ربما لا يشعر بفائدته إلا المحرومين منه في الصحاري والأماكن الجافة والنائية، إنه الماء، الذي نلجأ إليه قبل أي شيء بعد ساعات قليلة من العمل الشاق، وبمجرد سماع أذان المغرب بالنسبة للمسلمين الصائمين في شهر رمضان، ونظرًا لأهميته في حياة كل شخص، وعدم قدرتنا على الاستغناء عنه، خصصت الأمم المتحدة اليوم 22 مارس من كل عام، كيوم عالمي لذلك المركب الذي يغطي أكثر من 70% من سطح الأرض.
بدأت الفكرة عندما شاع تصريف المدن والمصانع فضلاتها في البحيرات والأنهار، بجميع أنحاء العالم، ما تسبب في تلوث كميات كبيرة من المياه، وبدأت العديد من المدن البحث عن مصادر جديدة للماء، بدلًا من تلك التي تم تلويثها، وأدي نقصان الماء في بعض الأماكن إلى تهديد حياة كل شئ حي "نبات، حيوان، إنسان"، وفي هذا الإطار خصصت "الأمم المتحدة" ذلك اليوم للحد من تلوث المياه واستخدامها على الوجه الأمثل، فقد تمتلك بعض البلاد كميات كبيرة من المياه ولكنها تفتقد خزانات المياه الكافية وأنابيب توزيعها التي تفي باحتياجات الناس في الأجزاء المتفرقة منها، مما يحرمهم من استخدام تلك النعمة التي وهبها لهم الله.
وفي الواقع تم تخصيص اليوم للتشديد على أهمية الحد من تلوث المياه وكذلك كيفية استخدامها الاستخدام الأمثل، لتعود علينا فائدة هذه النعمة التي لا تقتصر أهميتها علي الشرب فقط، بل تدخل في الصناعة والزراعة ونأكل منها الأسماك، ويرى العلماء أن كميات الماء الموجودة على الأرض في هذه الأيام هي نفسها التي كانت موجودة في السابق والتي ستظل وتبقى للمستقبل، وكل قطرة ماء نقوم باستعمالها سوف تجد طريقها إلى المحيطات، وهناك ستتبخر بفعل حرارة الشمس، ثم تعود فتسقط على الأرض ثانية على هيئة مطر، لذلك لابد أن نخطط جيدًا في كيفية الاستفادة منه بدلًا من إهداره وتلويثه.
