الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

تفاصيل القمة "المصرية- البلغارية".. إطلاق مجلس أعمال مشترك.. دعم التعاون التجاري.. وإشادة بدور القاهرة في مكافحة الإرهاب

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء، نظيره البلغاري "رومن ردايف"، بقصر الاتحادية، حيث أُجريت مراسم رسمية، أعقبها جلسة مباحثات شهدت استعراض سبل تعزيز التعاون، ومناقشة القضايا المشتركة بين البلدين.

 وفي ختام المباحثات، عقد الرئيسان مؤتمرًا صحفيًا، للرد على أسئلة الإعلاميين، وكشف تفاصيل القمة الثنائية.

وقال الرئيس السيسي: "يسعدني في البداية أن أرحب برئيس بلغاريا ضيفًا كريمًا في زيارته الأولى لمصر، والتي تأتي تتويجًا لمسار التقارب الذي تشهده العلاقات الثنائية بين بلدينا خلال الأشهر الأخيرة، حيث استقبلت في أكتوبر الماضي بالقاهرة رئيس وزراء بلغاريا لبحث سبل الارتقاء بمختلف مجالات التعاون، ونستكمل اليوم تلك المباحثات المثمرة التي تعكس الإرادة القوية لدى الدولتين في المضي قدمًا نحو تعزيز أوجه العلاقات الثنائية على شتى الأصعدة لا سيما السياسية والاقتصادية".
وأكد السيسي اعتزازه بما يجمع البلدين من علاقات تاريخية ممتدة على مدار أكثر من تسعة عقود شهدت العديد من أوجه التعاون والتنسيق المشترك، متابعًا: "هذا يؤكد قناعتنا الراسخة بتعدد فرص وإمكانيات التعاون التي تخدم مصالح الشعبين المصري والبلغاري".

مجلس الأعمال المصري البلغاري
وأعلن السيسي، إطلاق مجلس الأعمال المصري البلغاري المشترك، كأحد أهم نتائج زيارة رئيس بلغاريا إلى مصر.
وقال: "نتوقع أن يكون للمجلس مردود إيجابي كآلية أساسية لتعزيز العلاقات الاقتصادية وزيادة الاستثمارات والتبادل التجاري الذي يتجاوز حاليًا حاجز المليار دولار، وهو ما يجعل مصر الشريك التجاري الأول لبلغاريا في أفريقيا والشرق الأوسط".
وأضاف: "عقدنا اليوم جلسة محادثات بناءة، وتطرقنا خلالها لسبل تعزيز العلاقات الثنائية سياسيًا، واقتصاديًا، وعسكريًا، فضلا عن التعاون في إطار المؤسسات والمحافل متعددة الأطراف.
وأشار إلى استعراض القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، متابعًا: "أظهرت هذه المناقشات توافقًا في الرؤى إزاء العديد من التطورات وسبل التعامل مع عدد من الأزمات الراهنة من أجل التوصل إلى حلول سلمية لها، الأمر الذي يؤكد ضرورة استمرار التنسيق والتواصل فيما بيننا دعمًا لاستقرار منطقتيّ الشرق الأوسط والبلقان".

خطر الإرهاب
وأوضح السيسي، أن لقاءه بالرئيس البلغاري شهد تبادلًا للرؤى حول سبل تعزيز التعاون المشترك والتنسيق الأمني في مواجهة خطر الإرهاب، قائلًا: "أكدنا أهمية تضافر الجهود الدولية في التصدي له والقضاء عليه من جذوره".
وأضاف أنه عرض الرؤية المصرية بشأن ضرورة وضع استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب للتعامل مع مختلف جوانب تلك الظاهرة، بما في ذلك التصدي للجهات والدول الداعمة والمساندة للجماعات والمنظمات الإرهابية والمتطرفة.
وأكد أنه تطرق لأزمة المهاجرين غير الشرعيين وسبل معالجتها في إطار من المسئولية المشتركة وتقاسم الأعباء، وأوضح الجهود والمسئولية التي تقع على كاهل مصر سواء فيما يتعلق بتأمين حدودها أو استضافتها لأعداد كبيرة من اللاجئين

