كشف المهندس محمد إبراهيم حجاج، بالشركة المصرية للغازات الطبيعية «جاسكو»، عن تقنية «الميكروترباين» التى تندرج تحت «الجيل الموزع»، وهى وحدات فى ارتفاع الثلاجة المنزلية تقريبًا، يمكنها توليد طاقة بشكل متوسط من ٢٥ كيلو/وات وحتى ٢٠٠كيلو/وات، يتم تجميعها فى مجموعة لتعطى قدرة ١ جيجا/وات، ويمكن تركيب عدد من الوحدات تعمل بالتوازى لتحقيق القدرات الأعلى.
وأوضح خلال ورقة العمل التى استعرضها بمؤتمر «كفاءة استخدام النفط والغاز»، أنها تعتبر بديلا عن محطات الكهرباء، وتتميز بأنها تعمل طوال العام باستمرار ودون توقف، وأول توقف لها بعد ٨٠٠٠ ساعة عمل، أى بعد ٣٣٣ يوما تقريبا، كما تعتبر وحدات صديقة للبيئة، نظرا لانخفاض التلوث الصادر من عوادمها، وهى عديمة الصوت تقريبا ولا تصدر ضوضاء، يمكنها العمل بجميع أنواع الوقود وخصوصا الغاز الطبيعي، أو الغاز العضوى الناتج من تقنيات إنتاج غاز الميثان من المخلفات العضوية، ورخيصة التكاليف فى البناء والتشغيل، مقارنة بوحدات الطاقة العادية وسهلة التصنيع لاحتوائها على أجزاء متحركة قليلة.
ولديها عمر تشغيلى طويل وتتطلب صيانة منخفضة جدا طوال الفترة التشغيل، تكون جاهزة للعمل بعد ١٠ دقائق من بدء التشغيل، تنتج مقدارا ضخما من الطاقة مقارنة بحجمها، تتطلب حيزا صغيرا جدا ويمكن وضعها فى أى مكان، مما يسهل تأمينها وصيانتها، يمكن لهذه الوحدات العمل فى مجموعات أو بشكل مستقل، نظرا لارتفاع كفاءتها فهى تستخدم وقودا أقل، وهو ما يعنى انبعاثات أقل من العادم، ويتراوح سعرها بين ٣٠ و٢٥٠ ألف دولار حسب القدرة.
وتابع، أن كفاءة وصول الكهرباء من محطات التوليد إلى المستهلك فى مصر، تصل من ١١٪ إلى ٢٠٪، حيث إن كفاءة التوليد فى حدود ٣٠٪ ويتم فقد ثلثيها فى شبكة نقل وتوزيع الكهرباء، أى أن كل ١٠٠ وحدة طاقة من الغاز الطبيعى يتم استخدامها فى محطة الكهرباء يحصل المستهلك على ١١ إلى ٢٠ وحدة طاقة كهربية، وتصل كفاءة الوحدات إلى ٣٣٪ طاقة كهربية بالإضافة إلى ٤٧٪ طاقة حرارية مستردة من العادم تستقدم لتسخين المياه أو تحويلها من خلال مبادل حراراى لمياه مبردة، تستخدم فى أجهزة تكييف الهواء المركزية وهو ما يوفر الطاقة الكهربية المستهلكة فى تكييف الهواء بالمنشآت والمجمعات السكنية والتجارية.
ويعتبر هذا المشروع مدعما لإنتاج الكهرباء فى مصر، ويفيد فى خفض استهلاك الغاز الطبيعى بنسبة ٥٠٪ وحصول المستهلك على طاقة كهربية مجانية بعد عشر سنوات، وتكلفته على الدولة تساوى صفرا، حيث يقوم بالتنفيذ من خلال القطاع الخاص، وتوجد تجارب كثيرة عالمية فى كثير من مدن العالم، لتغذية الشركات والفنادق والمصانع والمزارع وحتى السفن والسيارات باستخدام هذه التقنية.
وأشار «حجاج» إلى أن متوسط استهلاك شقة كبيرة عند عمل التكيفات والأجهزة حوالى ٦.٥ كيلو وات، علما بأن العداد ثلاثى الأوجه ١٠ كيلو وات، وبالتالى فإن استهلاك عمارة مكونة من ١١ طابقا وعدد ٤ شقق فى كل طابق هو ٢٨٦ كيلو وات، على أن يكون المبنى مزودا بالغاز الطبيعي، مع ملاحظة أنه يمكن لهذه الوحدات العمل بجميع أنواع الوقود، وبالتالى فإن استخدام وحدتين بطاقة ٢٠٠ كيلو وات، يوفر ٤٠٠ كيلو وات، وهو ما يزيد على حاجة المبنى بالكامل، ويغذى الشبكة بالمزيد من الطاقة.
وتابع: لذلك فإن تركيب وحدتين لكل مبني، بالتقسيط مع البنك على ١٠ سنوات، سيثبت سعر الاستهلاك الكهربائى من خلال دفع أقساط شهرية، هى سعر الوحدات وليس سعر الكهرباء بعد الـ ١٠ سنوات من دفع الأقساط، ويحصل المستهلك على كهرباء رخيصة جدا طبقا لناتج فرق استهلاك الغاز الطبيعى وما تم بيعه لشركة الكهرباء، هذا فى حالة الأبراج القديمة، أما الأبراج الجديدة فيتم تصميمها وبيعها على أساس أنها مزودة بهذه التقنية، التى توفر للدولة ما يزيد على ٥٠ ٪ من استهلاك الغاز الطبيعى اللازم لتغذية المنشآت الحالية أو المستقبلية التى سوف تستخدم هذه التقنية.
وأوصت ورقة العمل التى قدمها «حجاج» بإنشاء شركة مصرية بالشراكة بين وزارة البترول والثروة المعدنية وبين وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، لتركيب وتغذية الاستخدامات المنزلية والمدن الجديدة، بتقنية وتركيب وحدات «الميكروترباين» وإنشاء وحدات إنتاج الغاز العضوى فى مناطق التجمعات السكنية، واستخدام الغاز العضوى فى توليد الكهرباء من تلك التقنية.
