الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تليفزيون البوابة

شاهد | لاعبات القوى.. بطلات يتخلين عن الدبلة من أجل الميدالية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«ينتهين من يومهن الدراسى ليهرعن إلى مراكز الشباب يتدربن بكل جدية يقضين أكثر من ٥ ساعات بين التمارين ورفع الأثقال، وتتحول تلك المراكز إلى معسكرات فى حالة الاستعداد لمسابقة أو بطولة».
إنهن بطلات مصر بالمصارعة الحرة، اللواتى تتلخص أحلامهن فى حصد أكبر عدد من البطولات ليرفعن اسم مصر، إلا أنهن لم يحصلن مقابل ذلك إلا على بضعة جنيهات ما بين ٥٠٠ و٧٠٠ جنيه من رُعاة المراكز، ورغم ذلك لم يعانين من وصفهن بـ«فتيات مسترجلات».
فاطمة: لم يتودد لى أى شاب
لم يتودد لها شاب قط منذ أن بدأت لعب المصارعة؛ فتقول فاطمة عشرى، التى لا تتجاوز ١٩ من عمرها: «منذ بدأت لعب المصارعة من ٨ سنوات، لم يتودد لى أى شاب بالمنطقة، منذ تحرش بى أحدهم لفظيًا، ولم أعِ نفسى إلا وأنا أطرحه أرضًا، ولم يتجرأ بالشكوى لأهلى، ومن يومها والناس تخشانى حتى عندما تلعب أختى الصغرى مع بنات الجيران، وتضرب إحداهن وتجرى لتختبئ بى فلا أحد يجرؤ على لومها.
لم تسلم فاطمة من بعض العبارات التى تفقدها أنوثتها، فتقول: «أعتقد أنى لم أعرف أحدا لم يقل لى إنى مسترجلة، فى أول الأمر أخذت أبكى لساعات، ولكن بعد حين أصبحت كلمة عادية أسمعها ولا أبالى، خصوصًا بعد حصولى على المركز الأول على الجمهورية لأربع سنوات، ومشاركتى ببطولة أفريقيا، وسفرى لنيجيريا، فبدأ الجميع يلاحظ أن الفتاة التى تدرس بالثانوية الصناعية، تكبر وقادرة على أن تشرف بلدها ووالديها».
ورغم أحلامها التى تكبر يوما بعد يوم إلا أنها لم تعُد تحلم بالأولمبياد، فقالت فى حسرة: «رغم الأذى المعنوى والبدنى الذى أتعرض له كل يوم من لعبى للمصارعة؛ فإننى لم أفكر قط فى اعتزالها إلا مرة واحدة، حين علمت بعدم تأهلى لبطولة أفريقيا بتونس، رغم حصولى على مركز أول، إلا أن المشرفين اختاروا أسماء معينة ولا أعلم إلى الآن على أى أساس اختاروهن؟!».
شيماء: ينعتونى بالمسترجلة
تلعب المصارعة ولم تكن تتجاوز الخمس سنوات، لتستمر وتحقق بطولات تصل إلى أكثر من ١٥ ميدالية بين أول وثانى وثالث على الجمهورية، هذا بخلاف أنها تستخدم المصارعة بشكل يومى فى حياتها، فتقول شيماء: «لم أتردد عن ضرب أحدهم إن كان يستحق ذلك فعلًا، وآخرهم سائق «توك توك» يُسبب الأذى لعجوز، ويضربه لخلاف معه على الأجرة، فأمسكت به وأبرحته ضربًا، وعندما شكانى لأبى كان من الغريب أن أبى لم يغلطنى، بل بالعكس كان شديد الفخر بى، وكأننى كسبت بطولة ما».
أما عن الأذى النفسى المحاط بشيماء من لعبها للمصارعة؛ فتقول: «لم يكف إخوتى عن كلمة مسترجلة» التى ينعتوننى بها بسبب ودون سبب، ولكننى اليوم أعشق تلك الرجولة، وتلك الكلمة تشعرنى دومًا أننى سأصبح ذات شأنٍ عظيم، وبخصوص الزواج وما تقوله أمى أننى سأبور، فأنا حقًا لم ولن أفكر بالزواج فخيرتنى مرة خالتى بين ترك المصارعة والزواج من ابنها، وإما ستزوجه من أخرى، فلم أرد عليها وتركتها جالسة مع أمى وذهبت لتمرينى، أما بخصوص الأذى البدنى، فلم أعد أبالى به كثيرًا فآخر بطولة كُسر فيها ذراعى، وانتهت البطولة صفر/ صفر، فأعلنوا فوز منافستى طبقًا لقوانين اللعبة، وقاموا بتجبير ذراعى، لم يمر يومان وجلبت منشار والدى وقمت بفك الجبيرة رغم أن الجرح لم يندمل بعد، ولكنى لم أتحمل ليومين دون تمرين».
