الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

تاج راسي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نعم أنتِ يا أمى يا من كرمك الله، وتغنت بك لغة الضاد لغة القرآن الكريم، لمكانتك عند رب العالمين.. كيف كل هذا ولم تكونى تاج راسى، بل هناك ما هو أكثر بكثير.
فلولاك ما كان وجودى، ولولا الحبل السرى ما نعمت بالحياة فى بطنك الطاهرة الشريفة قبل أن أولد وبعدها؛ لأننى لم أشعر بمفارقة هذا الحبل السرى حتى بعد الولادة، فكنتى تطعمينى بيدك الطاهرة، وتسقينى وتعلمينى كيف أمضى على درب الحياة.. فكنتِ خير المعين بعد المولى عز وجل، وخير الأنيس والجليس والصاحبة.. فكيف لا تكونين تاج راسي.. وأنتِ التى تعلمت منها القيم النبيلة والعطاء بلاحدود والحب فى الله وإيثار الآخرين وما هو أكثر من ذلك بكثير.. بل زرعتِ فىّ حب الوطن والعمل والتضحية من أجله.. ولولاك ما كان هناك وطن.. فأنتِ الوطن الحقيقى الذى أورثنا الأوطان.. تعلمنا كيف يكون الصبر والمثابرة على الشدائد.. كنت تتألمين لأجلنا فى صمت ربما تحكى دموعك الطاهرة نيابة عنك.
كل هذا وما هو أكثر جعل رب العزة يكرمك ويضعك على رءوسنا جميعا.. فأنت النبتة الجميلة التى زين الله بها أرضه الطاهرة وخرجنا منها ونورك يحيطنا من كل جانب.
كل الكلمات تقف أمامك عاجزة، بل وراجفة من سحر عطائك للبشرية جمعاء، فلولاكِ ما أضاءت الدنيا، ولولاكِ ما خرج الحبيب محمد صَل الله عليه وسلم، وما ولد إسماعيل وعيسي.. ولولاك أيضا ما كان لآدم وجود.
فأنتِ يا أيقونة الكون سر بهائه وجماله وسحره.. فالاحتفاء بكى ليس له يوم محدد، بل هو كل لحظة وكل دقة ونبضة تتحرك فى قلوب هذا الكون وساكنيه.. فأنتِ هو أنتِ.. يا منية نفسى حتى فى الممات.