكبوا أكثر الجرائم وحشية، وحرق مئات المسلمين أحياء، حيث كان يشعل النار فى السفن التى تحمل مئات المسلمين فى طريقهم للحج، أو أثناء عودتهم!! وكان يقوم بتكسير أسنان الأسرى وقطع أيديهم وأنوفهم وآذانهم، ثم يقوم بحرقهم أحياء.. حتى قتله البطل/لابولابو أحد السلاطين المسلمين فى الفلبين خلال معركة ماكتان.. فالتاريخ الغربى ملىء بالوحشية والدموية، رغم محاولاتهم المستمرة لتزييف التاريخ، بالإضافة للمجازر التى ارتكبتها بريطانيا وفرنسا خلال تاريخهما الاستعمارى فى كافة أرجاء العالم وخاصة أفريقيا.. هؤلاء هم من يحدثوننا الآن عن حقوق الانسان، بلا أدنى حمرة خجل!!.. حتى نطلق الحرية لممارسة المثلية والإباحية والإلحاد، أو لأننا من الدول التى ما زالت تطبق أحكام الإعدام، رغم أن القصاص من القاتل هى شريعة الله، والتى وضع لها ضوابط محكمة، تجعلها لا تنفذ إذا كان هناك أى شك ولو بنسبة أقل من ١٪، لأن فى حالة الشك نطبق القاعدة الفقهية التى تقول: «لأن تخطئ فى العفو خير من أن تخطئ فى العقوبة».. ويشهد التاريخ أن مصر بلد الحضارة كانت أول من يطبق حقوق الإنسان فى أسمى صورها، وكذلك الإسلام الذى فرض على المسلمين حسن المعاملة حتى مع الأسرى فى الحروب، ووضع شروطا خاصة للتعامل بقمة الرقى مع الأطفال والنساء والمسنين وحتى مع الزروع والأشجار.. فكفاكم عنا، فأنتم من تاجرتم بالإنسان، فلا تتاجروا اليوم بحقوقه!!.. ونحن سنظل الأجدر بأن نعلمكم حقوق الإنسان!!.