الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

البابا فرنسيس يشدد على التعاون للحفاظ على الوجه النبيل لروما

الاستقبال الرسمي
الاستقبال الرسمي للبابا فرنسيس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
انطلاقًا من تاريخها العريق وكونها مرجعا دينيًا، تحدث قداسة البابا فرنسيس إلى مجلس مدينة روما في بداية زيارته إلى مقر البلدية صباح اليوم الثلاثاء، وذلك ليؤكد على ضرورة التعاون والالتزام من أجل الخير العام للمدينة وسكانها ومواجهة مشاكل اليوم انطلاقا من ثقافة شكلها الإيمان بالمسيح.
وعقب الاستقبال الرسمي صباحا تحدث أولا إلى مجلس المدينة، وبدأ كلمته موجها الشكر إلى عمدة روما، فيرجينيا راجي، على دعوتها وأيضا على ترحيبها بقداسته، كما وجه التحية لأعضاء المجلس وممثلي السلطات.
وأكد البابا فرنسيس بعد ذلك أنه كان يريد منذ فترة المجيء إلى مقر البلدية للقاء العاملين هنا بشكل شخصي حاملا شكره على التعاون الذي قدمته سلطات مدينة روما لسلطات الكرسي الرسولي خلال الاحتفال باليوبيل الاستثنائي، يوبيل الرحمة، وخلال أحداث كنسية أخرى مختلفة.
وشدد على حاجة مثل هذه الأحداث للاستعداد والعمل الجيد لمسؤولي روما، هذه المدينة شاهدة التاريخ العريق والتي أصبحت عبر القرون مركز الكاثوليكية. وتوقف قداسة البابا فرنسيس هنا حديث عند روما والتي أشعت على العالم مبادئها ومؤسساتها بفضل الحكمة العملية لسكانها، هذا إلى جانب كونها مدينة قدَّرت قيمة الجمال والفلسفة والفن وأدمجتها في حضارة عُرفت بالحضارة اليونانية الرومانية.
وتابع: في هذه المدينة، وفي ظروف يصعب ألا نعتبرها مخططا، توج الرسولان بطرس وبولس باستشهادهما رسالتهما، وأصبحت دماؤهما مع دماء الكثير من الشهود الآخرين بذرة أجيال جديدة من المسيحيين. وتحدث قداسة البابا هنا عن الوجه الجديد الذي منحه الرسولان لهذه المدينة، والتي رغم الأحداث التاريخية، بمآسيها وأنوارها وظلالها، لا تزال تبرق اليوم بغنى أصرحها وأعمالها الفنية، الكنائس والقصور.
ثم أشار البابا فرنسيس إلى أن مدينة روما قد نجحت خلال تاريخها في استقبال ودمج شعوب مختلفة وأشخاص من جميع أنحاء العالم ينتمون إلى مجموعات اجتماعية واقتصادية مختلفة، وذلك بدون إلغاء الفروق المشروعة وبدون سحق التميز على صعيد الطابع والهوية، بل لقد وفرت روما لهذه المجموعات الأرض الخصبة لإبراز أفضل ما لديها وتشكيل هوية جديدة عبر الحوار المتبادل.
وتبع الأب الأقدس مذكرا بأن روما قد استقبلت الطلاب والحجاج، السياح واللاجئين والمهاجرين من مناطق إيطالية مختلفة ومن دول عديدة، لتصبح قطب جذب وربط لكونها نقطة لقاء بين شمال القارة الأوروبية والبحر المتوسط، بين الحضارتين اللاتينية والجرمانية، بين السلطات المدنية والسلطة الدينية. وأضاف قداسته أنه وبفضل قوة كلمة الإنجيل تأسس هنا الفصل، في إطار الاحترام المتبادل والتعاون من أجل خير الجميع، بين السلطات المدنية وتلك الدينية.
وتحدث البابا فرنسيس بالتالي عن كون روما مقصدا ورمزا لكل من يتوجهون إلى هذه المدينة، باعتبارها عاصمة إيطاليا ومركز الكاثوليكية، للتمتع بجمال أصرحها وآثار الماضي ولتكريم ذكرى الشهداء والاحتفال بأعياد السنة الطقسية والحج في المناسبات اليوبيلية، أو لتقديم الخدمات للمؤسسات الوطنية الإيطالية أو للكرسي الرسولي.
وتابع قداسة البابا أن روما تجبر بالتالي السلطات المدنية والروحية على الحوار المتواصل والتعاون، كما وتستدعي التحلي بقدرة إبداعية في نسج العلاقات الجيدة ومواجهة المشاكل العديدة.
وإلى جانب كون روما مستودعا كبيرا لكنوز روحية وتاريخية، فنية ومؤسساتية، فإنها مدينة يسكنها حوالي 3 ملايين شخص، واصل قداسة البابا، حيث يعملون ويدرسون، يُصلون ويلتقون، ويشكل هؤلاء فخرا وجهدا بالنسبة لإدارة المدينة وكل من يعمل من أجل الخير العام للمدينة.
ثم تحدث قداسته عن حاجة روما، التي وصفها بجسم حساس، إلى عناية متواضعة ومثابرة وإلى شجاعة خلاقة، وذلك كي لا يتردى هذا البريق وكي تضاف إلى أمجاد الماضي مساهمة الأجيال الجديدة. تحدث قداسته أيضا عن دعوة جامعة لهذه المدينة، وعن كونها حاملة رسال ومَثل بإمكانه تجاوز الجبال والبحار ليُروى للجميع، كما أن روما لكونها مقر خليفة القديس بطرس هي مرجع روحي للعالم الكاثوليكي بكامله. وواصل الحبر الأعظم أن هذه الهوية الخاصة لروما تجعل من الضروري أن تكون إدارتها قادرة على حكم هذا الواقع المركب من خلال إجراءات وموارد ملائمة، ومن الأهم أن تتماشى روما مع واجباتها وتاريخها، وأن تكون أيضا في ظروف اليوم المتغيرة منارة حضارة ومعلمة استقبال، وألا تفقد الحكمة المتمثلة في القدرة على الدمج وأن تُشعِر كل واحد بأنه مشارك بالكامل في مصير مشترك.
هذا وتوقف قداسة البابا فرنسيس بعد ذلك عند رغبة الكنيسة في مساعدة سكان روما على استعادة حس الانتماء إلى جماعة مميزة، وأشار إلى تعاون الكنيسة مع السلطات المدنية والمدينة بكاملها من خلال الرعايا والمدارس وهيئات أعمال المحبة إلى جانب عمل المتطوعين، وذلك كي تحافظ هذه المدينة على وجهها النبيل ومشاعر المحبة المسيحية والحس المدني.
أكد البابا فرنسيس أن روما تتطلب وتستحق تعاون الجميع، وأن يضع الجميع، المواطنون والقوى الاجتماعية، المؤسسات العامة والكنيسة الكاثوليكية والجماعات الدينية الأخرى، أنفسهم في خدمة الخير العام لروما وسكانها، وخاصة من هم على الهامش لأي سبب كان، مقصيين تقريبا أو منسيين ويعانون من ألم المرض والوحدة.