الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

الحلاج صاحب الآلام وشهيد العشق الإلهي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«مالي وللناس كم يلحونني سفها.. ديني لنفسي ودين الناس للناس» ربما لم يعتبر ذلك الشخص من أكثر الشخصيات التي اختلف عنها الناس، بين أشعاره التي يتغنى بها أهل التصوف مرة، وأرباب الحب تارة أخرى، يصبح ذلك الرجل لغزًا غير مفهوم، عرف الله كما لم يعرفه أحد، الحسين بن منصور أو الحلاج، اختلف عنه في كل شئ حتى مولده، البيضاء هي مكان مولده ولكن أي بيضاء هل هي في أرض فارس أم في العراق؟ تستعرض البوابة حياة "الحلاج" وقصته في ذكرى وفاته.
كان الحلاج وما زال مصدرًا روحيًا للكثير من أبناء العرب، وكانت آرائه المثيرة، أو مقولاته الغريبة سببًا رئيسيًا في مقتله، ورغم أن البعض اختلف في ذلك البعض يرى أن مقتله علي يد الخليفة العباسي بسبب زندقته حسبما وصفوه، وآخرون يعتبروه لآرائه السياسية في ذلك الوقت.
«استهلاك ناسوتية الإنسان في لاهوتية الله» من أشعار الحلاج تستطيع أن تفهم أن الطريقة الوحيدة لإدراك للوصول للحقيقة هي إنكار الأنا ذاتا وكليةً؛ فهو يرى أن الكون بكل ما يحويه هو تعبيرًا عن الواحد وإن تعددت الأشكال، وأن العقل البشرية خاطئ لأنه يعتبر أن كل الموجودات هي أشياء منفصلة، وحسب رؤية الحلاج هي أشياء متصلة بذاتها.
اختلف الحلاج عن الكثير في تصوفه أو آرائه بالأساس، فهو كان يسعى ويرغب في الخروج من الجسد، ويجعل روحه تنطلق لمكان آخر، فكان لا يخاف الموت، فيقول مقولات غير مفهومة يتهمه البعض بالكفر وهي في باطنها وشرحها غير ذلك، حتي قيل أنه كان يقول ذلك ليدفع الناس لقتله، فعلى سبيل المثال قوله "أنا الحق" فهمه الناس أنه يدعي الألوهية، بينما حسب تفسير اللغة العربية أن ذلك يعني نفي النفس وإثبات وجود الله.
كتب الحلاج قصائده عن العشق الإلهي، ونظرًا لأسلوبه ولغته الرقيقه، وكلماته التي تمجد الآلم، وتفتدي بالروح في العشق، وفلسفته الوجودية، جذبت الكثير لقراءة شعره أو التغني بها وخاصة من الصوفيين.
انتهى المطاف بحياة الحلاج بعرضه للمحاكمة ونسبة إليه تهم الزندقة والكفر، وأمر الخليفة المقتدر بالله وزيره بإهدار دمه، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل لاحق حامد بن العباس وزير المقتدر كل من يعتنق أفكار الحلاج من أصدقائه كما ذكر ابن العبري في كتابه مختصر الدول، لتنتهي حياته على المقصلة في مثل هذا اليوم السادس والعشرين من مارس عام 922 ميلاديًا.