الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

محمد توفيق: كنت أول مسئول مصري يتحدث للإعلام الغربي بعد ثورة 30 يونيو

الكاتب والسفير محمد
الكاتب والسفير محمد توفيق
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الكاتب والسفير محمد توفيق، إن الإخوان أمام معارضة عدة قطاعات بالدولة لمحاولاتهم فرض السيطرة انتقلوا من فكرة الاستئثار بالحكم إلى محاولة إدخال البلاد دوامة وصراعات دموية ما دام كان هذا يخدم مصالح الجماعة، فى تلك اللحظة بدا أنه لا يُمكن الصمت إزاء ما يفعلون، ولا يُمكن التوفيق بين المصالح المصرية الكبرى وأهداف تلك الجماعة.
وأضاف توفيق الذي كان يتولى مهام السفارة المصرية فى واشنطن خلال الفترة من 2012 وحتى 2015 في حديثه لـ"البوابة نيوز": أتذكر وقت المؤتمر الصحفى الأخير الذى أقامه محمد مرسى كنت فى مكتبى فى واشنطن التى تفصلها عن القاهرة سبع ساعات فى التوقيت وآلاف الأميال، وكنت أبدأ اليوم، وكانت أمام السفارة مظاهرة ضد الإخوان، وانتظرت حتى انتهت كلمة مرسى، ولم أُكمل المؤتمر لأننى شعرت أن لديَّ واجبًا يجب أن أشرع فى أدائه على الفور، فاتصلت بالسيد محمد كامل عمرو، وزير الخارجية وقتها، وكان قد استقال ضمن الوزراء الذين قدّموا استقالتهم اعتراضًا على أفعال الإخوان، حتى إن الحكومة لم يبقَ فيها سوى وزراء الجماعة، لكنه ظل فى إدارة الوزارة، وقال لى إن التعليمات للسفارات يتم تجهيزها، فأخبرته بأننى سأتصرف على مسئوليتي لأننى لا أستطيع الانتظار.
وتابع توفيق "خرجت لأدعوا المتظاهرين الواقفين خارج السفارة للدخول وقضيت معهم عشر دقائق، ثم تم إبلاغى بأن هناك صحفيين فى السفارة يطلبان مقابلتى، أحدهما مراسل رويترز، وأجريت لقاءين بسرعة، لأننى أيقنت أنه ولا بد من وجود عمل مُنظّم سيقوم به الإخوان فى أمريكا ولا بد من التحرك سريعًا لإظهار وجهة النظر المصرية، لأن القصة الإعلامية يجب بناؤها خطوة بخطوة، وفكرت أن الانتظار قد يعنى فوات الأوان، وكنت أول مسئول مصرى وقتها يتحدث للإعلام الغربى، واتصلت بى مذيعة شهيرة لـ«سى إن» إن أجريت معها حديثًا عبر الهاتف للاستوديو فى لندن، وطلبت من المستشارة الإعلامية للسفارة ترتيب لقاء سريع مع هيئة تحرير صحيفة الواشنطن بوست، وهو ما تم بعدها بيومين، ثم عدت إلى إجراء لقاء مطوّل فى «سى إن إن»، وخلال الأسبوع نفسه قمت بحملة إعلامية كبيرة تحدثت فيها إلى كل وسائل الإعلام الأمريكية تقريبًا".
وأضاف السفير المصري السابق "بعد اطمئنانى على الجانب الإعلامى بدأت فى إجراء اتصالات سريعة بالمسئولين فى الإدارة الأمريكية، وقمت بالتركيز فى الحديث مع الكونجرس، وأمضيت أغلب ذلك الصيف الملتهب إما مع أفراد الإدارة الأمريكية بالبيت الأبيض أو فى الكونجرس الذى كنت أقضى فيه النهار كاملًا فى بعض الأيام، وكان هدفى هو الحفاظ على المصالح القومية المصرية فى تلك المرحلة الصعبة، فقد كانت هناك أطراف كثيرة فى المعادلة السياسية الأمريكية والدولية مُعادية للموقف المصري؛ واستمر هذا حتى نوفمبر 2014، عندما التقى الرئيس السيسى بالرئيس أوباما فى نيويورك، والذى مثّل عودة العلاقات بين البلدين، وكان آخر ما حدث قبل نهاية مهمتى الدبلوماسية هو الحوار الاستراتيجى المصرى الأمريكي؛ لتجتاز مصر تلك الفترة الحافلة بالصعوبات التى تمثلت فى الهجوم الإعلامى الكبير على مصر، والتى كانت تستلزم الكثير من الردود».
ولفت الأديب والدبلوماسي السابق إلى أنه كتب العديد من المقالات والردود فى الصحف الأمريكية على مواقف سلبية تجاه الموقف المصري "كذلك كان هناك انقسام كبير فى الإدارة الأمريكية ما بين مؤيد للموقف المصرى ومتشكك فى النوايا، وكان الخلاف غير مُعلن لكننا كُنا على علم به، وكان من المهم أن نُرجّح كفة الجانب المؤيد لنا، وهى عملية دبلوماسية معقدة لكنها نجحت فى النهاية، حيث كان لابد من وجود خطاب إعلامى مصرى يقوم بترجيح الحجج التى يسوقها الجانب المؤيد للخروج برأى عام موحد تجاه مصر. 
فى الوقت نفسه كان يجب التعامل مع شخص برجماتى مثل الرئيس أوباما الذى كان يهتم للغاية بصورته الإعلامية ويُمكنه تغيير موقفه طالما وجد مصلحته فى ذلك، وهو ما حدث، فبعدما كان يتخذ موقفًا رافضًا للرغبة المصرية عاد وأشاد بها، فلم يكن ذا موقف أيديولوجى، لذلك حسم الصراع بين جناحى الإدارة الأمريكية لصالح الموقف المصري".
يذكر أن الأديب والسفير محمد توفيق ولد في 5 يونيو 1956، وحصل على بكالوريوس الهندسة المدنية جامعة القاهرة، ودبلوم فى الدبلوماسية الدولية من المعهد المصري للدراسات الدبلوماسية؛ والتحق بالخارجية المصرية عام 1983، وفى عام 1984 كان ملحقًا دبلوماسيًا في قسم المنظمات الدولية. 
عُين توفيق عام 2004 سفيرًا في أستراليا، وفى عام 2008 كان المدير العام لهيئة صندوق البناء المصري بوزارة الخارجية، وشغل منصب سفير مصر في واشنطن من عام 2012 حتى عام 2015، وأصدر الطبعة الأولى لروايته «ليلة في حياة عبدالتواب توتو»، وأصدر طبعة جديدة عن دار الثقافة الجديدة عام 2018.