في الوقت الذي فشل فيه طلاب الصف الأول من مرحلة الثانوية العامة في أداء الامتحانات التدريبية ليومين على التوالي بسبب فشل تحميل سيستم الامتحان لمادة اللغة العربية ثم مادة الأحياء عبر أجهزة التابلت وهو ما ترتب عليه حالة من الغضب بين الطلاب والأهالي الأمر الذي وصل لتنظيم مظاهرة ضد فشل نظام التابلت أمس.
ويطرح فشل النظام الجديد تساؤلات عديدة خاصة مع خروج وزير التعليم الدكتور طارق شوقي بالتصريح حول اتجاه الوزارة لحل المشكلة التي حدثت بعد امتحان اللغة العربية بسبب ما يقرب من 4 ملايين محاولة دخول على السيرفر الخاص بالامتحانات وذلك منذ الدقائق الأولى على الرغم من أن عدد طلاب الصف الأول الثانوي على مستوى الجمهورية يبلغ 650 ألف طالب.
وبالرغم من تصريح الوزير باتخاذ خطوات لحل المشكلة على غرار عمل كود لكل مادة لحل المشكلة وغلق إمكانية الدخول على سيرفر الامتحان من خارج مصر وعمل كود خاص بالمدارس الخاصة اللغات والفرنسية والإنجليزية وكود خاص بالمدارس العربية وإتاحة الامتحان على موقع الوزارة يوميا للتدريب وزيادة سعة السيرفر الخاص بالامتحانات وعمل كود موحد على مستوى الجمهورية يتغير قبل كل مادة واستمرار التجربة على الامتحانات الإلكترونية قبل الاستقرار على الشكل النهائي إلا أنه بالرغم من هذا جاء امتحان مادة الأحياء مخيبا للآمال خلال اليوم التالي لتعلن الصفحة الرسمية لوزارة التعليم عن تأجيل امتحانات التابلت التجريبية لحين حل الأزمة.
ردود فعل أولياء الأمور:
وأثارت الواقعة غضب الكثير من أولياء الأمور، فمن جانبه قال عمرو أحد أولياء الأمور انه قام بتحرير محضر شرطة ضد شركة للاتصالات ووزارة التربية والتعليم لعدم تمكن نجلته من أداء امتحان الصف الأول الثانوي بالمدرسة بسبب انقطاع خدمة الإنترنت أثناء أداء الامتحانات لافتًا إلى اتجاهه لإقامة دعوى قضائية ضد الشركة والوزارة للمطالبة بالتعويض من شركة اتصالات وزارة التعليم، قائلا "مصير أبناءنا مش هيكون لعبة في يد الهواة".
ومن جانبه أضافت إيمان، ولية أمر أخرى أنه من الأفضل عودة نظام الثانوية العامة السابق لحين تمكن الوزارة من إكمال المنظومة ولكن للأسف فالظاهر أنه لا يوجد أي رؤية حقيقية للتطوير الأمر الذي يؤذي أبناؤنا على حد قولها، مطالبة الرئيس عبدالفتاح السيسي بالتدخل لحل الأزمة.
آراء الخبراء التربويين:
وفي الوقت نفسه رصدت البوابة آراء الخبراء التربويين حول الأمر فأكد الدكتور عبدالحفيظ طايل، رئيس مركز الحق في التعليم أكد أن التكنولوجيا أداة تحتاج إلى بنية تحتية وليست عصاة سحرية نستخدمها في حل المشكلة بصورة كاملة خاصة في ظل ضعف البنية التحتية في الاتصالات داخل مصر، مؤكدا أنه كان هناك تساؤلات حول مدى تحمل شبكات الانترنت لإمكانية عقد الامتحانات منذ البداية.
ولفت إلى أن التعليم في مصر يحتاج إلى تطوير جوهري وليس تطوير شكلي متمثل في نظام مميكن، مؤكدا أن الأموال التي انفقت في التابلت وعلى استيراده كان من الممكن أن تحل مشاكل التعليم الأساسية ولكن للأسف هذا لم يحدث مع تواجد فكر ويزر التربية والتعليم الذي يرى في التكنولوجيا وسيلة من وسائل انفراجه التعليم في مصر.
بينما أضاف الدكتور كمال مغيث الخبير التربوي أن هناك العديد من علامات الاستفهام حول استخدام أجهزة التابلت من البداية، مؤكدا أنه كان من الأجدى أن يتم تجريب أجهزة التابلت على مدرسة واحدة فقط للتأكد من صلاحية التجربة وإيجابيها وقبل توريط البلاد في قروض باهظة، لافتا إلى أن هذا كله يعكس عدم دراسة الأمر من الوزارة بصورة جيدة قبل التطبيق على أرض الواقع.
رد وزارة التربية والتعليم:
وجدير بالذكر أنه كانت وزارة التربية والتعليم الفني قد أعلنت إيقاف منصة الامتحانات الخاصة بالصف الأول الثانوي أمس لاستكمال ضبط المنظومة ومراجعة المكونات التكنولوجية في المدارس
وعلق الدكتور طارق شوقي وزير التعليم على الموقف خلال تصريحات تليفزيونية له أمس قائلا إن الامتحان ليس ملزما قائلا "دي فرصة تدريبية للتعريف بنوعية الأسئلة".
