الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

رسائل إلى مجلس الصحفيين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بترحاب كبير استقبلت الجمعية العمومية للصحفيين، وكذلك الأوساط السياسية والبرلمانية، والشعبية، انتخاب الكاتب الصحفى الكبير، ضياء رشوان، لمنصب نقيب الصحفيين رقم ٢٢ بمصر، واختيار ٦ أعضاء بمجلس النقابة فى انتخابات التجديد النصفى قبل أيام، بعد حيازتهم ثقة الأغلبية من أعضاء الجمعية العمومية للنقابة.. وما أن ظهرت مؤشرات النجاح حتى انهالت التهانى على النقيب الجديد والأعضاء، بشكل عام من مصادر عدة، مؤكدة أن النقابة، التى تمثل قلعة الحرية فى مصر، ضربت المثل والقدوة فى الديمقراطية فى أروع صورها، بعد المنافسة الانتخابية الشفافة على سمع وبصر العالم أجمع، بإعتبارها حصن الرأى والحريات العامة والشخصية، وهى أحد أهم القوى الناعمة فى البلاد، وأكثرها تأثيرًا فى الرأى العام.
الترحيب بـ«رشوان»، ومجلسه، يأتى لما يتمتعون به من خبرة وكفاءة ومهنية، آملين أن يعملوا متحدين وغير متنازعين، حتى لا يفشلوا، فى إصلاح حال نقابة الصحفيين، وأن يبذلوا الجهد كى تعود لدورها المهنى، وخدمة الجماعة الصحفية، وتحسين أحوال المجتمع والارتقاء فكريا وثقافيا وعلميا به، وكذلك إصلاح أحوال المؤسسات الصحفية، وينتظر نقيب الصحفيين الجديد ومجلسه، تحديات ضخمة وقضايا كثيرة، ينبغى حسمها فى أسرع وقت، واتخاذ قرارات فورية بشأنها.
«ضياء رشوان»، ومجلس النقابة، بعد تشكيله الجديد، مطالبان بتحقيق آمال وطموحات شباب الصحفيين وشيوخهم، الذين أرهقهم حال النقابة المتراجع منذ سنوات، ويتطلعون لغد أفضل، ووضع حلول عملية ومنطقية لمشكلاتهم ومشكلات المهنة.
الآمال كبيرة والإمكانيات قليلة، وهذا هو أصل المشكلة، فضلا عن أن النقيب الجديد، مطالب بتعديل قانون النقابة، الذى مر عليه الدهر حتى «أكل عليه وشرب»، ويحتوى على عبارات من التاريخ وغير دستورية، مثل: الاتحاد الاشتراكى، والإرشاد القومى، فليس معقولا أن نظل حتى الآن أسرى لقانون «عجوز» صدر فى السبعينيات من القرن الماضي، ولم يعد يصلح للعصر الحديث بما اشتمل عليه من تكنولوجيا، ووسائل اتصال حديثة، وفضائيات، مع التدريب الدائم والمتكرر لشباب الصحفيين، وتنميتهم بشريا، للاطلاع على أحدث الوسائل وطرق المعالجات الصحفية، فضلا عن الكتابة وفنونها واللغات والثقافات المختلفة، لكى يكون قادرا على قراءة الأحداث محليا ودوليا بشكل صحيح، وتنفيذ تكليفات الجمعية العمومية الأخيرة بشأن التصدى للكيانات النقابية الموازية التى تقتنص جزءا من دور النقابة، وهى كيانات عمالية فى الأساس وليس لها علاقة بالمهنة ويتم انتحال صفة صحفى، وتدعو الجمعية العمومية، لعدم منح أعضاء هذه الكيانات أية مزايا، وأن تتم معاقبتهم وفقا لقانون النقابة بالسجن والغرامة.
كما أن الأستاذ «ضياء رشوان»، ومجلسه، مطالبان أيضا، بتوفير الخدمات العامة للأعضاء، مثل تطوير مشروع العلاج، وزيادة موارده وميزانيته، وزيادة البدل والمعاشات، بشكل يضمن حياة كريمة للصحفيين وأسرهم، وإنشاء مستشفى للصحفيين، وناد اجتماعى ورياضى يليق بهم، واستغلال موارد النقابة، بشكل اقتصادى واستراتيجي.
كما أنه من أهم المهام التى ينتظرها الصحفيون، من «رشوان»، هى الحفاظ على النقابة العريقة التى يمتد عمرها إلى ٧٧ عامًا، وتحديدًا منذ ٣١ مارس ١٩٤١، وبالتالى الحفاظ على أمن وحرية وسلامة الصحفى، واستقراره الحياتى والمعيشي، والتأكيد على حرية الكلمة والدفاع عنها وحق الصحافة فى أن تكون شريكا فاعلا فى إدارة الواقع، من أجل تأدية الصحفى لرسالته على أكمل وجه خدمة لوطنه وشعبه وأمته.
وفى هذه المرحلة الحرجة، والأخطر فى تاريخ الصحافة، والتى تشهد فيها معركة تكسير عظام، من وسائل إعلام غير تقليدية، دخلت للساحة بشكل مفاجئ وسريع لتغير قواعد اللعبة، ينتظر ضياء رشوان، الكثير من الجهد والتعب، لكى يتحاور مع الجميع من أجل إعلاء قيمة الصحافة والحرية، مع الاستفادة من التطور العلمى والتكنولوجى، واستثماره فى تطوير صناعة الصحافة، وعقد الندوات وورش العمل لنشر هذه الأفكار بين العاملين بالمهنة، واتخاذ التدابير القانونية اللازمة لظاهرة الفصل التعسفى، وتفعيل الإجراءات القانونية للحد منها.
ومن أبرز المطالب، التى ينادى بها الصحفيون، من نقيبهم الجديد، الحفاظ على استقلالية النقابة والعمل بروح الفريق، أو ما يشبه «الكونسلتو»، لإصلاح أوضاع الصحفيين، وبخاصة الاقتصادية منها، وأن يتواجد وسط الصحفيين بصورة دائمة، ومنح الحرية للصحفيين فى كتابة ما يرونه مناسبا فى حدود القانون والقواعد المهنية، وتطوير نقابة الصحفيين، كمًّا وكيفًا، وتطوير شكل كارنيه النقابة ليتواكب مع التطورات، ومواجهة تحدى الخسائر الفادحة للصحف القومية، وتنمية موارد النقابة الذاتية، والمطالبة بحقها فى الدمغة الصحفية، أسوة بباقى النقابات المهنية الأخرى.
وأخيرًا نطالب مجلس الصحفيين بتشكيله الجديد بالوحدة والتلاحم، والوقوف صفًا واحدًا مع النقيب، للدفاع عن المهنة، وتصحيح أوضاعها، وتحقيق مطالبها سواء الاقتصادية أو التشريعية أو غيرها، وأن يبعدوا كل البعد عن التنافر والاختلاف والتنازع.