مريم: أدافع عن نفسى
كانت قصة دخولها عالم المصارعة غريبة، فدخلت «مريم نصر» فى عراك مع إحدى زميلاتها، وبالفعل كسبت الكثرة شجاعتها، وعانت لفترة من ضعف بنيانها، فقررت لعب الكاراتيه لتتمكن من الدفاع عن نفسها واستعادة كرامتها، فتقول: «لعبت كاراتيه لشهور، ولكننى كنت أشعر بملل، ولم أحصد فى تلك الشهور أى شىء، فأقترح على خالى لعب المصارعة، وبالفعل شعرت بانجذاب غير طبيعى لها، وكأنها بها شىء يدفعنى نحوها، فحصلت على المركز الأول على الجمهورية لمرة، والثانى لمرتين، والثالث لثلاث مرات، والآن قادرة على الدخول فى أى عراك إن استدعى الأمر ذلك».
خلود علام: مدينة للمصارعة بحياتى
رغم ضغط والديها عليها لتعتزل المصارعة حتى لا يعيق ذلك خطبتها من ابن عمها، فإنها فضلت الاستمرار وعدم الانصياع لأوامر والديها تلك المرة لتصبح خلود علام بطلة أفريقيا لعام ٢٠١٨، وبطلة الجمهورية لأكثر من ١٥ مرة، فتقول: «رغم دراستى بأكاديمية الضيافة الجوية؛ فإن ذلك لم يجعلهم يغضوا طرفهم كونى لاعبة مصارعة، بأول المطاف أخذت أبالغ فى وضع مستحضرات التجميل لأثبت لهم عكس ذلك، ولكن لم أتمكن من الاستمرار فى ذلك كثيرا، وعدت بطبيعتى، وأصبحت أرد عليهم «مسترجلة أفضل من مسهوكة»، فأنا مدينة للمصارعة بحياتى فلولاها لكنت خسرت حياتى منذ ثلاث سنوات، عندما كنت عائدة من درس الجغرافيا فى الحادية عشرة مساءً، وقام رجل بمطواة بتهويشى، وطلب منى إما أن أركب معه التوك توك، إما سيشوه وجهى فضربته، وأخذت منه المطواة وهرعت هاربة».
هدى: خيرنى بين الخطوبة أو البطولة فتركته وذهبت للتمرين
تركت حبها الأول فداء للمصارعة، لم يكن مجرد شخص عابر، بل حب دام لعدة سنوات، وتركته فى برهة أول ما وضع لها خيارين، إما هو أو المصارعة، لم تفكر كثيرًا فذهبت وتركته وسط الطريق حتى لا تتأخر على تمرينها، لتصبح هدى الحسينى بعدها بطلة الجمهورية لعدة سنوات متتالية، فتقول هدى: «كان يخبرنى بغيرته علىّ من زملائى الشباب، وكذلك من مدربى، فكان يقول: كيف تسمحين لهم بلمس جسدك حتى ولو على سبيل التمرين، فتركته واخترت طريقى، الذى سأواصل فيه حتى النهاية، ولدى استعداد على خسارة أى شىء مقابل الاستمرار بالمصارعة، ونعم أنا مسترجلة وفخورة بذلك».
عمرو خلف: «المصارعات شرسات ولكنهن بكامل أنوثتهن»
يستنكر كابتن عمرو خلف، مدرب المنتخب الوطنى للفتيات، كل من ينعت بطلات مصر بأنهن فتيات مسترجلات، قائلًا: «هؤلاء الفتيات هن بطلات وفتيات بكامل أنوثتهن، وأن من ينعتهن بتلك الكلمة لسن سوى فتيات أيضًا، ولكنهن غير قادرات على الوصول إلى ما وصل إليه هؤلاء، فليس هناك فتاة تلعب أى لعبة قوية، ولم تُنعت بهذا اللفظ المُشين، والذى يكون له تأثير سلبى عليهن بالتأكيد، فهناك الكثيرات قد قررن اعتزال تلك اللعبة، ولكنى تمكنت من إقناع البعض، بل وإقناع ذويهم، وتراجعن عن ذلك القرار، ولكن هناك أخريات تأثرن بتلك الكلمة فاعتزلن، بالإضافة إلى أنها كانت رغبة والديهن أيضًا، فتركوا المصارعة رغم اكتمال جميع مواصفات البطلات الألمبياد لديهن».