الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

قريتي.. "شطورة" انغمست في نيران الجحيم.. والرئيس آخر آمال المواطنين

حكاية قرية سقطت من ذاكرة الحكومة..

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"شطورة".. إحدى قرى الصعيد، قرية تابعة لمركز ومدينة طهطا، بمحافظة سوهاج، "سقطت من ذاكرة الحكومات السابقة والحالية، وتنتظر نظرة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، لانتشالها من قاع النسيان"، هكذا عبر العديد من أهالي القرية خلال حديثهم لـ"البوابة"، عن غضبهم واستيائهم من تجاهل المسئولين، والحكومات السابقة والحالية، للقرية المعروفة بقرية العلم والعلماء، علي حد قولهم، وخصوصًا بعد تفشي ظاهرة الإهمال وزلزال النسيان الذي ضرب القرية، حتي أصبحت أشبه بالمقابر، فضلًا عن عدم وجود أي من أبسط مقومات الحياة، من ماء وغاز طبيعي وطرق ومستشفى وخلافه.
**موقع القرية
تقع قرية شطورة، في الشمال من مدينة طهطا، ويحدها من الشرق نهر النيل، ومن الغرب قرى المدمر وبنجا وقاو الغربية، ومن الشمال قريتي السبائكة والعتامنة، ومن الجنوب قرية عرب بخواج وقرية الشيخ زين الدين، وتشتهر القرية بكثرة عدد المتعلمين، ويبلغ عدد سكانها حوالي 150 ألف نسمة تقريبًا، حيث يوجد بالقرية وحدها ما يقرب من 500 عضو هيئة تدريس بالجامعات المصرية والدول العربية، كما أن من حصلوا على رسائل الماجستير فى القرية بلغ عددهم نحو 2000 شخص، وبها نحو 250 صحفيًا وإعلامي، وعدد كبير من الأطباء الصيادلة تجاوز عددهم 800 طبيب وصيدلى، وبها عدد كبير من مشايخ وعلماء الأزهر.
** مشكلة الطرق 
بتلك المشكلة التي تؤرق الأهالي بدأ أبناء القرية العقيم، سرد معاناتهم لـ"البوابة"، عن المشاكل التي تحاصرهم نهارًا، وتؤرقهم ليلًا، فيقول أحمد عطا الكريم، أحد أهالي القرية، إن الطرق في القرية تعاني من تهالك شديد بسبب عدم اكتمال مشروع الصرف الصحي، الذي توقف منذ سنوات طويلة دون أسباب، حتى أصبحت طرقات القرية، أشبه بطرق الموت، فلا توجد بالقرية عدة أمتار خالية من التشققات والأتربة التي كونت طبقة عازلة، بسبب غياب مرور رئيس القرية والمسئولين بالمحافظة داخل الشوارع الرئيسية للقرية، الذين يجلسون في مكاتبهم كل صباح دون مرور داخل القرية، للإطمئنان علي الخدمات التي انعدمت، مضيفًا أن الأهالي يعانون أشد معاناه حال سلك أي طريق رئيسي أو فرعي داخل القرية.
** مشكلة الأعمدة الكهربائية
" يا بيه إحنا تعبنا من الكلام ومفيش محافظ ولا رئيس مدينة ولا حتي رئيس قرية نزل ومشى بعربيته وشاف حجم الإهمال في الأعمدة دي".. بتلك الكلمات بدأ الحاج عبد الله السيد، مزارع، سرد معاناة أهالي القرية، من أعمدة الإنارة المتهالكة، التي تنذر بكارثة لا يحمد عقبها، مؤكدًا أن هناك أعمدة إنارة خارج نطاق الخدمة، وبها أسلاك كهربائية غير عازلة تهدد حياة المواطنين وتبث الرعب في قلوبهم، ولم يلتفت أي مسئول بشركة الكهرباء بسوهاج الي تلك الأعمدة التي جار عليها الزمن.
** مشكلة الصحة 
قال محمد جمال صاحب الـ 25 عامًا، إن قرية شطورة، تسود بها حالة من الغضب، لنقص الخدمات الأساسية بالقرية، والتي تسببت في معاناة المواطنين، فلا يوجد خدمات صحية بالوحدة الصحية بالقرية، لعلاج الأهالي، وهو ما يدفع المواطنين إلى اللجوء لمستشفى طهطا العام، والتي تبعد العديد من الكيلو مترات لعلاج المرضي، مؤكدًا انهم يعانون من الإهمال الشديد، وأن الوحدة الصحية بالقرية تكلفت ملايين الجنيهات وتم بناؤها على أحدث مستوى وتم تجهيزها بالمعدات ولكن سرعان ما خذلتهم وزارة الصحة، ولم يتم افتتاح المستشفي دون سبب معلوم، حتى تأكلت المعدات وتم نقلها لأحد الوحدات الصحية بالقرى المجاورة.
** مشكلة محطة الوقود
وأضاف محمد جمال، علي الرغم من أن قرية شطورة، أنجبت العديد من المشايخ والمستشارين والضباط والصحفيين والإعلاميين الذين يقدر عددهم بـ 250 صحفيا وإعلاميا، حتى أنها لقبت ببلدة "العلم والعلماء "، لا ينظر إليها المسئولين إلا في الكوارث فقط، وآخرها فى عام 2013 عندما استشهاد 29 مواطنًا من خيرة أبنائها عندما ذهبوا لمساعدة جيرانهم في إطفاء حريق هائل شب بعدد من لمنازل بالقرية، عقب انفجار مستودع للمواد البترولية غير قانوني والمخصص لبيع البنزين بالسوق السوداء، مما أسفر عن إصابة العشرات من المواطنين من مختلف العائلات ووفاة 29 آخرين بحروق تراوحت ما بين 90 إلى 95% ولم يكن للدولة تدخل سوى نقل المصابين إلى المستشفى العسكري بحلمية الزيتون.
وأوضح محمد جمال، طالب جامعي، ما زال المواطنون بالقرية يحلمون بعيش حياة آدمية وسط تقصير وعجز كبير من المسئولين تجاه القرية، موضحًا أن هناك عددا من أبناء القرية طالبوا بإنشاء محطة وقود وطنية لتخدم أبناء القرية والقريا لمجاورة لها والنجوع الأخرى، ولكن حتى الآن لا حياة لمن تنادي.
وأستغاث الأهالي عبر منبر "البوابة"، بالرئيس عبد الفتاح السيسي، والدكتور مصطفي مدبولي، رئيس الوزارء، والدكتور أحمد الأنصاري، محافظ سوهاج، بالنظر الي قريتهم وإنتشالهم من الواقع المرير الذي يتحدث عن نفسه بكل وضوح.