قال ميشيل خريستوس ديامسيس سفير اليونان بالقاهرة، إن مصر تعتبر أقرب صديق لنا ونتشارك نفس الحوار والتحديات والآراء في كثير من قضايا المنطقة، مؤكدا أن تعزيز السلام والاستقرار ومحاربة التطرف والأصولية والإرهاب تشكل الأولويات المشتركة في سياستنا الخارجية.
جاء ذلك في كلمته التي ألقاها الليلة الماضية في الاحتفال الذي أقيم بمناسبة العيد القومي (مرور 198 عاما على إعلان الاستقلال) بحضور الدكتور علي المصيلحي وزير التموين والتجارة الداخلية ولفيف من كبار الشخصيات والسفراء والدبلوماسيين الأجانب المعتمدين لدى مصر.
وأكد العلاقات المتميزة مع مصر والتي وصلت إلى مستوى غير مسبوق بزيارات رفيعة المستوى والتفاعل الثقافي والاجتماعي والاقتصادي على المستوى الثنائي ومتعدد الأطراف، مشيرا إلى القمة الثلاثية السادسة بين اليونان ومصر وقبرص التي عقدت في جزيرة كريت في أكتوبر الماضي.
وأفاد بأن الاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية والعودة الآمنة للاجئين إلى موطنهم الأصلي والعديد من التحديات الأخرى تتطلب المساعدة والتعاون المشترك في مختلف المجالات وعلى جميع المستويات، معربا عن إيمانه القوي بأن الأمن والاستقرار في مصر، وهي البلد التي تمتلك الإمكانيات الكبيرة والدور الريادي في الشرق الأوسط وشرق المتوسط، يعد أمرا لا غنى عنه لأمن واستقرار أوروبا بأسرها.
وأوضح أن التبادل التجاري بين البلدين شهد نموا كبيرا على مدار 11 عاما الماضية، بأكثر من 4 أضعاف حتى خلال سنوات الأزمة، مشيرا إلى أن مصر تعد المقصد الأول للاستثمار اليوناني، باستثمارات تبلغ 1.5 مليار يورو ما يوفر فرص عمل للمصريين ويمثل وجودا نشطا في الحياة الاقتصادية لمصر.
ولفت ديامسيس، إلى مشروع الناجح (إحياء الجذور) الذي جمع اليونانيين والقبارصة الذين غادروا مصر منذ سنوات عديدة مع أصدقائهم المصريين، موضحا أن نبيلة مكرم وزيرة الهجرة ووزير الشتات القبرصي ونائب وزير خارجية اليونان يزورون هذه الأيام أستراليا بهدف تعزيز التبادلات الثقافية والاقتصادية لجيل الشباب من الدول الثلاث.
وذكر أن اليونان وشعبها تحمل جهود التكيف غير المسبوق خلال الفترة من عام 2010 إلى عام 2018 حيث ارتفعت معدلات البطالة إلى مستويات عالية قبل أن تشهد تراجعا في الآونة الأخيرة، وانتهت اليونان في أغسطس الماضي من برنامج المساعدة المالية لآلية الاستقرار الأوروبي الذي استمر 3 سنوات، مؤكدا أهمية التعاون الوثيق مع الدول الأخرى المستقرة في المنطقة ومن خلال المبادرات الدولية من أجل تحقيق السلام والنمو الاقتصادي حيث وقعنا مؤخرا على اتفاقية مع مقدونيا الشمالية التي أنهت خلافا دام 27 عاما بين البلدين.
وأشار إلى أن اليونان تبنت مبادرات دولية عديدة من بينها مؤتمر ردوس للأمن والاستقرار ومؤتمر التعددية الدينية والثقافية والتعايش السلمي في الشرق الأوسط ومنتدى الحضارات القديمة، كما تعد الوجهة المفضلة للمستثمرين المصريين خاصة في مجال العقارات، حيث يشتري المصريون عقارات وشققا في اليونان التي تتمتع بمناخ البحر المتوسط مثل الساحل الشمالي في مصر.
