يوم 21 من مارس يحتفل العالم بعيد الأم، فنتسعيد مع هذا اليوم ذكرياتنا وطفولتنا، وهدايا الأم، التي كنا نجمعها من مصروفنا، فقديما كان العلبة الزرقاء التي تحوى المنديل ذو الزهور، وزجاجة الريحة الصغيرة، هي أشهر الهدايا التي كانت تملأ وجهات المحلات، وكما عبر الكتاب والأدباء عن صورة الأم في كتاباتهم وأشعارهم، فهناك من وجه لها رسائل حتى بعد الرحيل.
يقول الشاعر السوري هوشنك أوسى: "إلى أمي لا يمكنكِ القراءة بالعربيّة، وبل لا يمكنك القراءة أصلًا، لكن، ثمّة موجة من الحنين والتوق إلى حضنكِ، دفعتني لكتابة هذه الكلمات لكِ. أحنُّ إلى تلك اللحظة التي كنتُ فيها أضعُ رأسي على ركبتكِ، وأنتِ تمسحين بديكِ على شعري، وتقصّين عليّ حكايةً كي أغفو.
أحنُّ إلى تلك اللحظة التي كنتُ فيها مصابًا بالحمّى وأهذي، وأنت جالسةٌ إلى جواري، وتضعين كمّادات الماء على جبهتي ووجهي. أحنُّ إلى صوتكِ حين كنتِ تغنّين لنا بالكردي والتركي مديحًا وتحببًُّا".
"بيني وبينكِ، بحارٌ وأوطان، لكنّكِ الآن في قلبي، يا أمّي؛ جالسةٌ على سجّادة صلاة الفجر، رافعةً يديكِ للسماءَ وتناجين ربّكِ كي يحفظني ويمنحني النجاح والسعادة، بيني وبينكِ بحارٌ وأوطان، ولكنني الآن واضعٌ رأسي على ركبتكِ، وأنتِ تهدهدينني، وتقرأين الآيات والتعاويذ، حتّى تفكّ حمّى الغربة والحنين أسرها عنّي".