الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

ألمانيا وفرنسا تعتزمان إنشاء أكاديمية استخباراتية تحسبا لتداعيات "بريكست"

بريكست
بريكست
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أعطى الانسحاب البريطانى المحتمل من الاتحاد الأوروبى حافزا جديدا لتفعيل برامج التعاون الأوروبي المشترك فى مجالات التدريب المخابراتي وتنسيق الجهود لما بعد الخروج البريطانى الكبير "بريكست"، ومن المخطط بحسب البيانات الصادرة عن الاتحاد الأوروبي أن تلعب اليونان دورا قائدا في ادارة أكاديمية أوروبية جديدة للتعاون والتدريب المخابراتي سيكون مقرها جمهورية قبرص، وكلاهما من دول الاتحاد الأوروبي اذ تتمتع اليونان منذ العام 1981 بعضوية الاتحاد، أما قبرص فقد نالت العضوية عام 2004، لكن من المراقبين من يراهن على أن تجسيد فكرة إنشاء تلك الأكاديمية إلى واقع قد يصيبه التباطؤ وربما ظل حبيس الأدراج ككثير من برامج التعاون المشترك التى طرحت افكارها فى قاعات اجتماعات القمة لقادة الاتحاد الأوروبي.
ويأتى إنشاء تلك الأكاديمية المخابراتية تنفيذا لقرار اتخذته دول الاتحاد الأوروبي فى العشرين من شهر نوفمبر الماضي فى اجتماع استضافته العاصمة البلجيكية بروكسل اتفقوا فيه على تعزيز برامج التدريب المشترك للعاملين فى أجهزة الأمن والاستخبارات الأوروبية وتمهيدا لما قد يترتب على خطة الانسحاب البريطانى من الاتحاد الأوروبى "بريكست" من تداعيات محتملة على هذا الصعيد، ووفقا للتصورات الأوروبية لعمل "أكاديمية المخابرات المشتركة " الجديدة فسوف يكون عملها مرتبطا ببروتوكولات تعاون ستوقع مع أجهزة مخابرات دول الاتحاد الأوروبى منفردة، وهناك برامج خاصة للتعاون فى مجالات التدريب المخابراتى ستقوم بتنفيذها الأكاديمية الجديدة مع أجهزة مخابرات دول حلف شمال الأطلنطى من خارج الاتحاد الأوروبى وبرامج اخرى للتعاون مع اجهزة مخابرات دول أعضاء فى تكتلات اقليمية أخرى حول العالم .
فى هذا الاطار تساءلت صحيفة بلوتيكو الإيطالية عن احتمالات اتخاذ الاتحاد الأوروبى اجراءات عملية لإنشاء أكاديمية تدريب مشتركة لعلوم الاستخبارات اتفق قادة خمس وعشرين من دول الاتحاد على إنشائها أواخر العام الماضى، وقالت الصحيفة إن إنشاء تلك الأكاديمية اذا تحقق على أرض الواقع سيكون استجابة لنداءات القادة الأوروبيين عبر عقود مضت بضرورة تعزيز التعاون الدفاعى والمخابراتى المشترك بما فى ذلك تدريب الكوادر الأوروبية فى مجال الأمن والمخابرات .
وبحسب المراقبين، فقد أسهم الانسحاب المحتمل لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي فى إعادة إحياء الأمل فى تعزيز برامج التعاون المخابراتي للاتحاد الأوروبى، ومدفوعتان بالخروج البريطانى من الاتحاد الأوروبى "بريكست"، قادت فرنسا وألمانيا مساع سياسية وأمنية مكثفة لتعميق حالة التعاون الأوروبى المشترك فى مجالات الأمن ومكافحة الارهاب تحسبا لما بعد الانسلاخ البريطانى الكبير من الاتحاد.
وترفض ثلاثة بلدان من أعضاء الاتحاد الأوروبي دعم "أكاديمية المخابرات الأوروبية المشتركة" وهي الدنمارك ومالطا بالإضافة إلى بريطانيا التى طالما دعت الى تعاون اكثر قربا على اصعدة الأمن والاستخبارات فى منطقة الاتحاد وبرغم ذلك – وحتى قبل ظهور قضية البريكسيت – لم تعارض لندن طموحات التقارب الاستخباراتى الأوروبى منذ حيث المبدأ فى حد ذاته إذا كان التحفظ البريطانى على تلك الخطوة هو الخوف من تعارضها مع اتفاق التعاون الأمنى والاستخباراتى المبرمة بين الولايات المتحدة ودول غربية بعضها عضو فى الاتحاد الأوروبي في الفترة التى أعقبت انتصار الحلفاء فى الحرب العالمية الثانية، وتعرف هذه الاتفاقية باسم "اتفاقية العيون الخمسة" وهى مبرمة بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا ونيوزيلندا وكندا.
وبحسب المراقبين فقد جاءت خطوة البدء فى انشاء أكاديمية علوم المخابرات والأمن للاتحاد الأوروبى فى اعقاب قرار اتخذه القادة الأوربيون اواخر العام الماضى بإنشاء "قوة دفاع أوروبية مشتركة" وهو القرار الذى دفعت باتجاهه بقوة كل من فرنسا وألمانيا، وقد حققت برلين وباريس نجاحات دبلوماسية منذ سبتمبر من العام 2017 لحشد الموافقة اللازمة على إنشاء "قوة الدفاع الأوروبية المشتركة" وكذلك إنشاء "أكاديمية التدريب المخابراتى الأوربية المشتركة" ككيانين يعملان تحت مظلة وكالة الدفاع الأوروبية كأحد الأذرع المؤسسية لها على صعيد العمل الخارجى وهى الوكالة التى تدير 20 مشروعا للتعاون المشترك فى مجالات الدفاع والاستخبارات على مستوى الاتحاد الأوروبي.