الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"ذاكرة الكتابة" تعيد مسيرة سعد زغلول للأضواء

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحتل ثورة الشعب المصري عام 1919 موقعا مهما في سجل تاريخنا الحديث والمعاصر، وكذلك يأتي موقع زعيمها في التاريخ والثقافة المصرية.
وفي إطار الاحتفاء بالذكرى المئوية لثورة 1919، أعادت الهيئة العامة لقصور الثقافة في مشروعها "ذاكرة الكتابة" إصدار كتاب "سعد زغلول وثورة 1919" للدكتور عبدالخالق لاشين في عددها رقم 211، منوهة إلى أنه "نظرا لأهمية ثورة 1919 في حياة المصريين نعيد نشر أبرز الكتابات التي تناولتها بالرصد والتحليل، لاسيما ونحن نحتفل بمرور مئة عام على هذه الثورة التي ألهمت شعوب العالم الساعية للتحرر من قيد الاحتلال البغيض بالعديد من الدروس في العمل الوطني والسياسي". 
ومن بين ما حظيت به هذه الثورة من العديد من الدراسات والكتابات الي سبرت غورها ودرست إرهاصاتها وتفجرها وكذلك أثرها على شتى مناحي الحياة في مصر، كان كتاب الدكتور عبد الخالق لاشين لافتا في موضوعه ومنهجه العلمي في دراسة المسار السياسي لزعيم الثورة. 
والكتاب يستعرض جوانب تفكير الزعيم سعد زغلول عبر رحلة في السياق السياسي والمجتمعي الذي بزغ فيه نجمه قائدا للجماهير المصرية، منذ الفترة التي سبقت الحرب العالمية الأولى وحتى وفاته. 
وأنجز الدكتور لاشين كتابه كرسالة دكتوراه في التاريخ الحديث في يونيو 1973 ونشر طبعتها الأولى. وفي تقديمه للدراسة المنشورة أكد أحمد عبد الرحيم مصطفى "التزم لاشين المنهج العلمي في دراسته عن سعد زغلول: الدراسة السابقة التي انتهت عند عام 1914 وهذه الدراسة التي تكمل الصورة حتى وفاة سعد في عام 1927".
وأشار إلى أن "المنهج العلمي يرتضي كشف الأخطاء لا تبريرها – وقد كان سعد أعظم من مبرريه لأنه كان يعترف بخطئه علنا حين كان الوضع يحتم عليه مكاشفة الجماهير التي وثقت فيه". 
وقسمت الدراسة لتمهيد حول "مصر عند مطلع الحرب الكبرى" (الأولى) أعقبته فصول الكتاب الأول عن سعد زغلول خلال فترة الحرب وموقفه من الحركة الوطنية (1914- 1918).
ثم أعقبه الفصل الثاني حول "سعد زغلول وتكوين الوفد المصري" والفصل الثالث سعد زغلول وقيادة ثورة 1919 وزعامة الأمة المصرية الذي ينقسم بدوره إلى الفترة من مارس 1919 حتى يونيو 1920، ثم الفترة من يونيو 1920 حتى يناير 1924. 
وفي الفصل الرابع: سعد زغلول رئيسا للوزارة (يناير – نوفمبر 1924) تأتي ذروة حياة سعد باشا السياسية حيث وصل إلى الحكم مطبقا ما كان يدعو إليه خلال رحلته في تكوين الوفد المصري. 
ولم يتوانى سعد زغلول عن استغلال مهارات السياسية المصقولة بتاريخ كبير عن مزاولة العمل حتى بعد خروجه من الوزارة وهو ما أوضحه الدكتور لاشين في الفصل الخامس: قيادة سعد زغلول للحركة الوطنية بعد تخليه من الحكم (نوفمبر 1924 – أغسطس 1927).
والكتاب في مجمله رؤية ثاقبة للحياة السياسية في تلك الحقبة الرائدة التي خلفت أثرا عظيما على كافة مناحي الحياة المصرية ورسمت معالم تاريخ مصر الحديث.. كما إنه إضاءة لشخصية تاريخية قل ما جادت الحياة السياسية المصرية بأمثالها في العزم والمثابرة والسمات الفريدة لرجل مصري عصامي شكل مع رواد من أقرانه مفهوم الوطنية المصرية.