السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

"الحصري".. حامي حمى القرآن

الشيخ محمود خليل
الشيخ محمود خليل الحصري
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حملت النسخة السادسة والعشرون من مسابقة الأوقاف الدولية للقرآن الكريم، التي تنطلق اليوم السبت، وتستمر على مدار الأسبوع الجاري، اسم "الشيخ محمود خليل الحصري" كأحد أشهر أعلام التلاوة في مصر والعالم الإسلامي، وأشهر قارئي القراءات العشر، وواحد ممن خلدوا أسماءهم بأحرف من الذهب، ليبقى علمًا من أعلام القرآن وأشهر من أتقنه على مدار الأعوام الماضية، ويحفظ لنفسه مكانة بين معلمي الأجيال التالية التي ستبقيه أستاذًا ومعلمًا رغم الرحيل. 
يلخص الشيخ رؤيته حول ترتيل القرآن بقوله: "إن الترتيل يجسد المفردات تجسيدًا حيًا، ومن ثم يجسد المدلولات التي ترمى إليها المفردات، وإذا كنا عند الأداء التطريبي نشعر بنشوة آتية من الإشباع التطريبي، فإن الترتيل يضعنا في مواجهة النص القرآني مواجهة عقلانية محضة، تضع المستمع أمام شعور بالمسؤولية".
ولد الشيخ الحصري في السابع عشر من سبتمبر لعام 1917، بقرية شبرا النملة مركز طنطا محافظة الغربية، أتم حفظ القرآن وتجويده في سن الثامنة ليعد أصغر طفلٍ حفظ كتاب الله، التحق بالأزهر الشريف وتعلم القراءات العشر وأخذ شهاداته في علوم القراءات. 
فى عام 1944 تقدم الحصرى إلى امتحان الإذاعة وكان ترتيبه الأول على المتقدمين للامتحان، وعين بعدها فى عام 1955 قارئا للمسجد الحسينى بالقاهرة، ثم تم تعيينه فى عام 1957 مفتشًا للمقارئ المصرية، وفى عام 1958 تخصص فى علوم القراءات العشر الكبرى وطرقها وروايتها بجميع أسانيدها، ونال عنها شهادة علوم القراءات العشر من الأزهر الشريف، وتم تعيينه عام 1959 مراجعًا ومصححًا للمصاحف بقرار من مشيخة الأزهر الشريف. ويعد الشيخ الحصرى أول من سجل المصحف المرتل فى أنحاء العالم برواية حفص عن عاصم فى عام 1961، وظلت إذاعة القرآن الكريم تقتصر على صوته منفردًا حوالى عشر سنوات، وتم اختياره عام 1966 مستشارًا فنيًا لشئون القرآن الكريم بوزارة الأوقاف، واختير فى نفس العام رئيسًا لقراء العالم الإسلامى بمؤتمر « اقرأ» بكراتشى فى دولة باكستان.
أول جامعٍ للمصحف
كان للشيخ قدره ومكانته في الحفاظ على قدسية كتاب الله ومواجهة اللحن والتحريف، ليتصدى لمحاولات اليهود تحريفه، وذلك أثناء تواجده بدولة الكويت فى عام 1961 تم اكتشافه تحريف بعض آيات القرآن الكريم، ليقوم بعدها بجمع القرآن، جمعًا مسموعًا لم يسبقه إليه أحد، من خلال تسجيل القرآن فى الإذاعة للمصحف المرتل برواية حفص عن عاصم، وبرواية ورش عن نافع عام 1964، وبرواية قالون، والدورى عن أبى عمرو البصرى، والمصحف المعلم عام 1969، والمصحف المفسر عام 73، ليصبح أول من موثق للقرآن صوتًا بعد أن توثيقه كتابة في عهد عثمان بن عفان. 
من أبرز مؤلفات الشيخ الحصرى "مع القرآن الكريم، وأحكام تلاوة القرآن الكريم، والقراءات العشر من الشاطبية، أحسن الأثر فى تاريخ القراء الأربعة عشر، معالم الاهتداء فى الوقف والابتداء، رواية ورش عن الإمام نافع المدنى، نور القلوب فى قراءة الإمام يعقوب، السبيل الميسر فى قراءة الإمام أبى جعفر، رواية الدورى عن أبى عمرو بن العلاء، رواية قالون عن نافع، فتح الكبير فى الاستعاذة والتكبير، رحلاتى فى الإسلام".
أول قارئ بالكونجرس
جعله القرآن مقصدًا لعديد من الدول العربية والإسلامية، لتطأ قدماه العديد من أراضيها وفي مقدمتها روسيا، الصين، سويسرا، أمريكا وكندا، وغيرها ليصدع بآيات الذكر الحكيم، وبالرغم من تلك الرحلات فإنه عرف بقارئ الكونجرس، حيث يعد القارئ الوحيد الذي قرأ القرآن في البيت الأبيض الأمريكي بحضور الرئيس الأسبق للولايات المتحدة جيمي كارتر.
رحيله
رحل الشيخ الحصري فى 24 من نوفمبر لعام 1980م، بعد تمكن مرض القلب منه، وحرصه على الإشراف بنفسه على بناء مسجد ومعهد ديني ومدرسة لتحفيظ القرآن بقريته شبرا النملة، حيث نصحه الأطباء بعد عودته من رحلة إلى المملكة العربية السعودية مريضًا، بضرورة نقله إلى معهد القلب إلا أنه رفض، مرددًا: الشافي هو الله، قبل أن يلقى ربه مساء الاثنين 16 المحرم عام 1401 هجرية، ليوصي قبل رحيله بتخصيص ثلث تركته للإنفاق على مشروعات البر والخير.