روابط تاريخية عميقة

وأعرب السيسي عن تقديره لمواقف بلغاريا المتوازنة إزاء التطورات الجارية بمصر، والتي تعكس تفهما واضحًا لما تواجهه القاهرة من تحديات متصاعدة في خضم الواقع الإقليمي الصعب.
وأكد اعتزاز مصر بما يجمعها ببلغاريا من روابط تاريخية عميقة، والتي تشكل أساسًا قويا للانطلاق بعلاقاتها الثنائية إلى آفاق أرحب وبما يلبي طموحات البلدين المشتركة.
واختتم كلمته قائلا: "أجدد ترحيبي بفخامة رئيس بلغاريا رومن راديف، وأشكره على دعوته لي لزيارة دولة بلغاريا الصديقة، وأن أعرب عن خالص اعتزازي بشخصه، وتطلعي للعمل سويًا لما فيه صالح بلدينا وشعبينا الصديقين".


إشادة بتاريخ وحضارة مصر
من جانبه قال "رومن راديف": إنه يريد أن يتوجه بخالص الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي، علي دعوته لزيارة البلد الجميل وكرم الضيافة الذي حظي به.
وأضاف أنه يُقدر تقديرًا عاليًا صداقة البلدين وشعبي البلدين، وتاريخ وحضارة مصر العريقة، كما يُقدر دور الرئيس السيسي في قيادة مصر للاستقرار.
وأوضح أن بلغاريا ومصر خليفات في مواجهة الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية، مُرحبًا بجهود القاهرة في سبيل توسيع الحوار مع الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي.

المشاكل الإقليمية للاتحاد الأوروبي

وأكد رئيس جمهورية بلغاريا، أن بلده من أقرب الدول الأوروبية لمصر جغرافيا، وعليها مسئوليات لإيصال صوت القاهرة بخصوص المشاكل الإقليمية للاتحاد الأوروبي، مضيفًا أن الوضع في الشرق الأوسط يحدد الأمن في أوروبا.
وأوضح أنه بحث مع السيسي عددا من الملفات التي تتعلق بالقضايا الإقليمية، وتم التوصل إلى أنه ليس بإمكان أي دولة أن تتغلب على التحديات بمفردها وإنما يجب أن نتكاتف جميعا لمواجهة التحديات.
وأشار إلى مناقشة التوقيع علي اتفاقية اللجنة المشتركة للتعاون بين البلدين ومجلس الأعمال بين البلدين، خاصة أن التبادل التجارى في السنوات الأخيرة ظل في زيادة وتجاوز المليار دولار، لكن إمكانيات الدولتين تؤهلهما لأكثر من ذلك.

التبادل التجارى 
وقال: إنه بحث مع السيسي إجراءات لتجاوز حدود التبادل التجارى للوصول للتعاون الاستثمارى والإنتاج المشترك، فكلا البلدين لديهما إمكانات ضخمة وهذه الإمكانات تؤهلهما للاستمرار  والتعاون والعمل معا.
وأشار إلى التطرق لتعزيز التعاون الصناعي والعسكري وتكليل هذا التعاون باتفاقيات جديدة، وكذا مناقشة التعاون في مجال النقل البحري والتعاون السياحي، خاصة أن كلا البلدين لديهما إمكانات هائلة في هذا المجال، كما تم بحث التعاون في الطاقة وضرورة تنويع مصادر الطاقة، ومناقشة عدد من المجالات الأخرى

التعاون الثقافي
وأوضح رئيس بلغاريا، أنه ناقش مع السيسي تطوير التعاون الثقافي والعلوم والتعليم، وهي مجالات لها آفاق أوسع، لافتًا إلى دعم بلاده لدور السيسي في سبيل إقرار السلام والازدهار بالشرق الأوسط ومنطقة شمال أفريقيا، مؤكدًا أن بلغاريا صديقًا وشريكًا لمصر.
ودعا رومن، الرئيس السيسي لزيارة بلغاريا، قائلا: "يسرني أن تلبي دعوتنا لزيارة صوفيا"، ولكم الشكر على كرم الضيافة".